مشروع المحفظة الإلكترونية.. لم ير النور بعد أضحت المحفظة المدرسية أكبر عائق يهدّد تمدرس التلميذ بشكل سليم، مما يهدّد تحصيله الدراسي بشكل مباشر، خاصة وأن وزن محفظة متمدرس اليوم فاقت وزنه، الشيء الذي ينذر بكارثة صحية تتربص بمستقبل هذا المتمدرس، نظرا لوزن المحفظة الذي يتجاوز العشر كيلوغرامات في كثير من الأحيان، على الرغم من هشاشة بنية جسم التلميذ الذي هو في الأصل يتدرج في مراحل نموه الجسمية، ليشكل له ثقل المحفظة متاعب جمة أخطرها ظهور الحدبة والإصابة بمرض السيلوليت، فمتى ينتعق تلميذ اليوم من ثقل محفظته؟ وهل سيتحقق مشروع المحفظة الإلكترونية للمتمدرس؟. أحمد خالد: ثقل المحفظة يهدّد صحة التلميذ أكد أحمد خالد، رئيس اتحاد أولياء التلاميذ، أن وزن المحفظة أكبر معظلة تواجه تمدرس التلميذ بشكل عادي في الوقت الذي يفوق فيه الوزن الكلي للمحفظة وزن التلميذ مما يسبب له إعوجاجا في الظهر كما يصاب التلميذ على المدى البعيد بمرض يسمى السيليلوز وهو ما جعلنا نتأهب لوضع حلول للمشكلة كما توجهنا بحلول مقترحة إلى وزارة التربية لتخفيض البرنامج الذي ينقص من ثقل المحفظة وتصبح خفيفة واقترحنا استغناء التلميذ عن الكتاب المدرسي ماعدا ثلاث كتب رئيسية كتاب القراءة، الفرنسية والرياضيات، أما الكتب الأخرى التي يجبر التلميذ على حملها يوميا فليس لها أي مفعول ولا معنى لها، أما بالنسبة لمقترح »مشروع الدرج« القاضي بمنح درج لكل تلميذ في مؤسسة تربوية لم يأت بجديد، فكيف يمكن للتلميذ اقتناء كتب مدرسية بأثمان باهضة ثم يتركها في الدرج، أما المقترح الثاني لاتحاد أولياء التلاميذ فيكمن في جعل كتيب بدل كتاب لكل فصل، ودعا رئيس أولياء التلاميذ إلى رفع الوعي حول المسألة. خيار: الدرج.. الحل الأمثل للقضاء على ثقل المحفظة من جهتها، خيار، رئيسة فيدرالية أولياء التلاميذ لولاية الجزائر، أكدت أن ثقل محفظة المتمدرس يعد خطرا يهدّد التلميذ أثناء تمدرسه »ولهذا السبب بالذات اقترحنا على وزارة التربية الوطنية وضع حلول خاصة بهذه المعضلة كوضع أدراج بالمدارس يتم فيها ترك الأدوات التي لا يحتاجها التلميذ بصفة دائمة، غير أن هذا القرار لم ينفذ إلى حد الساعة ونداؤنا موجه لكل البلديات لمباشرة هذا القرار«، في حين استبعدت رئيسة فيدرالية أولياء التلاميذ لولاية الجزائر مشروع المحفظة الإلكترونية الذي يتطلب تجسيدا على أرض الواقع. مختصون يؤكدون: يجب أن يكون وزن المحفظة 10بالمائة من وزن التلميذ حذّر دكاترة مختصون في أمراض المفاصل والعظام من تأثير حمل المحفظة الثقيلة التي يتجاوز وزنها في بعض الأحيان 7 كيلوغرامات والتي تمتلأ بالكتب والكراريس والأدوات المدرسية من خطورتها على صحة الطفل، في حين أكدت الدراسات مدى حجم الارتباط بين ثقل المحفظة المدرسية وما تسببه من آلام في الظهر والرقبة والكتف، وأكد البعض على أنه ثمة إجماع من طرف الأخصائيين على أنه يجب أن لا يتجاوز وزن المحفظة 10 % من وزن الطفل، وبعض الدول الأوروبية صاغت قوانين في ذلك. أضحت ظاهرة الثقل المفرط للمحافظ المدرسية أمراً مؤرقاً للتلاميذ وأوليائهم، خاصة بعد أن أثبتت الدراسات الطبية تأثيرها السلبي على صحة الأطفال. أولياء يخافون على أبنائهم يقول (م. م)، وهو أب لثلاثة أطفال في تصريح ل»السياسي«، »غالبا ما تضطر زوجتي إلى مرافقة ابني وحمل محفظته لأن وزنها يفوق طاقته«، وأضاف يقول »ثم تعود في المساء مجددا إلى المدرسة وتنتظر خروج ابني لتحمل عنه المحفظة جراء ثقلها«، وتشاطره الرأي (ن. س)، وهي أم لطفلين متمدرسين »ابني الأصغر يشكو ألما دائما في ظهره وإرهاقا مستمرا، لدرجة أن ثقل محفظته أفسد فرحته ورغبته في الذهاب إلى المدرسة«. وتقول (فتيحة. ب)، وهي معلمة لغة فرنسية »ثقل المحفظة دفع بنا لإيجاد حل لهذه المعظلة، إذ سعينا للتخفيف من ثقل المحافظ على التلاميذ وقمنا بوضع قائمة للأدوات الصباحية وأخرى خاصة بالأدوات المسائية، حتى يتمكن للتلاميذ من استبدالها قبل الحضور إلى المدرسة، لأننا على علم بأن ذلك سيؤثر على صحة التلميذ وتركيزه«، كما أن خبراء في المجال الطبي يوافقون على أن المحافظ الثقيلة مسألة خطيرة، معللين ذلك بالقول »إن المحافظ الثقيلة وبعد المدارس عن المناطق السكنية في المناطق الريفية وحتى في المدينة يؤدي إلى الإصابة بداء السكوليوز الذي يسببه ثقل المحافظ«، وأضافوا أن »خطورة هذه المحافظ تكمن في أن أعراضه لا تقتصرعلى آلام الظهر فقط، بل تتسبب في الإرهاق والتعب بسبب ضيق القفص الصدري من الجهة المقابلة للإعوجاج، الذي يضغط على الرئة، إضافة إلى تشوه شكل الجسد وظهور الحدبة«، خصوصا وأن بعض المشاكل الصحية بدأت تنتشر كثيرا في أوساط تلاميذ المدارس الابتدائية، ومن مظاهرها التواء في العمود الفقري. المحفظة الإلكترونية.. لم تدخل القاموس الجزائري بعد ذهب البعض إلى أن مشروع المحفظة الإلكترونية القاضي بجهاز إعلام آلي مجهز بالكتب المدرسية كفيل بتخليص التلميذ من مشكلة الحمل الثقيل الذي تشكله المحفظة والأدوات المدرسية، بما أن هذا الأخير يتميز بالخفة، التطور والعصرنة مقارنة بالأدوات التي تحتويها المحفظة، لكن لم يتحدّد موعد الانطلاق في هذا المشروع، على الرغم من التطور التكنولوجي الذي يعيشه عصر اليوم، فرغم التطور التكنولوجي الذي مسّ جميع الميادين، إلا أن محفظة المتمدرس لازال الثقل أهم ميزة تطبعها، خاصة في ظل كثافة البرنامج الدراسي الذي يتطلب حشوا للكتب والكراريس وأدوات مدرسية أخرى.