انكشفت مرة أخرى المخططات الدعائية للجزيرة وأخواتها، التي تجسدها ضمن مسلسلاتها الإخبارية اليومية، وما باتت تطلق عليه ب"التغطية الآنية " للأحداث الجارية في العالم العربي، والتي أخذت منعرجا حاسما مؤخرا، بعد التضليل الإعلامي الذي طمس حيثيات الوضع الحالي. وفي ضربة جديدة لمثل هذه القنوات الدعائية، كشف الصحفي الفرنسي تيري ميسان الحرب الدعائية التي تقوم بها بعض المحطات الفضائية ضد سورية، من خلال اختلاق الأكاذيب، حيث أكد أن قناة الجزيرة تعمل حاليا على إقامة استوديوهات في العاصمة القطرية الدوحة مشابهة لساحتي العباسيين والأمويين بسوريا، على غرار ما فعلته عندما قامت بإعادة إنتاج الساحة الخضراء الرئيسية في طرابلس وباب العزيزية مقابل القصر الرئاسي السابق لإيهام الناس بأحداث تنسجها طبقا لأهدافها، وتبثها عبر صور تغشوها الضبابية وغير واضحة المعالم. وأوضح ميسان في حديثه أن الجرائم في ليبيا لم ترتكب من طرف حكومة القذافي وجيشه، بل من قبل أجانب قدموا مع بعض الجماعات من المقاتلين الليبيين، الذين حملوا السلاح ضد القذافي، وأضاف أن هؤلاء يحوزون على أسلحة غير مسروقة من مخازن الأسلحة الليبية، التي تكون روسية الصنع، بل كانوا يمتلكون أسلحة من الحلف الأطلسي، ورشاشات أميركية وأسلحة إسرائيلية، وهو ما يؤكد أن الأسلحة تأتيهم من الخارج. وقال ميسان أنه تم الإيقاع بليبيا بمخطط من الموساد، حيث أنه وبعدما قررت المخابرات الليبية اختراق عناوين البريد الالكتروني، للصحفيين المجتمعين في المركز الصحفي في فندق "ريكسوس"، اكتشفت أن هؤلاء الذين بدوا كصحفيين في عدة أماكن، كان لديهم اتصالات مع الاستخبارات البريطانية والأمريكية والفرنسية، إضافة للموساد، مما يؤكد أنهم عبارة عن جواسيس مجندين لإسقاط ليبيا في شرك الاحتلال. وأضاف ميسان أن القائد السابق لحلف شمال الأطلسي الجنرال ويسلي كلارك، كشف عن انعقاد اجتماع في منتجع كامب ديفيد في ولاية ماريلاند الأمريكية، بعد أربعة أيام من هجمات 11 سبتمبر، قررت فيه إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك "جورج بوش" الهجوم بشكل متتال على سبع دول، بدءاً من أفغانستان والعراق ثم بعد ذلك يستمر الهجوم بوقت واحد على ليبيا وسورية ثم بإيران، وأكد ميسان أن سورية تمكنت من البحث عن تحالفات دولية وحمت نفسها، بينما ظنت ليبيا أن باستطاعتها أن تدبر الأمر لوحدها من خلال بعض التسويات، مضيفا أن ما ينقص الصحافة العربية هو رؤية عامة لما يحدث فهي غالباً تتعامل مع التفاصيل وفي عالم فيه قوة تمتلك إمكانيات عسكرية هائلة قررت غزو كل شيء، ينبغي امتلاك فهماً واضحاً للطريقة التي تتعامل بها الولاياتالمتحدة والكيان الصهيوني مع المنطقة العربية.