لا تزال ورشات البناء، عبر الوطن، تشكل خطورة كبيرة على العمال وذلك لغياب الحماية والوقاية اللازمان التي توفر لهم الحماية والسلامة، بحيث تقف هذه الفئة يوميا عرضة للحوادث المميتة التي تتربص بهم من خلال تسجيل عدة حوادث عبر الوطن، كانت أغلبها كافية لإزهاق أرواح العمال. تتواصل حوادث ورشات العمل في حصد أرواح العمال، بحيث وبسبب غياب الوعي لدى العمال المتمثل في اتخاذ تدابير الوقاية والسلامة التي توفر لهم الأمان وتقيهم من الحوادث، وغياب آليات خاصة على غرار هيئات مراقبة السلامة بالورشات، نجد الحوادث المميتة تتربص بالعمال في أي لحظة وذلك عبر الورشات الخاصة بإعادة تهيئة واجهات البنايات والعمارات وكبرى المنشآت، امتدادا إلى عمال النظافة، والذين يعملون وسط خطورة بالغة وجها لوجه مع الخطر لعدم التزامهم بالحماية و الوقاية اللازمان، أين يضاف إلى عملهم المحفوف بالمخاطر حوادث قد يكون أغلبها مميت. مصرع عامل بناء بحي بويعلي بسكيكدة لقي عامل بناء مصرعه إثر سقوطه من علو شاهق بورشة بناء عمارة بحي بويعلي ببلدية سكيكدة. وذكرت مصادر، أن العامل يقطن بحي لواهم مصباح سقط من علو ثلاثة طوابق داخل ورشة بناء أثناء مزاولته لعمله حيث لفظ أنفاسه الأخيرة بمكان الحادث، وقد تم نقل الجثة إلى مصلحة الجثث بمستشفى سكيكدة القديم وسط المدينة، لتتدخل مصالح الأمن وتفتح تحقيقا في الحادث. عامل تركي يلقى حتفه في ورشة بناء بعشاشة بمستغانم هلك عامل من جنسية تركية مصرعه بعد سقوط في ورشة بناء ببلدية عشعاشة شرق ولاية مستغانم، أين تدخلت وحدات الإسعاف التابعة للحماية المدنية لإجلاء هذا العامل المتوفي بعين المكان، بعد سقوطه من الطابق الرابع لعمارة لا تزال قيد الإنجاز. وقد وقع هذا الحادث على مستوى ورشة بناء تابعة لمشروع إنجاز 300 وحدة سكنية بصيغة البيع بالإيجار عدل ببلدية عشعاشة. وتم تحويل جثة الضحية البالغ من العمر 29 سنة إلى مصلحة حفظ الجثث بالمؤسسة الاستشفائية لعشعاشة. وفاة عامل بورشة مشروع بناء 3000 سكن عدل بتبسة لقي عامل مصرعه بورشة مشروع بناء 3000 سكن عدل ، بولاية تبسة، بعد تعرضه لصعقة كهربائية ألقت به خارج العمارة. وحسب مصادر مقربة، فقد أصيب العامل بصعقة كهربائية بكوابل الضغط العالي التي تمر وسط الورشة والتي كانت كافية للتسبب في إزهاق روح العامل الذي يبلغ من العمر 48 سنة ويقطن ببلدية العوينات. وفاة 3 عمال بورشة بناء بسيدي بلعباس لقي ثلاثة عمال حتفهم جراء انهيار ركام من التراب بخندق على مستوى ورشة بناء ببلدية تلموني (ولاية سيدي بلعباس)، ويشار إلى أن الحادث وقع إثر سقوط أتربة على عمال كانوا يقومون بعمليات حفر بخندق بعمق 5 أمتار على مستوى ورشة بناء مشروع 2000 مسكن، مما أدى إلى وفاتهم بعين المكان. وقد تم استخراج جثث الضحايا الذين تقارب أعمارهم الأربعين سنة لتحول لمصلحة حفظ الجثث للمركز الاستشفائي الجامعي عبد القادر حساني بعاصمة الولاية. وفاة عامل صيني وإصابة آخر إثر سقوطهما من عمارة بڤالمة سقط عاملين من أعلى عمارة بورشة بناء بالمدينة الجديدة جبل العنصر ببلدية وادي الزناتي في ڤالمة. وحسب بيان من الحماية المدنية، فإن الحادث خلف وفاة أحد العاملين، وإصابة الآخر بصدمة تم نقله على إثرها إلى مستشفى وادي الزناتي. وأضاف البيان، أن العاملين اللذان سقطا من الطابق الرابع لعمارة طور الانجاز من جنسية صينية، وهما كهلين. وتم نقل الضحية المتوفاة إلى مصلحة حفظ الجثث بالمؤسسة الاستشفائية وادي الزناتي. وذكر البيان، أن مصالح الحماية وادي الزناتي