حذر حزب العمال من ذرائع التدخل الإنساني التي تتستر خلفها القوى العظمى، بهدف التدخل في شؤون دول المنطقة تمهيدا للتدخل العسكري المباشر بإشراف حلف الناتو، مؤكدا أن هذا التدخل يستهدف النهب المنظم للثروات الطبيعية للشعوب ومواردها وتأمين أسواق جديدة للشركات متعددة الجنسيات. وركزت لويزة حنون الأمينة العامة للحزب في كلمة ألقتها في افتتاح أعمال مؤتمر دولي عاجل عقد في العاصمة الجزائر بعنوان »ضد الحروب الاحتلالية والتدخل الأجنبي في شؤون البلدان ودفاعا عن سلامة وسيادة الأمم«، على أن حلف »الناتو« يستخدم وسائل الحصار الاقتصادي وفرض مناطق الحظر الجوي وتجميد الأرصدة في الخارج، بهدف تفكيك الدول مشيرة إلى أن مثل هذه العقوبات، وغيرها التي تستهدف تجويع الشعوب وتدمير القدرات الاقتصادية، وزرع الأسى هي كلها إجراءات تمهيدية لشن حروب الاحتلال على الدول مستشهدة في هذا السياق بالنموذج العراقي، الذي تم تدميره وإعادته إلى العصر الحجري والتفتيت الكلي للسودان. كما أشارت حنون إلى التدخل الخارجي الذي يتجسد في مطالبة الولاياتالمتحدة شعوب منطقتي المغرب والمشرق بالاستلهام من النموذج الإسلامي التركي، وهو ما يمثل إنكارا للتاريخ والسيادات الشعبية، وتنبأت حنون بأن التدخل الأجنبي أصبح من الآن فصاعدا الميزة البارزة للوضع العالمي إذ انه لا يستثني أي مجال أو قارة بهدف الحلول محل السيادات الوطنية، محذرة من أن الثورات والتغيرات المستوردة من الخارج والمدبرة في مخابر المراكز الامبريالية ما هي إلا ثورات مضادة لتدمير الأمم في وقت أن الشعوب هي وحدها المؤهلة لفرض التغييرات المطابقة لتطلعاتها وتحديد الوسائل الكفيلة بضمان تحقيقها. كما اقترحت حنون على المشاركين في المؤتمر تشكيل لجنة دائمة تعمل على ضمان استعداد الدول المشاركة المستمر للتحرك للدفاع عن سيادة الأمم وسلامتها. ويذكر أن هذا المؤتمر قد شارك فيه 235 شخصا من 42 دولة بينهم ناشطون سياسيون ونقابيون ومدافعون عن حقوق الإنسان وجامعيون وصحفيون من إفريقيا وأوروبا والقارة الأمريكية وآسيا واستمر حتى 12 الشهر الجاري ونظمه حزب العمال الجزائري بالتنسيق مع الاتحاد العام للعمال الجزائريين ليشكل إطارا بهدف تبادل الآراء والأفكار للوصول إلى تحديد الوسائل الكفيلة بضمان التعبئة في مواجهة ما تتعرض له الدول من تدخلات غربية.