تتواصل معاناة عشرات العائلات القاطنة بقرية وادي المالح، التابعة إداريا لبلدية بن خليل بولاية البليدة، هذه المعاناة التي بدأت منذ عدة عقود ولا زال لحد الساعة السكان يتخبطون في أوضاع مزرية، حيث أبدى قاطنو القرية تذمرهم الشديد واستياءهم من الإقصاء، والتهميش الذي تتعرض له قريتهم - على حد قولهم- وهي الأوضاع المزرية التي نغصت عليهم حياتهم وحولتها إلى جحيم لا يطاق، دفع بالكثيرين منهم إلى الفرار من الحي والاتجاه نحو مناطق أخرى تضمن لهم الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية أول مشكل يواجه السكان افتقارهم لمختلف ضروريات العيش الكريم ، حيث تتصدر قائمة المشاكل التي يواجهونها انعدام المياه الصالحة للشرب، إذ يطالبون في هذا الصدد من مسؤوليهم بضرورة إدراج مشاريع لربط الحي بشبكات الماء الشروب التي أدى غيابها إلى تواصل معاناة قاطني القرية حيث غالبا ما يكلف الأطفال بهذه المهمة أين يضطرون إلى جلب هذه المادة الحيوية من البساتين والأحياء المجاورة بعد يوم كامل من الدراسة والإرهاق جراء التنقل اليومي إلى مؤسساتهم التربوية بفعل غياب النقل المدرسي والسير وسط الأوحال والأتربة شتاءا في ظل اهتراء الطرقات المؤدية إلى مؤسساتهم التربوية، هذا الامر يشكل هاجسا يطارد التلاميذ وأوليائهم المطالبين في هذا الخصوص بتوفير حافلات النقل المدرسي ليجنبوا أطفالهم المشي لعدة كليومترات للوصول إلى مدارسهم، كما أن غياب الإنارة العمومية عن القرية بمثابة كابوس يطارد السكان لما يشكله غياب هذا المرفق الضروري من خطر على حياتهم وتخوفهم من التعرض لعضات الحيوانات الضالة في الظلام الدامس، إلى جانب مشاكل غياب قنوات الصرف الصحي والاستعانة بحفر العفن وما تشكله هذه الأخيرة من أخطار صحية و بيئية و جلب للحشرات الضارة والقوارض التي باتت تتقاسم معها سكناتها، فضلا عن انتشار الروائح الكريهة والمخاطر الصحية المحيطة بالتجمع السكاني هذا وبفعل كل هذه المشاكل تفاقم شعور السكان بالتهميش والعزلة المتجسدة من خلال صعوبة ومشقة جلب الضروريات المختلفة من وسط المدينة، حيث يضطر هؤلاء إلى المشي وسط المساحات الغابية والأودية قبل بلوغ المنطقة الحضرية من أجل جلب أدنى الضروريات وأبسط الحاجيات اليومية