أوضح موسى تواتي، زعيم الجبهة الوطنية الجزائرية خلال حوار مع «السياسي» بمقر حزبه بالعاصمة أن «الأفانا» يعتبر من بين أحسن القوى السياسية على الساحة الوطنية حاليا، وسيحقّق المفاجأة الحقيقية المنتظرة في التشريعيات المقبلة، في حين جاء رده قاسيا على بعض الأطراف التي تتوقع فوز الأحزاب الإسلامية في التشريعيات القادمة قائلا «إن الأحزاب الوطنية هي التي ستحقّق الفوز في هذه الاستحقاقات وفي مقدمتها الأفانا»، وأضاف الرقم الأول في هذا الحزب أن ما يطلق عليه ب«الأحزاب الإسلامية» في الجزائر غير صحيح، فكل المجتمع الجزائري مسلم، أما ما تقوم به هذه الأحزاب من إضفاء صفة الإسلام عليها يصب في خانة سعيها لسدة الحكم في الجزائر، وليس خدمة للدين الإسلامي الحقيقي، حسبما فهم من كلامه، وقد استشهد تواتي بالتاريخ والثورة الجزائرية لإضفاء الحجة على ما قاله عن الأحزاب الإسلامية، مؤكدا أن الشعب الجزائري اجتمع على كلمة رجل واحد في وجه الاستعمار الفرنسي يوم تعلق الأمر بالوطنية، في حين اكتفت جمعية العلماء المسلمين بأخذ الدور الرئيس والمنوط بها وهو تحضير هذا الشعب لأجل عدالة قضيته، أما الأحزاب الإسلامية الحالية، فأصبحت تستغل الدين لخدمة مصالحها لا غير. أين يضع موسى تواتي، زعيم الجبهة الوطنية الجزائرية «الأفانا» حزبه ضمن 17 حزبا سياسيا في الجزائر؟ أعتقد بأن «الأفانا» من بين أحسن الأحزاب في المشهد السياسي الجزائري، باعتباره قوة سياسية لا يستهان بها من خلال ما حقّقه في الميدان ورغم تجربته القصيرة، فقد تمكّن من خط اسمه في الساحة السياسية الجزائرية بوسائله البسيطة ووفاء مناضليه له، كما أنه حقّق أشياء مهمة طوال هذه المدة منذ تأسيسه. ما تقييمكم لمسار الحزب منذ تأسيسه إلى غاية اليوم، والذي يتأهب للدخول في سباق التشريعيات القادمة للمرة الثالثة؟ - «الأفانا» هو حزب الجزائر العميقة ولاسيما الشباب وهو حزب البسطاء كذلك، والذي سيدخل للمرة الثالثة لمثل هذه الاستحقاقات والتي سنحدث بها المفاجأة الفعلية والمنتظرة، كما أحدثناها في 2002 و2007 وكانت النتائج بطبيعة الحال غير حقيقية، مما جعله يبتعد عن ترتيبه الفعلي والحقيقي في تلك الانتخابات ونحن على يقين أننا في التشريعيات القادمة سنكشف عن وجهنا الحقيقي، حيث أننا سنكون أكثر دقة من حيث النوعية والكيفية والصدق والالتزام في البرنامج الذي بحوزتنا والوعد سنقطعه على أنفسنا مع المواطنين وهذه الأشياء ستكون حتما هدفنا وغايتنا المنشودة، التي سندخل بها التشريعيات القادمة من أجل إرضاء الناخبين وخدمتهم.
وفق أي معيار سيتم اختيار منتخبي «الأفانا» الذين سيعرضون في القوائم الانتخابية القادمة؟ أظن أن حزب الجبهة الوطنية الجزائرية هو حزب يؤمن بسلطة الناخب، وقبل أن نذهب إلى هذه السلطة يجب أن نثق في سلطة المناضل والمنتخب أيضا وبالتالي فضاء حزب «الأفانا» سيعمل على إجراء انتخابات أولية داخل الحزب، والتي ستفرز من خلالها عن القوائم الانتخابية التي سندخل بها التشريعيات القادمة، ثم نقوم بتقييم نتائج هذه الانتخابات الأولية التي ستكون وفق معايير محدّدة وهي الالتزام الحزبي والنضالي والعمل على مدى الوفاء ببرنامج وأهداف الحزب، كما سنختار الكفاءات العلمية والأدبية التي تخدم مصالح الحزب وتوجهاته السياسية، لأن الموظف لا يقيّم فقط على حساب الشهادة العلمية التي بحوزته، بل يقيّم أيضا على أساس التزامه بالمبادئ والوعود التي قطعها أمام حزبه، الذي اختاره ليكون في القائمة الانتخابية التي ستنفذ برنامج الحزب ككل.
ماذا تقصد بالكفاءة الأدبية؟ الكفاءة الأدبية أقصد بها مدى تمتع المناضل والمنتخب بالأخلاق ووفائه لمبادئ الحزب ومدى تنفيذه للبرنامج المسطّر والمعروض أمام الناخب.
