ركز المشاركون في يوم إعلامي حول التشريع البيئي بتيارت على ضرورة التكوين البيئي كآلية لتحقيق التنمية المستدامة تضم الحفاظ على البيئة. وأبرزت المديرة المركزية للنفايات الحضرية وما شابهها بوزارة البيئة والطاقات المتجددة، كريمة دافي، أثناء تدخلها، أن الوزارة شرعت مؤخرا في تنظيم مثل هذه اللقاءات عبر 26 ولاية حيث كانت البداية بالبويرة ثم تيارت من أجل التعريف بالتنظيم والتشريع البيئي الذي يكتسي أهمية كبيرة في التأطير القانوني للجوانب التقنية في الميدان البيئي، وحث المؤسسات الاقتصادية على التكوين في هذا المجال لتجنب العقوبات الجزائية المرتبة عن عدم الالتزام بهذه التشريعات. وأشارت ذات المسئولة، إلى أن الهدف من هذه اللقاءات يكمن في التحسيس بضرورة تضافر جهود الجميع والتنسيق بين القطاعات من أجل تحقيق تنمية مستدامة في ظل بيئة نظيفة خاصة في مجال الاستثمار الصناعي الذي يجب أن يعطي أهمية لآليات الحفاظ على البيئة، بنفس الدرجة التي يحرص بها على تطوير آليات الإنتاج باستعمال التكنولوجيا الحديثة والعمل على تحويل النفايات إلى ثروة اقتصادية تنعش الاقتصاد الوطني وتسمح باحتياط الثروات الأولية. كما ذكرت مديرة المعهد الوطني للتكوينات البيئية، فاطمة الزهراء حاتي، أن هذه اللقاءات التي ستجرى عبر 26 دار بيئة على المستوى الوطني ترمي أساسا إلى ترسيخ الثقافة البيئية والاستثمار في الاقتصاد الأخضر على المستوى المحلي والاستثمار في المورد البشري من خلال تحسين قدرات مسيري ومستخدمي مختلف الوحدات الصناعية وتجسيد السياسة البيئية من خلال البرامج التكوينية التي يقوم بها المعهد وملاحقه عبر دور البيئة لمرافقة المؤسسات في تطبيق نظام التسيير البيئي، مشيرة إلى أن 22 دار بيئة في طور الانجاز عبر الوطن. ومن جهته، تطرق الخبير البيئي، الوليد بولقرون، إلى الترسانة القانونية التي وضعتها الجزائر في مجال البيئة وضرورة معرفة المتعاملين في المجال الصناعي بهذه التنظيمات والتشريعات من خلال العمل على تكوين العمال وتعيين المؤسسة لمندوب بيئي يعمل كوسيط بينها وبين الإدارة من أجل تجنب العقوبات الجزائية المترتبة عن مخالفة هذه القوانين والتي تتراوح بين الغرامة والسجن النافذ. وتم التطرق خلال هذا اللقاء الذي عرف حضور ممثلين على مؤسسات الاقتصادية وعن مديريتي البيئة والتربية، إلى دور المعهد الوطني للتكوينات البيئية في تكوين وتقوية القدرات المعرفية للمكونين والإطارات والمستخدمين ومفتشي البيئة عبر مختلف الهيئات التابعة لقطاع البيئة أو القطاعات الأخرى وكذا المؤسسات الاقتصادية والجماعات المحلية والمجتمع المدني، حيث تم تكوين 13.192 شخص و4.000 إطار منذ تأسيس المعهد في سنة 2002. وتحدث المشاركون أيضا عن العلاقة التي تربط دور البيئة بقطاع التربية من خلال اتفاقية بين الوزارتين الوصيتين لنشر الثقافة البيئية لدى الأجيال الصاعدة عبر المدارس ومن خلال إنشاء النوادي الخضراء.