اشتعلت جبهات القتال في ضواحي العاصمة الليبية طرابلس البارحة، حيث شهدت نواحي منطقة قصر بن غشير اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة، وتعرضت مواقع لحكومة الوفاق لغارات ليلية. وذكرت مواقع إخبارية محلية أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات الجيش الوطني الليبي والقوات التابعة لحكومة الوفاق في شارع الخلاطات ومنطقة الكحيلي بعين زارة وفي منطقة خلة الفرجان، جنوبي طرابلس. وأفادت أنباء كذلك بأن طيران الجيش الوطني شن عدة غارات على قوات حكومة الوفاق في منطقة الزطارنة الواقعة في منتصف المسافة بين مدينتي تاجوراء وترهونة. كما سُجل تبادل عنيف للقصف بالمدفعية وبالهاون في منطقة وادي الهيرة إلى الجنوب من مدينة العزيزية الاستراتيجية، حيث تحاول قوات الوفاق التقدم نحو غريان، أهم موقع يسيطر عليه الجيش الوطني جنوبي طرابلس. هذا، ونشرت مواقع محلية تسجيلات صوتية لاشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة دارت على التخوم الجنوبية للعاصمة الليبية طرابلس. حكومة الوفاق الليبية تحشد التأييد بواشنطن وقعت حكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة فايز السراج مؤخرا على عقد بمليوني دولار مع شركة علاقات عامة امريكية (ميركوري لوبيينغ أفيرز)، وذلك من اجل التأثير على الكونغرس و ادارة ترامب بعد الدعم الذي ابداه البيت الابيض لخليفة حفتر. ويتضمن العقد سنة كاملة مع أجر فصلي يقدر ب500000 دولار حيث يتم تسديد الدفعة الاولى بشكل مسبق، حسبما جاء في التفاصيل التي كشفت عنها الصحافة الأمريكية. ومن بين زبائن ميركوري للعلاقات العامة هناك تركيا وقطر، حيث يبدي كلا البلدين دعمهما للواء المتقاعد خليفة حفتر. ورغم تودد عديد شركة العلاقات العامة الأمريكيةبواشنطن، إلا أن حكومة الوفاق الوطني الليبية لم تختر أي واحدة منها منذ ان انتهاء العقد الذي يربطها بمجمع آلكساندريا، حيث كان ينوي السراج تعيين مبعوث خاص للولايات المتحدة عوض الاعتماد على خدمات مكاتب العلاقات العامة. ويرى عديد المحللين بواشنطن أن هذا العقد المكلف يعتبر إشارة على إن حكومة الوفاق الوطني الليبية منشغلة بعمق بالتقارب المسجل بين خليفة حفتر والبيت الابيض. كما تمت الاشارة الى ان الرئيس ترامب يكون قد أعطى الضوء الأخضر لحفتر من اجل السيطرة على طرابلس، مما يعد تحولا حاسما في موقف الولاياتالمتحدة تجاه الازمة الليبية. في ذات السياق، أكد ثلاثة دبلوماسيين أمريكيين ل(بلومبرغ) -لم يكشفوا عن هويتهم- أن ترامب ومستشار الامن القومي جون بولتن قد أجريا محادثتين هاتفيتين مع اللواء المتقاعد في شهر أفريل الماضي، والتي أعطت الانطباع لهذا الأخير بأنه تلقى الضوء الأخضر من البيت الأبيض لمواصلة هجومه العسكري على طرابلس. وجاء الحديث الهاتفي الذي جرى بين ترامب وحفتر بعد ستة أيام من زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى واشنطن، حيث طلب هذا الأخير من نظيره الأمريكي تقديم دعم الولاياتالمتحدة لقائد الجيش الوطني الليبي. وعلى الرغم من ذلك، فإن حكومة الوفاق الوطني الليبية ستجد بالتأكيد آدانا صاغية لدى الكونغرس الأمريكي، حيث أعرب نواب ديمقراطيون وجمهوريون عن انشغالهم بخصوص الهجوم الذي شنه حفتر على العاصمة الليبية. ومن بين هؤلاء البرلمانيين، يوجد السيناتور الجمهوري القوي ليندسي غراهام أحد المقربين من ترامب الذي وجّه دعوة للإدارة الأمريكية من أجل الالتزام مجددا بمسار السلام الأممي، وذلك مباشرة بعد مكالمة هاتفية أجراها مع فايز السراج. وفي حديث خص به صحيفة ال(بوليتيكو)، أشار عضو الكونغرس توم مالينوفسكي الذي شغل منصب كاتب الدولة المساعد في إدارة أوباما إلى أن تغيير الوجهة في ليبيا لصالح حفتر (محض جنون).