يبدو أن الرابطة الوطنية المحترفة لكرة القدم في العام الثاني من تأسيسها، باتت تعجز عن تنظيم بعض الأمور من أجل إنجاح وتطوير الكرة الجزائرية، فبسبب حدث واحد سيجرى هذه السنة ويتعلق الأمر بالانتخابات التشريعية التي ستكون شهر ماي القادم، تم تقديم موعد انتهاء مباريات الدوري هذا الموسم بشهر كامل. حيث كشف محفوظ قرباج، رئيس الرابطة الوطنية، أنّ البطولة الوطنية ستنتهي مبكّرا هذه السنة، بسبب الانتخابات المزمع إجراؤها في منتصف شهر ماي المقبل، بعدما كانت من المفروض أن تنتهي يوم 22 ماي، غير أنَ اتخاذ السلطات قرار تنظيم انتخابات تشريعية خلال الفترة ذاتها، جعل الرابطة الوطنية تراجع حساباتها، وتقرّر من الآن ضبط رزنامة جديدة تنهي الموسم الجاري على إثرها قبل شهر أفريل، حتى يتم التحضير للانتخابات والحملة الانتخابية في أفضل الظروف. كما أكدت الرابطة أن الإسراع في إنهاء الموسم يتطلب أيضا أن تلعب الأندية مبارتين في الأسبوع، وذلك يومي الثلاثاء والجمعة، ولم يجد أعضاء الرابطة سوى هذا الخيار لكي لا تتزامن الأحداث السياسية مع الرياضية، وللوقوف على حيثيات قرار الرابطة رصدت «السياسي» آراء المختصين وبعض مدربي الأندية. بعض الأندية لا يخدمها هذا القرار ولكن هذا القرار لن يكون حتما إيجابيا على بعض الأندية التي تنشط في الدوري، كون أغلب الفرق يعاني لاعبوها من الجانب البدني لأنهم ليسوا متعودين على لعب مبارتين في الأسبوع، حيث سيكون الضغط البدني كبيرا عليهم، مما قد يؤدي لعدم مشاهدة مردود طيب لبعض الفرق التي لا تملك إمكانيات مادية وبشرية للإسترجاع، فهم مجبرون على التفكير من الآن في كيفية تسيير الشؤون البدنية والفنية للاعبيهم قبل انتهاء هذا الموسم في ظل الوقت الضيق التي ستشهده مرحلة العودة من البطولة الوطنية المحترفة. ومن المنتظر أن يقوم المدربون بتحضيرات نفسية بسيكولوجية وبدنية خاصة قبل انطلاق المرحلة الثانية من البطولة والتي ستكون يوم السبت المقبل، بالإضافة إلى كل هذا فمن الأرجح أن تكون المنافسة والفرجة غائبة بين الأندية عكس ما كان يأمله الجميع، فبالرغم من أن المستوى الفني متقارب بين الفرق، إلا أن المستوى البدني يختلف لعدم توفر كل الأندية على نفس الإمكانيات، مما قد يجعلنا نشاهد ناديين أو ثلاثة فقط يتصارعون من أجل الظفر باللقب. وهناك أيضا بعض الأندية لم تأخذ احتياطاتها بخصوص هذا القرار المفاجئ، فهي مجبرة الآن على أن تعيد حساباتها وتلغي ما خططت له قبل مرحلة العودة. وتعتبر الأندية التي ستشارك في المنافسات الإفريقية على غرار شبيبة القبائل و جمعية الشلف الخاسر الأكبر نظرا لضيق الوقت ولن يكون بإمكانها لعب ثلاث مباريات في الأسبوع، حيث ستكون مجبرة على طلب تأخير مبارياتها مما قد يخلّف مشكلة في تنظيم رزنامة مباريات الدوري المحترف الأول، كما لم تشهد البطولة مثل هذه الحالة من قبل والغريب في الأمر أنها شهدتها في عصر الإحتراف، فكيف يعقل تقديم البطولة بشهر كامل من أجل يوم واحد تجرى فيه أحداث لا علاقة لها بكرة