في الوقت الذي ينتظر نواب الكتل البرلمانية استجابة رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة تقديم استقالته، هاهو هذا الأخير في خرجة غير مسبوقة يتحدى خصومه وينزل إلى الشارع وسط المواطنين يجوب شوارع العاصمة بكل أريحية ودون حراسة رسمية. لا يزال يعيش البرلمان أزمته التي تجاوزت أسبوعها الثاني دون أن يتم إيجاد حل وسط بين نواب الكتل البرلمانية المتمسكة بمطلبها القاضي باستقالة رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة وإصرار هذا الأخير على عدم الاستقالة كونه محمي باسم القانون والشرعية، ما أدى إلى تجميد كامل النشاطات وحالة انسداد، وفي هذا الوقت بالذات الذي ينتظر إيجاد حلول سريعة للأزمة التي طال أمدها قام رئيس المجلس الشعبي بالنزول إلى الشارع في خرجة ميدانية قادته إلى بعض شوارع العاصمة أين تحدث إلى المواطنين واستمع إلى بعض انشغالاتهم المواطنين والتقط الصور وفي هذا السياق، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لرئيس المجلس الشعبي الوطني، السعيد بوحجة، وهو يتجول في شوارع الجزائر العاصمة، في عز الأزمة التي يعيشها البرلمان، حيث يظهر بوحجة وهو يتجول في ساحة البريد المركزي، حيث التقى بعدد من المواطنين، ويظهر في صورة أخرى وهو يرتشف القهوة في إحدى مقاهي البريد المركزي. وقام بوحجة بالجلوس في احد المقاهي الشعبية بشارع الخطابي مقابل الجامعة المركزية، حيث تقرب منه عدة مواطنين وتبادلوا معه الحديث، ولم يمانع رئيس المجلس الذي يخوض صراعا للحفاظ على منصبه في التقاط صور سيلفي مع شباب طلبوا منه ذلك، ثم نشروها في مواقع التواصل الاجتماعي. بوحجة متمسك بمنصبه ويرفض الرحيل وتعد خرجة بوحجة غير مسبوقة أيضا، فعادة ما يحضى الرجل الثالث في الدولة بحراسة خاصة، ويتجنب الأماكن العامة، في حين يتم تنقله وسط إجراءات أمنية مكثفة، عكس بوحجة الذي كسر هذه الصورة النمطية. ويعيش البرلمان على وقع أزمة غير مسبوقة، تمثلت في مطالبة نواب الاغلبية منه الاستقالة من منصبه، في وقت يرفض بوحجة ذلك ويتمسك بالقوانين، مؤكدا أنه لن يرضخ لمطالب النواب التي يصفها بغير القانونية، وقد أدت هذه الوضعية الى تجميد نشاط البرلمان. ومن جهة أخرى تمسك رئيس المجموعة النيابية لحزب جبهة التحرير الوطني، معاذ بوشارب، بمطلب استقالة رئيس المجلس الشعبي الوطني، السعيد بوحجة من منصبه، بالمقابل نفى امكانية منعه من دخول البرلمان أو اقتحام الطابق الخامس. وقال بوشارب في حديث مع الموقع الكتروني سبق برس إن الكتل النيابية للموالاة ستبقى على مطلبها دون الإساءة لرئيس المجلس أو التطاول على شخصه من خلال الوقفة الإحتجاجية التي دار الحديث عنها في أروقة زيغود يوسف في الساعات الفارطة. واكد المتحدث تجميد كل الأنشطة وعمل اللجان في البرلمان، موضحا أن لجنة السكن التي حاول رئيسها عقد إجتماع لا يمكنها أن تجتمع لأن فيها 10 نواب من الأفلان ما يعني النقص عددي كبير. واعتبر رئيس المجموعة البرلمانية لحزب الأغلبية أن رئيس المجلس يحاول ربح الوقت وتفين الأمور من خلال التماطل في تقديم استقالته. والتضارب في تصريحاته لوسائل الإعلام. أما فيما يخص دخول نواب المعارضة على الخط ومساندتهم غير المباشرة لبوحجة، فأوضح بوشارب أنه سلوك غير مقبول وغير مفهوم من بوحجة، بالمقابل يرى " أنه اسلوب لإطالى عمر الأزمة" يهدف من خلاله بعض نواب المعارضة البروز على حساب جهود الآخرين. أما فيما يخص مبادرات الوساطة فأكد أنها ولدت مينة، موضحا أن أولها كانت من قبلهم تحت اشراف نواب الأفلان الذين يحملون عضوية المكتب السياسي ونواب الرئيس، حيث تم مطالبته صراحة بالاستقالة، وبعد الاستحالة تم اللجوء إلى حجب الثقة وتجميد المجلس. أما فيما يخص بعض الإتهامات التي وجهت لبوحجة فأكد أنها حقيقة مستشهدا بأن رئيس المجلس وظف 4 أشخاص رفض فيوقت لاحق ملفاتهم. ساحلي يدعو إلى الحوار . ودعا الأمين العام للتحالف الوطني الجمهوري, بلقاسم ساحلي امس الاول بالجزائر العاصمة, الى ضرورة تجاوز مسألة تجميد أشغال المجلس الشعبي الوطني من خلال الجلوس الى طاولة الحوار بغية إيجاد حل يرضي جميع الاطراف . وأوضح ساحلي في تصريح للصحافة عقب لقاء جمعه مع ممثلي المجموعة البرلمانية لجبهة المستقبل أن حالة الانسداد التي يعيشها المجلس الشعبي الوطني لا تخدم مصلحة أي طرف بل تسيئ إلى مصلحة المواطن والوطن بصفة عامة . وإزاء هذا الوضع, دعا السيد ساحلي رؤساء الكتل البرلمانية التي قررت تجميد أشغال المجلس وتطالب رئيس المجلس, السعيد بوحجة, بتقديم استقالته من رئاسة المجلس بالجلوس إلى طاولة الحوار من أجل البحث عن حل يرضي جميع الأطراف . وفي هذا الشأن, يقترح السيد ساحلي استئناف أشغال المجلس من قبل النواب لفترة محددة ليقوم بعدها السيد بوحجة بتقديم استقالته من رئاسة المجلس . كما اقترح السيد ساحلي حضور ممثلين عن جميع الكتل البرلمانية المشكلة للمجلس للمساهمة --كما قال-- في إيجاد الحلول المناسبة لتجاوز هذا الوضع الذي وصفه ب الصعب . وفي سياق, متصل, أبرز السيد ساحلي أن رئيس المجلس الشعبي الوطني أبدى استعداده للحوار من أجل البحث عن حل مناسب للوضع الحالي الذي يمر به المجلس . من جانبه, شدد رئيس المجموعة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني, معاد بوشارب, على تمسك المجموعات البرلمانية التي قررت تجميد أشغال المجلس, بمطلبها الداعي إلى استقالة السيد بوحجة, مشيرا إلى رفض هذه المجموعات كل أشكال الوساطة التي تقترحها بعض التشكيلات السياسية. وبالمناسبة, فند السيد بوشارب ما تداولته بعض وسائل الإعلام حول إمكانية تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر المجلس , مؤكدا أن نواب حزب جبهة التحرير الوطني يرفضون اللجوء إلى مثل هذه الاساليب , خاصة --كما قال-- وأن الجميع يكن كل الاحترام لشخص السيد بوحجة الذي قدم الكثير للجزائر .