قانون تجريم العنصرية جاء في وقته المناسب أكد المحامي والخبير القانوني، فاروق قسنطيني، أن مشروع قانون تجريم كل مظاهر العنصرية والجهوية وخطاب الكراهية، الذي أمر رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الوزير الأول بإعداده، جاء في وقته، معتبرا أن الأمور أصبحت خطيرة في هذا الشق وتهدد النسيج الاجتماعي للوطن. ورحب قسنطيني، في تصريح خص به السياسي ، بمشروع قانون تجريم كل مظاهر العنصرية الجديد، الذي ستقوم الحكومة بإعداده، معتبرا إياه بالأمر الضروري للحد من هاته الممارسات ونبذ كل أشكال التفرقة ونشر الجهوية بين أبناء البلد الواحد، مشددا في السياق إن الجزائر شعب واحد وموحد ولا يمكن لأي كان المساس بوحدتها. وأوضح ذات المتحدث، فيما تعلق بطبيعة العقوبات المترتبة عن هذا الفعل والتي سيقرها القانون الجديد، ستكيف بعقوبات من نوع جنحة، حيث ستتراوح أحكام الجنح كما هو معلوم في القانون ابتداء من ستة أشهر إلى خمس سنوات، وحسب نوع الفعل أيضا. وتابع قسنطيني في هذا الإطار، أن العقوبات ستحدد من خلال الخطابات أو المقالات أو المنشورات التي تنشر من قبل أصحابها، عبر وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التوصل الاجتماعي خاصة باعتبارها لا تخضع لرقابة فعلية وتحمل بعض الحسابات الوهمية، مشيرا أن واقع التواصل كان لها دور كبير في نشر مثل هكذا أمور تهدد ثوابت الأمة وتزرع الحقد والفتنة بين أفراد المجتمع الواحد. وفيما تعلق بآليات الرقابة على هاته الممارسات التي ستصبح جريمة يعاقب عليها فور صدور مشروع القانون في الجريدة الرسمية، أكد أن السلطات المعنية بالأمر ممثلة في مصالح الدرك الوطني والأمن الوطني ستكون لها كامل الصلاحيات لمباشرة التحقيقات اتجاه أصحاب المنشورات التي تدعو للجهوية، وتنشر العنصرية وخطاب الكراهية. وتوقع المحامي قسنطيني، أنه لن تكون هنالك آليات رقابة خاصة، وإنما سيتم تجريم المتورطين على أساس المتابعات فور اصطدام مصالح الأمن بأحد المنشورات أو تلقيها شكاوي من أشخاص مستهم المنشورات، سواء كانت من جهات رسمية أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا في السياق أن الأخيرة أصبحت فضاء لكل أشكال التخوين والتشكيك ونشر كل ما هو رديء ويمس حرية وكرامة الأشخاص والمؤسسات.