يشتكي أساتذة وتلاميذ متوسطة بتبسة من الحالة المزرية والوضع المأساوي الذي تعيشه هذه الأخيرة منذ فترة طويلة، كما عبّروا على تذمرهم المستمر للإدارة بتقديم تقارير في هذا الشأن، ومطالبتها بإعادة صيانة قاعات التدريس وإصلاح كل ما يمكن إصلاحه وتوفير جو ملائم ومريح للدراسة. إلا أن الإدارة لم تأخذ هذه المطالب بعين الاعتبار، ولم تكترث حتى بالأوضاع التي آلت إليها المؤسسة والظروف التي يتم التدريس فيها. وصف بعض الأساتذة الجانب المظلم الذي تعرفه المتوسطة، حيث يقول أحدهم »أصبحت القاعات تعم فيها الفوضى والأوساخ، كما أن المقاعد والطاولات غير صالحة للاستعمال، إلى جانب كل هذا تعرف هذه الأقسام في فصل الشتاء تسرب الأمطار بداخلها جراء الثقوب الموجودة في السقف مما أدى إلى تشكّل برك من المياه، بالإضافة إلى ظهور تصدعات بالجدران وتساقط الطلاء، زيادة على هذا تسببت الأمطار المتسربة في انتشار الرطوبة وهذا ما يعد غير صحي بالمرة، كونها عبارة عن بكتيريا متعفنة داخل الجدران«. وليست المرة الأولى التي تعرف فيها هذه المتوسطة مثل هذه الحوادث إذ صرحت الأستاذة (ب. خ)، قائلة: "ربما تجدون أنني أبالغ في وصفي للأمور لكن هذه هي حقيقة ما يحدث في هذه المدرسة"، كما أكدت هذه الأخيرة »حتى الحيوانات وجدت ضالتها في هذه المتوسطة التي تبدو مهجورة، فإذا بي أتفاجأ بوجود طائر الغراب الذي قام ينصب عشه في القاعة التي أدرس فيها، بالإضافة إلى القطط والجرذان التي تجوب الأروقة والأقسام، كما جعلت من الثقوب الموجودة بجدران الأقسام مخبأ لها«. وعرفت نفس المؤسسة بداية الأسبوع المنصرم حالة توتر ورعب في أوساط الأساتذة والتلاميذ، فبينما كانوا يتابعون الدرس فإذا بهم يصدمون برؤية ثعبان داخل قاعة التدريس حدث ذلك في الفترة الصباحية بين الساعة 11- 12، هذا ما أحدث انفعالا مما استدعى من المتمدرسين والمعلمين إخلاء المكان تجنبا لحدوث الكارثة وبدأوا بالصراخ مما لفت انتباه المدير والمراقب العام اللذان هرولا مسرعان إلى عين المكان، فور وصولهما سردوا عليهما ما حدث، ولم يكن رد المدير ايجابي حيث قال ببرودة دم »لقد شهدنا أسوأ من هذه الأحداث«، هذا ما أثار اندهاش الأساتذة متسائلين ما الشيء الذي يمكنه أن يكون أسوأ من ذلك؟ حسب نفس المتحدثة جراء هذا كله، لجأ الأساتذة إلى تقديم ملف خاص بالمشاكل التي تعانيها هذه المؤسسة إلى مدير سلك التعليم بتلك البلدية، متمنين أن تلقى مطالبهم آذانا صاغية وحلولا لمشاكلهم.