علمت "السياسي" من مصادر مسؤولة من داخل مبنى وزارة النقل بأن الرجل الأول في هذه الأخيرة الوزير عمار تو قد اتخذ قرارا بفصل وعزل قائد الباخرة طاسيلي 2 الذي كاد أن يتسبب في كارثة إنسانية وفي هلاك أكثر من 700 مسافر. وأشارت مصادرنا أن قبل ذلك عمد وزير النقل بتشكيل وفد من إطارات وزارته وأوفده نحو ميناء وهران لإستقصاء الحقائق وإجراء التحريات في قضية ما يسمى بمأساة المسافرين السبعمئة الذي كادوا أن يهلكوا بسبب تهاون من طرف قائد الباخرة طاسيلي »2« قبل إقلاعها يوم 29 أكتوبر الفارط نحو أليكانت الإسبانية. وأوضح ذات المتحدث بأن التقرير الذي رفع إلى وزير النقل عمار تو من قبل الوفد الوزاري المرسل من قبله، تطرق إلى مسؤولية قائد الباخرة طاسيلي 2 بالإبحار بحوالي سبعمئة مسافر جزائري وأجنبي في ذلك السبت الأسود ورصدوه بميناء »كازابلانكا« رغم علمه بوجود أعطاب تقنية خطيرة تمثلت في فتحات وثقوب كبيرة على مستوى قاع السفينة والتي كانت نتيجة إصطدامها مع صخور كبيرة الحجم، ويلوم التقرير الوزاري ربان الباخرة بأنه بعد أن أكمل مهمته وسفره الذي قاده نحو الميناء الإسباني تجاهل إشعار المديرية العامة للشركة الوطنية للنقل البحري بعد أن أرسى السفينة الجزائرية المتضررة بحجم الأعطاب والخسائر التي لحقت بها، كما حمل التقرير الذي أعدته مصالح وزارة النقل المسؤولية أيضا على عاتق مدير الشركة الوطنية للنقل البحري بداعي عدم مراقبة السفينة قبل وبعد الحادثة والتي كادت أن تدخل الجزائر في حداد وطني جراء غرق المئات من المواطنين الجزائريين ونظرائهم الأجانب، وللتذكير فإن الوفد الوزاري والسلطات الولائية لولاية وهران دخلت في ذلك الوقت في سباق ضد الساعة من أجل التكفل بالمسافرين الذين نظموا وقفات احتجاجية داخل الباخرة حيث عمدت إلى تسفير هؤلاء عبر مطار السانيا الدولي وضمان لهم تذاكر السفر نحو مطار مارسيليا بفرنسا، فيم تم إحالة السفينة إلى لجنة تقنية على مستوى ميناء وهران بعد أن تم إفراغها من كل ما يتعلق بالمسافرين، وللإشارة فإن المحققين الذي أوفدتهم الوصاية من العاصمة قد أجروا مقابلة تحقيقية بشكل انفرادي ومدقق مع قائد الباخرة طاسيلي 2 الذي كان على وشك حصوله على التقاعد.