إجراءات أمنية وتنظيمية مشددة وحجب مواقع التواصل بلعابد: نشر ثلاثة مواضيع مغلوطة للبكالوريا على الإنترنت شرع، أمس، أزيد من نصف مليون مترشح في اجتياز امتحانات البكالوريا لدورة جوان 2019، وسط إجراءات أمنية وتنظيمية مشددة، حيث تم حجب مواقع التواصل الاجتماعي لتفادي سيناريوهات السنوات الماضية، هذا ومر اليوم الأول من الإمتحان المصيري بردا وسلاما على التلاميذ الذين عبروا عن رضاهم حول مواضيع اللغة العربية والشريعة الإسلامية، في انتظار باقي المواد. أشرف، أمس، وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، على الانطلاق الرسمي لامتحان شهادة البكالوريا من ثانوية سعيد شقار بالرويبة (العاصمة)، أين كان مرفوقا بوالي العاصمة والعديد من إطارات القطاع، حيث يدوم الامتحان أربعة أيام بالنسبة للفروع الأدبية وخمسة أيام بالنسبة للفروع العلمية. و أعلن الوزير عن نشر ثلاثة مواضيع مغلوطة للبكالوريا على الانترنت بهدف التشويش على التلاميذ، مضيفا أن المصالح المعنية قد حددت الأشخاص الذين يقفون وراء نشر هذه المواضيع وسيتم متابعتهم حسب القانون. وحسب إحصائيات وزارة التربية الوطنية، فان عدد المترشحين بلغ 674.831 مترشح من بينهم 54.56 بالمائة إناث في حين الباقي ذكور، من بينهم حوالي 411.431 مترشح متمدرس و263.400 مترشح حر موزعين عبر 2339 مركز إجراء، فيما يجتاز 4226 مترشح محبوس امتحان البكالوريا موزعين على 43 مؤسسة عقابية معتمدة من طرف وزارة التربية الوطنية كمراكز للامتحانات. وبدأ المترشحون اليوم الأول من الامتحان بمادة اللغة العربية في الفترة الصباحية والشريعة الإسلامية في الفترة المسائية، كبرنامج موحد لجميع التخصصات على أن يتغير البرنامج في الأيام المتبقية من الامتحان، حيث جرى الامتحان في يومه الأول في ظروف جيدة ومريحة سواء على مستوى التأطير والتنظيم أين لاقت رضا المترشحين. هذا وانطلق الامتحان من الساعة الثامنة والنصف إلى غاية الواحدة بالنسبة للفترة الصباحية، في حين الفترة المسائية انطلقت من الساعة الثالثة إلى الخامسة والنصف مساء. وقال ممتحنو شهادة التعليم الثانوي، بأنهم راضون عن المواضيع التي اختبروا فيها خلال أول أيام الامتحانات، لأنها جاءت مشابهة تماما لمواضيع المقرر الدراسي الذي تلقوه طيلة الموسم الدراسي من قبل أساتذتهم، مؤكدين على أن مواضيع اللغة العربية لليوم الأول كانت في المتناول خاصة بالنسبة للطلبة المتمدرسين، في حين قال بعض المترشحين الأحرار بأن موضوع اللغة العربية كان صعبا نوعا ما، حسب ما أكدوه ل السياسي . بدوره، عبر أساتذة من الطور الثانوي، خلال اليوم الأول من الامتحان، أن المواضيع مادة اللغة العربية والشريعة الإسلامية كانت في متناول أغلبية تلاميذ الطور في مختلف التخصصات، كما أشاروا أن الامتحان جرى في ظروف جيدة وتحت رقابة مشددة من خلالهم، وذلك عقب التعليمات التي سطرتها وزارة التربية في هذا الخصوص لضمان السير الحسن للامتحان ومحاربة كل أشكال الغش من قبل التلاميذ، على حد قولهم. حجب مواقع التواصل وشهد اليوم الأول من الامتحان حجب كل مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الجهات الوصية، حيث تم قطع الاتصال بالانترنت لهذه المواقع طيلة توقيت إجراء الامتحان خوفا من التسريبات والتغليطات التي يريد البعض منها تشتيت تركيز التلاميذ وزرع الفوضى والتأثير على السير الحسن للامتحان، حسب ما أدلى وزبر التربية في وسائل الإعلام. وكانت الإجراءات المشددة جدا على العديد من المستويات، وذلك من حيث مراقبة توقيت التأخر وكذا استدعاءات وبطاقات الهوية للمترشحين لضمان وتفادي أي عنصر مفاجئة قد يحدث. كما رافق الأولياء أبنائهم خلال