تناولت بوبرغوث فلورة، رئيسة الجمعية الوطنية لمساندة الأشخاص المعاقين والوقاية من حوادث المرور، الوضعية الحالية لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك بمناسبة إحياء اليوم العالمي لهذه الفئة، المتزامن مع الثالث ديسمبر من كل سنة. السياسي: في خضم البرامج العديدة لإحياء اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، كيف تقيمون إدماج هذه الفئة في المجتمع؟ - فئة ذوي الاحتياجات الخاصة تبذل قصارى جهدها للتأقلم والاندماج في المجتمع من خلال التمدرس، العمل، وغيرها من المجهودات، غير أن المجتمع لا يشجّع الشخص المعاق ويمنعه من ممارسة حقوقه كأي مواطن طبيعي. هل بإمكانك أن تعدّدي لنا الصعوبات التي تعترض فئة ذوي الاحتياجات الخاصة؟ - حقيقة، فئة ذوي الاحتياجات الخاصة تعاني من صعوبات عديدة تحدها عن ممارسة نشاطها اليومي، فالمعاق ليس بإمكانه أن يزاول حياته بصفة عادية نظرا للصعوبات الجمة على غرار المشاكل المتمثلة في انعدام المسالك، إذ لا يوجد مسلك خاص بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، كما أن الرصيف غالبا ما يغلق بالسيارات المركونة ومن بين المشاكل نجد مشكلة النقل إذ لا تتوفر هذه الفئة على وسائل النقل ماعدا »الإيتوزا« شركة النقل الحضري وشبه الحضري، غير أن هذا ليس بالكافي، خصوصا وأن خدمات هذه الأخيرة تقتصر على داخل المدينة وسيارات الأجرة والحال ذاته بالنسبة لسيارات الأجرة التي ترفض أن تقل شخصا معاقا، إضافة إلى منحة فئة ذوي الاحتياجات الخاصة المقدرة ب4 آلاف دينار والتي اعتبرها ب»الضعيفة«، التي لا تلبي حتى الاحتياجات الضرورية، و»أقترح أن تبلغ منحة ذوي الاحتياجات الخاصة مبلغ 12 ألف دينار على الأقل بالنظر إلى احتياجات أفراد هذه الفئة من حفاضات وأدوية، .. وغيرها، إلى جانب الكراسي المتحركة التي تمنحها الدولة كل خمس سنوات للشخص، إلا أن حالة الطرقات المتدهورة تستوجب تعديل هذا القرار إلى منح كل واحد منهم كرسيا متحركا خلال عامين، دون أن ننسى حق هذه الفئة في التمدرس«. أشرت إلى حق فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في التمدرس، على ذكرك للتمدرس ما هي المشاكل التي تقف عائقا أمام هذه الفئة بالتحديد؟ - على الرغم من أن التعليم هو حق أي طفل، إلا أن هذه الفئة تعجز في غالب الأحيان عن مزاولة دراستها إذ يتوجب في غالب الأحيان على المعاق التسجيل في مدارس خاصة، في حين أن الكثير منهم يتمتعون بقدرات تؤهلهم إلى الانضمام إلى مدارس عادية بتوفير بعض الظروف طبعا.
بطرحك لقضية تمدرس فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، هل من صعوبات تواجههم بعد الحصول على شهادة تؤهلهم لدخول عالم الشغل؟ - هناك العديد من الأشخاص الذين ينتمون لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وهم متحصلون على شهادات تؤهلهم لدخول ميدان الشغل لكن تواجههم صعوبات كثيرة في الظفر بأحد المناصب، رغم أن القانون ينص على أن هذه فئة لها الحق في نسبة 1 بالمائة من الحصول على منصب شغل، غير أن معظم الشركات يمتلكها خواص وهم غالبا يرفضون منح الشخص المعاق منصب شغل ويتحججون بالتكاليف وهو ما يقف عادة في وجه المعاق. على خلفية المجهودات التي تبذلها الدولة كمنح القروض المصغرة على سبيل المثال، كيف تقيمون جهود الدولة في هذا الإطار؟ -ما يجب أن أؤكده هو أن القانون الخاص بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة متواجد منذ 2002 لكن نريد تطبيقه في الميدان.
ما هي الكلمة التي توجّهها رئيسة الجمعية في هذه المناسبة؟ -ما يمكنني قوله هو أن الأمل يبقى قائما في غد أفضل، خصوصا وأن الحياة مستمرة فجابهوا اليأس.