تعد بلدية عين الرمانة الواقعة أقصى الجنوب الغربي لولاية البليدة، منطقة ريفية رعوية معروفة بعدة نشاطات فلاحية وصناعية مثل تربية الأغنام والدواجن، إلا أن هذه البلدية لازالت تعاني التهميش والإقصاء منذ العشرية السوداء، برغم أن بلديات ولاية البليدة انتعشت بها بما أنها تعتبر الممول الوحيد للجهة الغربية، في الدواجن وغيرها من الصناعات. يعاني سكان البلدية الذي يصل عددهم إلى 15 ألف نسمة من عدة نقائص، التي تعد من أهم المرافق الضرورية فيما يخص الصحة، البريد والمواصلات وغيرها رغم الطلبات المتكررة للمواطنين، حيث أكد السكان للسياسي أن مشكلة مركز البريد بات هاجسا يؤرقهم، حيث طالبوا بمركز بريدي جديد أو إعادة فتح القديم الذي تم غلقه منذ أن تم إحراقه في العشرية السوداء، ولم يتم فتحه إلى حد الأن حيث أكدوا أنهم يتوجهون إلى البلديات المجاورة بقطع مسافة 15 كلم لقضاء حاجاتهم وتقاضي رواتبهم الشهرية، ومن جهة أخرى أشار القاطنون بالمنطقة أن هذا المشكل يضطرهم الى تأجير صناديق بريدية، من اجل استقبال رسائلهم على مستوى مركز البريد بموزاية أو العفرون. وما زاد من غضب سكان بلدية عين الرمانة وإحساسهم بالغبن والتهميش، هو استفادة حي الريحان من مركز بريدي جديد في حين لم تستطع المديرية الوصية إعادة بعث الحياة بالمركز البريدي الموجود على مستوى بلديتهم، والذي كان يشتغل فيما مضى والتي بعدما صرفت عليه البلدية أموالا طائلة من أجل ترميمه وتهيئته، وللإشارة فان هذا المركز يتوفر على سكن وظيفي موجود في الطابق الأول، وهو ما يجعل مهمة الموظف الذي يتولى تسيير هذا المركز البريدي سهلة. ومن ناحية أخرى اشار سكان بلدية عين الرمانة إلى القطاع الصحي، الذي أصبح كابوسا لا يحبذ الكثير منهم أن يتذكره أو يحكي عنه، بسبب المعاناة الكبيرة خاصة وأن هناك مركز صحي وحيد إلا أنه يعد من العدم بسبب النقص الفادح في الأطباء والأدوية والمعدات، مما جعل المواطنين يعزفون عنه نهائيا ويغيرون وجهتهم إلى مراكز ومستشفيات أخرى للبلديات المجاورة، وما زاد من سخط سكان عين الرمانة هو انعدام خطوط النقل العمومي الرابطة بين البلدية نحو أي منطقة، إذ تتواجد سوى حافلتين وحيدتين باتجاه موزاية فقط، أما الخطوط الأخرى كبني تامو وشفة والعفرون فهذا أصبح حلم بعيد المدى برغم أن المسافة بين البلدية المعنية وهذه البلديات لا تتعدى مسافة عشرة كيلومترات. وأمام هذه الأوضاع طالب المواطنون بتحسين وضعيتهم المعيشية من خلال إدراج مرافق ضرورية لانتشالهم من العزلة والتهميش التي تعاني منه في ظل صمت السلطات المعنية.