قام سكان حيي بن دالي 1 وبن دالي 2، أول أمس، بقطع الطريق الوطني الرابط بين بلدية سيدي موسى والأربعاء، مما تسبّب في عرقلة حركة المرور أمام مستعملي الطريق وتوقف حركة النقل بالكامل، وقد استمرت الاحتجاجات، التي أغلقت خلالها الطريق بالمتاريس والعجلات المطاطية وجذوع الأشجار، من حوالي الساعة التاسعة صباحا، إلى حدود الساعة الخامسة من مساء الخميس. أكد المواطنون المحتجون ل»السياسي« أنهم باتوا مضطرين للتعبير عن انشغالاتهم بهذه الطريقة، نظرا للأوضاع التي يشهدها حيهم، واتساع رقعة التدهور الذي طال مختلف جوانبه، بحيث لم تعد عمليات التهيئة الفردية التي يقوم بها المواطنون من حين لآخر تأتي بنتيجة، وقد أوضح المواطن محمد، أن المطالب الرئيسية لسكان الحي تتمثل في ضرورة تهيئة الطرقات التي تشهد حالة يرثى لها، والتي لم تخضع إلى عملية التزفيت منذ نشأة الحي- حسب شهادة السكان- الذين أوضحوا أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى المكتوبة والشفوية إلى مصالح بلدية ودائرة الأربعاء، إلا أنهم يتلقون في كل مرة وعودا لم تجسّد لحد الساعة، في ظل الحالة التي يتجرعونها خلال كل فصل شتاء، أين تزداد الأوضاع سوءا، فيضطر الراجلون إلى ارتداء الأحذية البلاستيكية، أو تغليف أحذيتهم بأكياس البلاستيك، تفاديا لتبللها، وأضاف رضا في ذات السياق، أنه بات مجبرا على اصطحاب أبنائه يوميا إلى مدارسهم، مخافة أن يتعرضوا للأذى بعد مرورهم عبر طرقات جد موحلة، تشكلت عبرها بركا ضخمة من المياه، خاصة وأن مدرستهم الابتدائية »الشهيد منصور الطاهر« لم تسلم هي الأخرى، من مشكل غياب التهيئة، حيث تتحول ساحتها بعد سقوط الأمطار إلى ما يشبه الإسطبل، بعد ارتسام خطوات الأطفال المتمدرسون عبر الأوحال المتجمعة بالمكان، كما طالب تلاميذ هذه المؤسسة بضرورة توفير التدفئة عبر الأقسام. وأشار السكان في ذات السياق أن الحيين يفتقران إلى توصيلات الماء الشروب، مما جعل حنفياتهم دائمة الجفاف، تعتمد على الإمدادات اليومية التي تزودها بهم البلدية، حيث يتم ملئ خزان واحد مرتين يوميا، لتزويد كافة منازل الحي، وهو ما اعتبره المواطنون غير كاف، خاصة وأن بعض العائلات لا يصل الماء إلى حنفياتها طوال شهر كامل، مما يجعلها مضطرة إلى أخذ احتياطاتها واقتناء صهاريج بميزانية معتبرة، أو تحمل أعباء نقل المياه بالدلاء إلى المنزل، وهو الأمر الذي يعتبر شبه مستحيل خلال فصل الشتاء، نظرا لتدهور حالة الطرقات الداخلية للحي، مما يشكل مشقة كبيرة على السكان. وأضاف المواطنون في غمار غضبهم، أن قنوات صرف المياه المشيدة بالحي جد قديمة، حيث تعرضت بفعل ظروف الطبيعة للعديد من الأعطاب، والتي لم يتم تهيئتها بعد، مما أسفر عن اختلاط المياه الشروب الذي يضخ من الخزان، بمياه قنوات الصرف الصحي، وتسبّب في أزمة مياه بالحيين المذكورين، وهي المشكلة التي باتت تهدّد صحة وسلامة المواطنين، وقد طالب المواطنون بضرورة التفاتة السلطات المحلية لتسوية وضعيتهم، وتحسين نمط معيشتهم. ومن جهته، أفاد رميلي عبد النور، رئيس بلدية الأربعاء، في رده على أسئلة »السياسي«، أن الحيين المذكورين بحاجة ماسة إلى عملية تهيئة شاملة، مؤكدا أنه لم يتم برمجة أي مشروع برسم سنتي 2010 و2011، لفائدتهما، حيث أوضح أن البلدية قامت من جهتها بتقديم عدة طلبات إلى مصالح الدائرة والولاية، والتي تمكنها من الحصول على إعانة لإنجاز عمليات التهيئة، وأضاف رميلي في ذات السياق، انه ينتظر أن يعقد رئيس دائرة الأربعاء غدا، لقاء مع ممثلي الحيين، ليطلعهم من خلالها على بعض الحلول التي ستتخذ من طرف السلطات المحلية لصالح الحيين، وعليه ناشد رئيس بلدية الأربعاء والي ولاية البليدة، من أجل العمل على حل مشاكل مختلف الأحياء، والتي تشكوا من تدهور بنيتها التحتية، وإطلاق جملة من المشاريع التنموية التي من شأنها الرقي بالبلدية.