تدخلت، على الساعة الثامنة و18 د، لأجل سقوط عاملين في ورشة بناء بالمدينة الجديدة. تسجيل أزيد من 2.100 حادث عمل خلال السداسي الأول من 2019 سجلت وكالة ولاية الجزائر للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء أزيد من 2.100 حادث عمل متفاوت الخطورة، أسفر عن وفاة 19 شخصا أثناء العمل خلال السداسي الأول لسنة 2019، حسب ما علم من المسئول الأول على ذات الهيئة. وأوضح محفوظ إدريس، في تصريح له، أن عدد حوادث العمل خلال السداسي الأول من السنة الجارية (جانفي- جوان 2019) عرف انخفاضا كبيرا، اي بنسبة 22ر61 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2018 التي سجل فيها زهاء 2.182 حادث عمل أدت إلى وفاة 49 شخصا. وأشار إلى أن هذا الانخفاض راجع إلى المجهودات المبذولة من طرف المديرية العامة للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء ووكالة ولاية الجزائر التي كثفت من حملاتها التحسيسية على مستوى ورشات العمل ومراكز التكوين و التعليم المهني، وكذا مساهمة مختلف الفاعلين في المجال من أرباب عمل ومفتشية العمل. وأبرز إدريس، أن وكالة ولاية الجزائر للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء خصصت مبلغا ماليا يفوق 1 مليار دج لتعويض ضحايا حوادث العمل خلال نفس الفترة، مشيرا أنه تم تسجيل انخفاض في فاتورة التعويضات بنسبة تقارب ال2 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة لسنة 2018. وكشف في هذا الشأن، أنه تم تخصيص 26 مركز تصريح بالعاصمة لفرز ودراسة ملفات حوادث العمل واتخاذ الإجراءات لتعويض الضحايا أو ذوي الحقوق سواء في حالة الوفاة أو العجز أو الانتكاس. وفي هذا الإطار، أفاد المسؤول أن غالبية حوادث العمل المصرح بها تسجل بقطاع البناء والأشغال العمومية والكهرباء والغاز على اعتبار أن العمال الناشطين في هذا المجال لا يرتدون تجهيزات الحماية الفردية على غرار خوذة السلامة ولباس الوقاية والحزام والقفازات وسماعات واقية وغيرها. وأضاف أن أغلب حالات الوفيات تخص شباب بدون خبرة في المجال، كما أن العديد من أرباب العمل لا يحرصون على توفير هذه التجهيزات ومختلف عتاد الأمن والسلامة داخل الورشات ما يؤدي إلى سقوطهم في أغلب الأحيان. وذكر المصدر، بأن مصلحة الوقاية من حوادث العمل التابعة للصندوق تقوم مباشرة مع الإبلاغ عن الحادث بفتح تحقيق، بالإضافة إلى برمجة زيارات ميدانية لمؤسسات عمومية وخاصة تشمل قطاعات البناء والأشغال العمومية والري والصناعة وغيرها لتحسيس العمال من الأخطار المهنية والوقاية منها، يتم خلالها دعوة العمال إلى ضرورة ارتداء الوسائل الوقائية وقت العمل بالورشات أو المصانع، كما تقوم بإعادة مراقبة هذه المؤسسات للتحقق من مدى تطبيقها للتعليمات. وأضاف إدريس، أن التركيز يتم خلال هذه الحملات على شرح مختلف الآليات القانونية في هذا المجال، لاسيما القانون 88-07 المتعلق بالوقاية الصحية والأمن وطب العمل، التي تنص على وجوب أن توفر للعامل الألبسة الخاصة والتجهيزات من أجل الحماية من الأخطار. وأكد أن اللقاءات الدورية للصندوق مع مسؤولي هذه المؤسسات سمحت برفع درجة الأمن والسلامة في الأوساط المهنية، مبرزا أنه تم كذلك تخصيص فرق مختلطة تجمع بين مستخدمي مصلحة الوقاية من حوادث العمل والأمراض المهنية للصندوق مع مفتشية العمل للقيام بالمراقبة الدورية لمعاينة مدى سير وضبط عملية تكوين العمال على مستوى الهيئة المستخدمة ومدى احترامها للإجراءات التشريعية والتنظيمية المعمول بها في المجال.