اعتبرت الأمينة العامة لحزب العمال السيدة لويزة حنون أن التدخل تحت غطاء الإنسانية للقوى العظمى في البلدان يمهد الطريق للتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان ومن ثم التدخل العسكري المباشر تحت إشراف حلف النيتو. وقالت السيدة حنون في تدخلها في افتتاح أشغال مؤتمر الطوارئ الدولي حول حروب الاحتلال، أمس، بالجزائر العاصمة، إن القوى العظمى تسعى من وراء تدخلاتها إلى ''النهب المنظم للثروات الطبيعية للشعوب ومواردها وتأمين أسواق جديدة للشركات المتعددة الجنسيات''. وأضافت أن التحالفات الدولية المنضوية تحت لواء حلف النيتو ''تفرض عبر كافة القارات المزيد من العسكرة من خلال إقامة قواعد عسكرية أجنبية ومضاعفة مناطق النزاعات''. وكان المؤتمر الذي نظم تحت عنوان ''ضد الحروب الاحتلالية ضد التدخل في شؤون البلدان دفاعا عن سلامة وسيادة الدول'' أيضا فرصة للأمينة العامة لتبرز ما تعتقد أنها وسائل يستعملها حلف النيتو لتفكيك الدول منها الحصار الاقتصادي وفرض مناطق الحضر الجوي وتجميد الأرصدة في الخارج. واعتبرت أن مثل هذه العقوبات وغيرها التي ''تستهدف تجويع الشعوب وتدمير القدرات الاقتصادية وتزرع الأسى'' تعد كلها ''إجراءات تمهيدية لشن حروب الاحتلال على البلدان'' مستشهدة على قولها هذا ب''تدمير العراق وإعادته إلى العصر الحجري'' و''التفتيت الكلي للسودان''. وشددت التأكيد على أن التدخل الأجنبي ''أصبح من الآن فصاعدا الميزة البارزة للوضع العالمي لأنه لا يستثني أي مجال أو قارة ليحل محل السيادات الوطنية''. وسجلت من جهة أخرى ''التدخل المباشر'' للقوى العظمى في الدول وذلك حسبها ''للتلاعب بالانتفاضات الشعبية وتوجيهها حتى لا تهدد الوضع القائم أي المصالح الامبريالية مضيفة بأن ''القوى العظمى تسعى لإزعاج المسارات السياسية لتحرر الشعوب لخلق انسداد وتعفن مما يؤدي إلى انحرافات قاتلة تفتح الباب أمام التدخلات العسكرية الأجنبية''. وفي نفس السياق، ترى السيدة حنون أن التدخل الخارجي يتجسد كذلك في إنكار السيادات الشعبية وتاريخ البلدان ''عندما تقرر الولاياتالمتحدة بأنه يجب على شعوب منطقتي المغرب والمشرق أن تستلهم من النموذج الإسلامي التركي''. وتساءلت كيف كان بإمكان هذا الاتجاه السياسي أن ''يستقر في عدة بلدان في المنطقة بمباركة حكومتي الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا على وجه الخصوص'' قبل أن تعتبر ''تدمير الأمم الساري سيؤدي إلى القضاء على الحضارة الإنسانية بتعميم التفسخ والحرب''. وخلصت إلى القول بأن ''رسالة القوى العظمى التي تزعم تسيير العالم توحي بأنه لا توجد أية أمة في مأمن مما يجري''لأن التدخل الأجنبي ''يتجسد أيضا في القارة الأوروبية ولا ينحصر في البلدان المضطهدة'' كما قالت. (وا)