اضطر قائد باخرة نقل المسافرين ''طاسيلي ''2، مساء أول أمس، في حدود الساعة الثامنة، التي كانت متوجهة إلى مرسيليا، للعودة إلى ميناء وهران، بعدما شعر أن الباخرة مهددة بالغرق، إثر تسرب المياه إلى غرفها، ما دفع المسافرين إلى الاحتجاج برفضهم مغادرة السفينة إلى غاية أمس. كشف مسافرون أن الباخرة كان من المفترض أن تبحر من الميناء في اتجاه مرسيليا، زوال أول أمس، غير أنها لم تتمكن من ذلك، بسبب عطب أصابها في جزئها الخلفي، جراء ارتطامها بالرصيف الذي رست فيه، قالت مصادر مقربة من الميناء إنه ليس بالخطير، وبعد تصليح الخلل أبحرت نحو ذات الاتجاه، زهاء الساعة السابعة من مساء ذات اليوم. وأفاد محدثونا أنه بعد حوالي ساعة من الإبحار، وفي عرض البحر، بدأت المياه تتسرب إلى غرف الباخرة التي يقيم فيها جزء من المسافرين، وحينها أمر قائد ''طاسيلي ''2 كل من بالغرف بالصعود إلى سطح السفينة، وتم تقديم سترات النجاة لهم، وأخبرهم حينها بوجود مشكل في المحرك بسبب تسرب المياه. وأمام هذه الوضعية التي أدخلت المسافرين في جو من الرعب، كونهم اعتقدوا أن ناقلتهم ستغرق، وسوف يواجهون خطر العاصفة البحرية، أُجبر القائد على العودة لميناء وهران لإنقاذ الركاب من الهلاك والسفينة من الغرق. وفي حدود الساعة التاسعة ليلا، أو أكثر بقليل، كانت ''طاسيلي ''2 قد بلغت الميناء بعد أن نجت من الغرق. وهذا ما أثار استياء المسافرين، الذين انتابهم الغضب الشديد مما حدث، وتصاعدت أصواتهم احتجاجا على تأخر رحلتهم مما عطل مهامهم ومواعيدهم. وأدى تصاعد الغضب إلى رفضهم النزول من الباخرة كما طُلب منهم، حيث قضوا الليلة على متنها وسط أجواء البرد، دون أن تُقدم لهم وجبات عشاء. وفي الصباح رفضوا أيضا مغادرة الباخرة، التي أقروا ملازمتها، إلا بعد توفير باخرة أخرى تنقلهم إلى مرسيليا. وذلك وسط فوضى عارمة، كما وصفها أحد الركاب. وحول ما تم اتخاذه من قبل المسؤولين من إجراءات، ذكر مصدر من ميناء وهران أن العطب الذي أصاب باخرة نقل المسافرين ''طاسيلي ''2 يتطلب 10 أيام لتصليحه، مؤكدا على تشكيل لجنة لدراسة كيفية نقل المسافرين إلى وجهتهم المحددة. وعلمت ''الخبر'' من أحد المسافرين أن الطاقم البحري أخبرهم بقرار نقلهم إلى مرسيليا عبر الباخرة ''طارق بن زياد''، التي من المفروض أن تأتي من ميناء العاصمة. وهذا ما يتطلب وقتا من الانتظار، سيكون له تأثير سلبي على الركاب الذين يحتاجون إلى أكل وشرب وأغطية، في ظل رفضهم مغادرة ''طاسيلي .''2