ظهور سيف الإسلام يخلط أوراق المعارضة الليبية تمكنت قوات المعارضة الليبية مساء أمس، من اختراق البوابة الأولى لمقر العقيد القذافي في ”باب العزيزية” من جهة الغرب، وذلك بعد غارة جوية ل”الناتو”· وأكدت قناتا ”العربية” و”الجزيرة” و”فرانس ”24 نقلا عن الثوار، أنه تم اقتحام منزل القذافي دون أي مقاومة ورفعوا علمهم، وتسارعت الأحداث ليعلن الثوار بعدها سيطرتهم التامة على آخر قلاع العقيد الذي لم يظهر له أثر· وفي الأثناء، نقل مسؤول روسي عن العقيد معمر القذافي قوله إنه في طرابلس وسيبقى فيها يقاتل حتى النهاية· وذكرت تقارير تلفزيونية أيضا أن الدخان يتصاعد من عند المجمع في أعقاب ضربة جوية لحلف شمال الأطلسي· ونقلت وكالة ”رويترز” عن شاهدة عيان أنه أمكن سماع دوّي تراشق شرس قرب الفندق الذي يقيم به الصحافيون الأجانب في العاصمة الليبية طرابلس، ويتردد دوّي إطلاق نيران مدفعية منذ الصباح في محيط فندق ريكسوس· وأحاط آلاف الثوار الليبيين باب العزيزية استعدادا لهجوم شامل ينهي المقاومة التي تبديها بقايا النظام في العاصمة طرابلس، وأوضحت مصادر متطابقة أن الثوار الذين قدموا من مصراتة ومدن أخرى، استقدموا أسلحة ثقيلة وأحاطوا بمجمع القذافي ولكن ليس من كل الجهات باعتبار أنه يمتد على ستة هكتارات ويصعب تطويقه بالكامل· ونقلت مصادر عن بعض الثوار أنهم يعتقدون أن دفاعات باب العزيزية ضعيفة مع أن بعض مصادر الثوار تقدر أن عدد القوات المتحصنة في المجمع ربما يصل إلى ثلاثة آلاف فرد مجهزين بأسلحة ثقيلة بينها دبابات · من ناحية أخرى، يروى صحفي من وكالة الأنباء الفرنسية قصة لقائه وزملاء له مع سيف الإسلام القذافي الذي تسربت أخبار عن اعتقاله، وكذبتها أخرى تفيد بظهوره الليلة الماضية في العاصمة الليبية طرابلس· ويقول الصحفي إن سائقا قادهم في سيارة مصفحة وفي الظلام من فندق ريكسوس الذي يقيم فيه الصحفيون في قلب طرابلس إلى مقر العقيد معمر القذافي بباب العزيزية، حيث توقفت السيارة أمام ”البيت الصامد” للقذافي المدمر جراء قصفه بطائرات أمريكية عام 1986 مما أدى لمقتل ابنته بالتبني· ويضيف أن عشرات المؤيدين للعقيد المطاح به أحاطوا بالسيارة وهم يحاولون التعرف على من بداخلها مرددين ”الله، معمر، ليبيا وبس”· في حين قال أحدهم ”لا ليس معمر القذافي” متوقعا أن يظهر أحد أبناء من يسمونه القائد· ولكن سرعان ما وصل سيف الإسلام، وفق رواية الصحفي، على متن سيارة رباعية الدفع، ليحييه الحشد بحماس ثم يرحل، ويصرخ أحد مرافقيه للصحفيين ”هيا اصعدوا بسرعة” مشيرا إلى سيارة ثانية رباعية الدفع· وعلى بعد مئات الأمتار تتوقف السيارتان في أرض خالية مضاءة ببضعة مصابيح، ليترجل الجميع من السيارتين ويتوجه سيف الإسلام إلى الصحفيين ليتحدث إليهم بعيدا عن مرافقيه· ويقول سيف الإسلام مبتسما ”هل رأيتم معركة اليوم؟” ويرد عليه أحد الصحفيين ”لا، لكننا سمعنا أصوات المعارك”، في إشارة إلى معركة الاستيلاء على باب العزيزية الذي أكد الثوار في وقت سابق أنه مازال محميا بالدبابات والقناصة· وأوضح سيف الإسلام للصحفيين قائلا ”أنا هنا لتكذيب الشائعات والكلام”، في إشارة منه إلى الإعلان عن اعتقاله من طرف المحكمة الجنائية والثوار· وردا على سؤال لأحد الصحفيين بخصوص الجنائية الدولية، قال سيف الإسلام ”طز بالمحكمة الجنائية”· مع العلم أن هذه الأخيرة أصدرت في ال 27 جوان الماضي مذكرات توقيف بحق معمر القذافي ونجله سيف الإسلام وصهره رئيس المخابرات عبد الله السنوسي· وأضاف سيف الإسلام ”الغرب عندهم تقنية عالية، فقد شوشوا على الاتصالات وبعثوا رسائل للشعب الليبي” مشيرا إلى أنها حرب إلكترونية وإعلامية لبث الفوضى والذعر في البلاد·