القدم؟. حاليلوزيتش سيضطر لبرمجة تربص خاص للمحليين لم يكن هذا القرار أيضا في مستوى تطلعات اللاعبين المحلين الذين سيشاركون مع المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم 2014 التي ستبدأ شهر جوان المقبل، إذ أن انتهاء البطولة قبل شهر من الموعد الدولي لا يخدمهم وسيعانون من جانب النقص في المنافسة وهذا ما لا يساعدهم لا هم كلاعبين ولا حتى المنتخب الوطني الذي هو بحاجة إليهم، لأن ذلك سيضعهم في ورطة وسيبقيهم دون منافسة قرابة شهرين، بما أن أول لقاء ضد المنتخب الرواندي لحساب تصفيات كأس العالم سيكون بداية شهر جوان القادم، وبدون تدريبات طيلة شهر بما أن انطلاق التربص التحضيري للخضر سيكون في 22 ماي القادم. وكما يعلم الجميع، فإن تعداد المنتخب اليوم صار يضم عددا مهما من اللاعبين المحليين من مختلف الفرق، حيث أن الناخب الوطني سيستدعي عددا هائلا من العناصر التي تلعب في البطولة كونها تملك خبرة في الملاعب الإفريقية أكثر من المحترفين في أوروبا. ودون أدنى شك، فإن نقص المنافسة والبقاء بعيدا عن التدريبات لفترة شهر كامل والبقاء بعيدا عن المباريات الرسمية لقرابة شهرين سيكون مؤثرا للغاية على اللياقة البدنية لدوليينا المحليين، بل أن التدارك خلال الحصص التدريبية سيكون أمرا مستحيلا عليهم، فقد يلجأ الناخب الوطني مثلا إلى ضبط برنامج خاص بهم لدى انطلاق التربص الذي سيدخل فيه منتخبنا بداية من 20ماي المقبل، لكن ذلك لن يكون كافيا لتجار وزملاؤه لتدارك ما فاتهم طيلة شهر كامل بدون أي حصة تدريبية وهو ما قد يقلّل حظوظ الإعتماد عليهم في خرجات الخضر لشهر جوان. الناخب الوطني يبدأ مهمته مبكرا يبدو أن مدرب المنتخب الوطني بدأ يأخذ احتياطاته من الآن، حيث برمج وحيد حاليلوزيتش تربصا صغيرا خاصا باللاعبين المحليين يبدأ الأسبوع المقبل، وتجتمع العناصر الوطنية المعنية بتربص المحليين في مركز تحضيرات المنتخبات الوطنية بسيدي موسى بين 23 و25 جانفي الجاري، حيث سيجري 11 لاعبا أربع حصص تدريبية قبل اختتام المعسكر الخاص، وقد تم استدعاء لاعبين جدد من جانب شباب بلوزداد، حيث وجّهت الدعوة لإسلام سليمان وزميله أبوبكر ربيح، فيما سجل ظهير شبيبة القبائل بلقاسم رماش تواجده ضمن صفوف الخضر أيضا.وقد صرح بعض أخصائيي كرة القدم الجزائرية ل«السياسي»: محفوظ قرباج، رئيس الرابطة المحترفة، ل«السياسي»: قرارنا صائب وعلى الأندية وحاليلوزيتش تقبله أكد رئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم، محفوظ قرباج، أن القرار الذي اتخذته هذه الأخيرة بخصوص تقديم موعد إنهاء مباريات البطولة بسبب الانتخابات التشريعية صائب ولا رجعة فيه، كون لقاءات الدوري لا يمكنها أن تتزامن مع الحملة الانتخابية التي ستكون شهر أفريل القادم، واعتبر السنة الكروية ل2011-2012 استثنائية خصوصا في مرحلة الإياب، حيث ستلعب الأندية مبارتين في الأسبوع، كما نفى أنه ستكون هناك مشكلة بالنسبة للاعبين الذين قد يجدون معاناة فيما يخص الجانب البدني، كون اللاعب المحلي لم يتعود على لعب مبارتين في الأسبوع، حيث اعتبرهم محترفين وبإمكانهم إجراء مواجهتين في ظرف يومين «كيف يعقل أن لاعبين يتقاضون مبالغ كبيرة لا يمكنهم أن يلعبوا مبارتين في الأسبوع؟