طوق أمنيّ مشدد على مدارس الجيش، الشرطة والدرك أكدت وزراة الدفاع الوطني أن هذه الجريمة الإرهابية الدموية التي تعرض لها النادي الخارجي للأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال مساء أول أمس عشر دقائق بعد ساعة الإفطار في ليلة القدر المباركة، تبين مرة أخرى أن المجموعات الإرهابية المتبقية تحاول من وراء هذه العملية الدنيئة تحقيق أهداف إعلامية لفك الحصار المضروب عليها من طرف القوات الأمنية المشتركة التي حققت نتائج فعالة ميدانيا خاصة في الأسابيع الأخيرة. وقد حدد البيان الحصيلة الرسمية للضباط المستشهدين على إثر تعرض نادي الضباط الخارجي الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال مساء الجمعة أول أمس على الساعة السابعة والأربعين دقيقة لعملية انتحارية همجية استهدفت ضباط كانوا بصدد الإفطار بعد يوم من الصيام بتضارب الأرقام والتي تميز أغلبها بالتضخيم ب09 ضابطا لترتفع الحصيلة إلى استشهاد 18 ضابط بعد قضاء 9 آخرين كانوا أصيبوا بجروحٍ خطيرة جراء الانفجار، ومدنيين اثنين وجرح عشرين آخرين غادروا المستشفى بعد تلقي العلاج ما عدا ستة منهم كانوا لايزالوا إلى غاية مساء أمس تحت المراقبة الطبية واحد في حالة خطيرة". وأكدت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي بلهجة شديدة وفي رسائل مباشرة عزمها على تخليص البلاد من هذه "الشراذم المجرمة وبسط الأمن والطمأنينة في ربوع الوطن"، دون أن تنسى الترحّم على أرواح الشهداء. وحسبما أكده مصدر أمني مطلع ل"السياسي" فإن هذه العملية الانتحارية الجبانة ضد رموز الصمود والتضحية في ليلة مباركة وبطريقة أقل ما توصف به أنها همجية جاءت ردا على ضربات القوات المشتركة وفي مقدمتهم الجيش الوطني الشعبي على معاقل الإرهابيين بتيزي وزو وبومرداس، كما أشار ذات المصدر إلى أنها جاءت تعويضا عن العجز عن ضرب العاصمة بعد تفطن قوات الأمن للمخطط الجبان لبقايا الإرهابيين، والتسلل من الجهة الشرقية من ولاية بومرداس في ظل التشديد الأمني، فيما مست مؤسسة عسكرية هامة لإثارة صدى إعلامي أكبر من حجمها بكثير. وأشار ذات المصدر إلى أن استهداف منطقة شرشال جاء على اعتبار أنها تقع في منطقة غير متوقعة لا تصنف ضمن معاقل الإرهاب، في أول عملية انتحارية جبانة تزامنت مع ليلة مباركة ألا وهي ليلة القدر المباركة بولاية تيبازة. وكانت الخطة الأمنية لعملية مكافحة الإرهاب قد أسفرت عن نتائج جد مرضية من خلال الأشواط التي قطعتها في التمكن من القضاء على أكبر الرؤوس الإرهابية، يترجمها الوضع الأمني والتراجع الكبير للنشاط الإرهابي في العديد من المناطق في البلاد، واستقرار الوضع نهائيا في مناطق أخرى، لتعود هذه البقايا للنشاط خلال شهر رمضان بعد انقطاع المؤونة عليها وعدم قدرتها على المواصلة. وعلمت "السياسي" من مصادر أمنية مطلعة أن اجتماعات طارئة خاضها مسؤولي الأجهزة الأمنية والعسكرية أمس على إثر استشهاد 18 ضابطا ومدنيين اثنين وجرح ما لا يقل عن عشرين آخرين في اعتداء إرهابي جبان وغادر استهدف نادي الضباط الخارجي للأكاديمية.