نظم المتظاهرون، عبر أغلب ولايات الوطن، موائد الإفطار بالساحات العمومية وأماكن التظاهر، أين تطوع المئات لتحضير الإطعام والمشاركة في توزيع الوجبات، في صورة لم تخلو من مظاهر التراحم والتضامن. لم يمنع شهر الصيام المتظاهرين من التجمهر والتظاهر عبر الولايات، بحيث وكعادتهم تجمعوا بالساحات العمومية والميادين عبر الولايات، وهو ما دفع بهم لتنظيم إفطار جماعي والذي كان تحت إشراف بعض المتطوعين من رجال ونساء، حيث قاموا بطهي الوجبات وتحضيرها تحسبا لموعد الإفطار، أين نصبت عشرات الطاولات ووزعت مئات الوجبات شارك بها جميع الفئات من رجال، نساء، كبار وصغار. وقد صنعت هذه الموائد الفرجة والحدث، بحيث تطوع المئات من الأشخاص لإنجاح هذه الموائد، إذ قاموا بتحضير محكم ومسبق بدأ منذ الساعات الأولى للنهار، ليتم تحضير مئات الوجبات وتجهيزها لموعد الإفطار. ولم يقتصر الأمر على ولاية أو اثنين من ولايات الوطن، إذ امتد على مدار 48 ولاية تقريبا تجند من خلالها المتطوعون والذين وقفوا على قدم وساق لتشكيل صورة التضامن والتلاحم قبيل موعد الإفطار الذي شارك به المئات من المتظاهرين، حيث لم يفوت الكثيرون التظاهر رغم مشقة ومتاعب الصيام وهو ما دفع بالكثيرين لتنظيم موائد الإفطار بمكان التظاهر لرسم صورة التضامن والتراحم من جهة، ولتوفير الوقت والجهد على المتظاهرين، إذ وبعد الانتهاء من التظاهر يجدون موائد الإفطار بانتظارهم دون حاجتهم للتنقل من مكان التظاهر نحو منازلهم والتي قد تكون بعيدة أو انعدام وسائل النقل بعد التظاهر، والتي تحول بين تنقل الكثيرين وعودتهم نحو المنازل. بين هذا وذاك، فقد اختار آخرون عدم العودة للمنزل والبقاء للمشاركة في موائد الإفطار رفقة الآخرين، وقد صنعت موائد الإفطار عبر ولايات الوطن متابعة واهتمام واسعين من طرف المواطنين، كما تناقلها الكثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث نشروا وتداولوا صور موائد الإفطار المنتصبة والممتدة عبر الشوارع والساحات العمومية والتي لم تخلو من الأجواء العائلية والأخوية. تنظيم أكبر مائدة إفطار جماعي ببرج بوعريريج وللتذكير، فقد نظم سكان ولاية برج بوعريريج، الجمعة الماضية، أكبر مائدة إفطار جماعي أمام قصر الشعب، حيث أقام سكان الولاية أكبر مائدة إفطار جماعي للمتظاهرين، خاصة للقادمين من خارج برج بوعريريج. وقد نظم هذا بالبناية الغير المكتملة والتي يتجمع في المتظاهرون كل جمعة، وقد تم ذبح بقرتين، حسب أحد المنظمين، كما تم تحضير ما بين 1000 و1200 وجبة إفطار، وهو أكبر قدر من الوجبات لتصنع بذلك هذه المائدة الحدث خلال الحراك الشعبي برمضان.