، عليهم أن يتحملوا مسؤوليتهم لأنهم محترفون وهذا القرار لن يؤثر عليهم»، صرح محفوظ قرباج. أما بخصوص المنتخب الوطني، فأشار كذلك أنه ليس مسؤولا عن العناصر المحلية التي ستشارك مع المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم التي ستبدأ شهر جوان القادم، حيث نصح حاليلوزيتش بإجراء تربص صغير وقصير المدى للاعبين المحليين حتى لا يقعوا في مشكلة نقص المنافسة. يونس إفتيسان، مدرب أهلي البرج، ل«السياسي»: على المدربين أن يحضّروا لاعبيهم نفسيا وبدنيا إعتبر يونس إفتيسان، مدرب أهلي البرج، متصدر الرابطة المحترفة الثانية، القرار الذي اتخذته الرابطة الوطنية المحترفة صعبا نوعا ما على بعض الأندية، خاصة على المدربين الذين أخلطت حساباتهم قبل انطلاق مرحلة العودة، حيث أن هناك من سطّر برنامجا خاصا سيدوم حتى نهاية شهر ماي، مما سيدفعهم إلى إعادة النظر في هذه المسألة وأخذ كل الإحتياطات لتتفادى هذه الأندية كل المشاكل التي قد تحدث لها في منتصف الجولات المقبلة. كما حث المدربين على التركيز على التحضير البدني والنفسي لأشبالهم، وعلى اللاعب أن يضع في ذهنه منذ الآن أنه سيلعب مبارتين في الأسبوع. خير الدين ماضوي، مساعد مدرب وفاق سطيف، ل«السياسي»: هذا القرار لن يؤثر علينا ومشكلة الإسترجاع ستُطرح على بعض الأندية وصف مساعد مدرب بطل الشتاء نادي وفاق سطيف ماضوي هذا القرار ب«العادي والمعقول»، كما أكد أنه لن يؤثر لا على الأندية ولا على اللاعبين، لأن أغلبية العناصر التي تنشط في البطولة الوطنية لهم القدرات البدنية المناسبة للعب مبارتين في الأسبوع، أما بخصوص نادي وفاق سطيف الذي يشرف عليه رفقة المدرب السويسري آلان قيقر، فقد أشار أنه لن تكون هناك أي مشكلة بالنسبة إليهم، كون كل الأندية ستكون مجبرة على تطبيق هذا القرار ولعب مبارتين في الأسبوع فالأمر سيكون عادلا. ومن جهة أخرى، اعتبر أن مشكلة الإسترجاع قد تعرقل بعض اللاعبين على مواصلة مشوارهم هذا الموسم، لاسيما وأن الأندية التي يلعبون فيها لا تملك الإمكانيات البشرية والمادية التي تسمح للاعب بالإسترجاع خاصة في وقت قصير. جمال مناد، مدرب شباب بلوزداد، ل«السياسي»: القرار كان قاسياً ولكن الرابطة ليس لديها الخيار في اتصال هاتفي مع مدرب شباب بلوزداد وبعد ساعات قليلة من دخوله أرض الوطن بعدما أجرى تربص في تونس مع نادي شباب بلوزداد الذي بدأ يشرف عليه هذا الموسم، أكد لنا جمال مناد أنه تفاجأ بهذا القرار الذي يراه قاسيا نوعا ما، نظر للصعوبات التي قد تعرفها بعض الأندية في مرحلة العودة خاصة لاعبوها الذين سيعرفون ضغطا بدنيا رهيبا، كونهم لم يتعودوا على هذا «الريتم» من قبل. وبالمقابل، اعتبر الرابطة المحترفة مجبرة على اتخاذ هذا القرار نظرا لضيق الوقت واقتراب موعد الانتخابات التشريعية الذي دفعهم لتقديم موعد انتهاء البطولة.