تزداد مخاوف الفلاحون خلال هذه الفترة بعدم تساقط الأمطار، أين يهدد شح هذه الأخيرة المحاصيل الزراعية وينذر بجفاف في الأفق، وهو ما أشار إليه الفلاحين، والذين شرع بعضهم في عمليات السقي التكميلي مبكرا، تحسبا لإنقاذ الموسم الفلاحي. عبر الفلاحون عبر الوطن عن تخوفهم الشديد من ندرة الأمطار والتي تهدد الموسم الفلاحي والمحاصيل الزراعية، بحيث يأمل الكثيرون بأن تتساقط الأمطار خلال هذه الفترة، والتي تتزامن والأسبوعين الأخيرين من شهر فيفري، غير أن عدم تساقطها يعد بموسم زراعي غير وفير ومتذبذب، وبما أن الأمطار عزفت عن الهطول، فإن مخاوف الفلاحين تضاعفت حيث تنبئ الأوضاع بجفاف حتمي، وهو ما أشار إليه عدد من الفلاحين، والذين يواجهون أوضاعا صعبة خلال هذه الفترة، إذ أشاروا إلى انه إذ لم تتساقط الأمطار خلال الأيام القليلة المقبلة التي تتزامن ونهاية شهر فيفري فسيعلنون الجفاف، كما سيكون هناك موسم فلاحي متذبذب مع نقص في إنتاج المحاصيل الزراعية. وقد أبدى الفلاحون تخوفهم من الأمر، كما أشاروا إلى أنهم يأملون في أن تشهد الأيام القليلة القادمة تهاطل الأمطار عله سوف ينقذ الموسم الفلاحي وتعود المياه إلى مجاريها. وفي انتظار ذلك، يبقى الموسم الفلاحي خلال هذه الفترة معلق على تساقط الأمطار، كما يبقى أمل الفلاحين قائما عما ستسفر عنه الأيام القليلة القادمة، والتي تعد آخر فرصة لإنقاذ الموسم الفلاحي من الجفاف. فلاحون يشرعون مبكراً في السقي التكميلي دفع شح الأمطار بمعظم ولايات الوطن إلى تنظيم حملة للسقي التكميلي، خصوصا للمزروعات المطرية مثل الحبوب بمختلف أنواعها، وانطلقت بولاية ميلة حملة السقي التكميلي بتوفير مليوني متر مكعب للفلاحين. وأوضح فيصل بلحلو، مدير وحدة الاستغلال بالديوان الوطني للسقي وصرف المياه بتلاغمة، انه تم التسريع في هذه العملية منذ السادس من هذا الشهر حيث استفادت المنطقة من حصة مليوني متر مكعب من المياه. وتسريع انطلاق حملة السقي الآن عوض مارس المقبل، يهدف لتدارك 7500 هكتار بالسقي. وترى في هذا الخصوص سهيلة قربوعة، مصلحة التهيئة الريفية وترقية الاستثمار بمديرية المصالح الفلاحية، أن من الأهداف المسطرة هو الوصول إلى 7500 هكتار مسقية على مستوى الولاية. ويؤكد الأمين العام للغرفة الفلاحية بولاية ميلة، بشير كركاط، على ضرورة تسجيل الفلاحين لضمان استفادتهم وإنقاذ الموسم الحالي في هذه المرحلة المحددة للإنتاج. وأوضح رئيس محيط السقي الفلاحي بتلاغمة، يوسف بزاز، أن إقبال الفلاحين على التسجيل للاستفادة يضمن عقلنة وترشيد استهلاك المليوني متر مكعب الموفرة لحملة السقي: حملة السقي انطلقت والمياه متوفرة لمواجهة أثار شح الأمطار بولاية ميلة في إجراءات مضبوطة لمرافقة الفلاحين وضمان نجاح الموسم الفلاحي . الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين يؤكد أن إعلان حالة الجفاف سابق لأوانه في ظل شح وندرة الأمطار التي تشهدها البلاد هذا العام، أكد الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، محمد عليوي، في تصريح سابق له، أن إعلان حالة الجفاف سابق لأوانه، ولم يخف في المقابل تخوفه من تأثر مختلف المزروعات، خاصة الحبوب، في حال استمر الوضع على حاله لخمسة عشر يوما المقبلة. ومن جهته، تسود حالة من التخوف وسط الفلاحين على خلفية استمرار الحالة الجوية منذ ديسمبر الماضي، والتي تميزت بشح في تساقط الأمطار وبدرجات حرارة شبه ربيعية. وتشبه الأجواء السائدة حاليا تلك التي سجلت عامي 2015 و2016، الأمر الذي دفع الفلاحين إلى التعبير عن مخاوفهم من التهديد الذي يشكله التغير المناخي على الإنتاج الفلاحي وعلى الأمن الغذائي الوطني.