اليوم الأول من الامتحان وأبدوا ارتياحهم الكبير نحو أبنائهم لما لمسوه فيهم من تجاوب مع المواضيع التي امتحنوا فيها خلال اليوم الأول، وتمنوا أن تكون مواضيع بلعقي المواد في متناول الجميع لكي يحققوا النجاح، على حد قولهم. وسيكون اليوم المترشحون على موعد مع إجراء امتحان المواد الأساسية في مختلف التخصصات، سواء العلمية والأدبية، والتي تعرف ضغطا كبيرا وتركيزا عاليا بسبب معاملها الكبير، ويتعلق الأمر بمادة الفلسفة للمواد الأدبية والرياضيات والفيزياء والعلوم الطبيعية والحياة بالنسبة للمواد العلمية، حيث يولي التلاميذ للمواد الأساسية حيزا بالغا من جانب التحضير، حيث صرحوا ل السياسي أنهم إذا تمكنوا من الاجابة الجيدة في هاته المواد، سيكونون قد خطو خطوة كبيرة نحو نيل شهادة البكالوريا. إجراءات أمنية وتنظيمية مشددة ورافق كوموندوس من مختلف الأسلاك الأمنية امتحانات الباكالوريا قصد تأمينها والسهر على أمن المترشحين، ومن بين الإجراءات الأخرى المتعلقة بتأمين البكالوريا وضمان مصداقيتها، قامت وزارة الدفاع الوطني بتزويد فروع الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات بمشوشات ذات نوعية جيدة لمنع أية محاولات لتسريب الأسئلة إلكترونيا. كما تم تعزيز التواجد الميداني لقوات الشرطة، خاصة بالمحيط الخارجي لمراكز الامتحانات، وضمان مواكبة وتأمين عمليات نقل وتوزيع مواضيع الامتحان عبر كافة المراكز وكذا عمليات إرجاع طرود الأجوبة إلى مراكز التجميع. بدورها، وضعت القيادة العامة للدرك الوطني مخططا أمنيا خاصا لإنجاح مجريات امتحانات نهاية السنة الجارية، بأطوارها التعليمية الثلاث (بما فيها الثانوي)، من خلال وضع تشكيل ميداني خاص لإنجاح هذه العملية بإقحام وسائل بشرية ومادية لضمان السير الحسن لهذه الامتحانات على مستوى 48 ولاية، وذلك من خلال تأمين مراكز الامتحانات ومحيطها التي تقع ضمن إقليم اختصاص الدرك الوطني. كما وضعت المديرية العامة للحماية المدنية جهاز أمني عملياتي متكون من 39 ألف عون تدخل بمختلف الرتب و2197 سيارة إسعاف وكذا 1338 شاحنة إطفاء، من أجل السهر على سلامة وأمن الممتحنين والمؤطرين. إنطلاق الإمتحانات بالمدرسة الجزائرية بباريس من جهة أخرى، انطلقت أمس بالمدرسة الدولية الجزائرية بباريس امتحانات البكالوريا بالنسبة لأفراد الجالية الوطنية. وعلى غرار المترشحين المحليين، تجري الامتحانات في نفس التوقيت والظروف وتحت إشراف رئيس المركز شايب دراع، مفوض وزارة التربية الوطنية. ويتعلق الأمر بالنسبة لدورة 2019 ب23 مترشحا لامتحانات البكالوريا بالمدرسة الدولية الجزائرية بباريس (17 مترشحا شعبة علوم و6 مترشحين آداب)، والذين يدرسون نفس البرنامج على مستوى الوطن. ويذكر أن المدرسة الدولية الجزائرية بباريس كانت قد سجلت السنة الماضية نسبة نجاح تقدر ب100 في المائة (98 في المائة سنة 2017). وقد جلبت مواضيع الامتحان في حقائب دبلوماسية وبقيت مشمعة على مستوى سفارة الجزائر في فرنسا. وكلف عون من وزارة التربية الوطنية بمراقبة المواضيع على مستوى السفارة 24سا/24سا ويتعين عليه أن يقدم لرئيس المركز يوميا امتحانات كل يوم، حسب ما أوضحه مسؤولون من المدرسة التي ستوفر وجبات منتصف النهار للمترشحين والمراقبين. وأوضح ذات المصدر، أنه لدواع أمنية فإن أوراق الاجابات لكل يوم تنقل الى السفارة وتشمع، مضيفا أن مراقبي الامتحانات ينتمون إلى عمال الإكمالية والابتدائي وليس من الثانوية. وقد افتتحت المؤسسة أبوابها على الساعة الثامنة والنصف (السابعة والنصف بتوقيت الجزائر)، ودخل المترشحون على الساعة التاسعة (الثامنة بتوقيت الجزائر) تحت المراقبة الضرورية من أجل السير الحسن للامتحان.