كيف تردون على المنشقين من الحزب والذين قاموا بتأسيس حزب جديد «الجبهة الوطنية للحريات» وعقدوا مؤتمره التأسيسي في مستغانم؟ لا يوجد لدينا في «الأفانا» ما يسمى ب«المنشقين»، بل هم مفصولون لم يحترموا قواعد النضال في الحزب فنطقت لجنة الانضباط بإبعادهم بطريقة قانونية من العمل السياسي باسم الحزب، وهذا لا يسمى انشقاقا وهناك فرق كبير بين المنشق والمفصول، فالمبعد عن الحزب هو من ارتكب أخطاء جسيمة في النضال وعدم الالتزام بقواعد وقوانين الحزب، فتم فصله وإبعاده من الحزب مباشرة، فأنا لا يهمني حاليا إن قاموا بتأسيس حزب جديد أو جمعيات أو حتى انضموا إلى أحزاب أخرى.
يلاحظ بعض المتتبعين على الساحة السياسية الجزائرية تعرض جل الأحزاب السياسية لهزات في كل بيت حزبي، كيف تقرأون وضعية بيت «الأفانا»؟ نحن في بيت «الأفانا» لا نتعرض لأي هزة داخل الحزب والتي يتحدث عنها الإعلام لا من قريب ولا من بعيد، وما يدور في فلكنا هو وجود بعض الضغوطات من الإدارة التي نرفض أن تتدخل في الشؤون الداخلية للأحزاب وهذا وفقا للقوانين الصادرة مؤخرا في هذا المجال من أجل الحيلولة دون ترك الفرصة لها للتدخل من أجل تجسيد دولة القانون تحترم فيها الآراء ومواقف كل حزب سياسي.
هناك أصوات تتوقع مسبقا فوز الإسلاميين في الانتخابات القادمة في الجزائر، كيف يرى زعيم «الأفانا» هذا التوقع؟ أعتقد أن هذه الأحزاب الإسلامية تستغل الدين من أجل الوصول إلى السلطة، أما الإسلام فهو دين الدولة الجزائرية والشعب الجزائري، وأنا لا أتوقع أن يحقّقوا فوزا في الانتخابات القادمة كما هو متوقع، فالتاريخ يشهد للجزائريين أن الوطنية هي التي جمعت كلمتهم في وجه الاستعمار، في حين عملت جمعية علماء المسلمين الجزائريين بتحضير الشعب الجزائري للدفاع عن عدالة قضيته دون أن تستغل الدين للوصول إلى السلطة في الجزائر في تلك الفترة، وبالتالي، فإن الوطنية هي التي ستسود وستفوز في الانتخابات القادمة بمشيئة اللّه.
كيف تتوقعون سير الانتخابات المقبلة، في ظل الضمانات التي أعلنها رئيس الجمهورية ووزير الداخلية في خطابه الأخير، الذي يراه البعض على أنه يحمل نفسا جديدا لشفافية ونزاهة الانتخابات القادمة؟ نفضّل لو أن الإدارة اكتفت بتنظيم الانتخابات لا مراقبتها والتي ستكون وفق هيئة خاصة «اللجنة السياسية»، وهي المؤهلة أيضا للتصريح بنتائج الانتخابات، وهنا يمكننا أن نتوقع أن تكون الانتخابات القادمة استحقاقا نزيها وشفافا يعطي الكلمة الحقيقية للناخب الجزائري.
بعض الأطراف تصف حزب «الأفانا» على أنه حزب عائلي، يعني أن هناك إشراكا عائليا في تسييره، كيف ترد على هذا الوصف؟ - أقول لهم وأؤكد أنه لا وجود للعائلة وهي لا تسير حزب «الأفانا»، ماعدا أخي الذي يرأس مكتبا ولائيا في الجزائر العاصمة، ولو تجرأت تلك الأطراف بمراسلتي وتقديم تظلمات في إطار القانون لأصدرت قرارا في حقه، فأنا بالنسبة لي جميع المناضلين إخوة في عائلة حزب «الأفانا»، وقد جاءتني استقالة جماعية من مكتب بلدي في تسالة المرجة، بحجة وجود تجاوزات وتعسف في حقهم، وهذه الاستقالة الجماعية شيء خطير في الحزب ولن أرضى بها في كل الأحوال.
هل يغطي حزب «الأفانا» جميع بلديات الوطن؟ إلى حد الآن، نحن متواجدون في 48 ولاية، كما أننا نغطي 551 دائرة إدارية، في حين نتواجد في حوالي 1300 مكتب بلدي، من أصل 1541 بلدية منتشرة في كافة ولايات الوطن، كما أننا متواجدون في المهجر بأوروبا وأمريكا وبعض الدول العربية، وبالتالي، يمكن القول أن حزب «الأفانا» متواجد في التراب الوطني وخارجه، ولكن في الانتخابات سنكون جاهزين لتغطية النقائص للاستعداد للانتخابات القادمة.
في تقديرك، من هو الحزب الذي سيفوز في التشريعيات القادمة في الجزائر؟ بطبيعة الحال، حزب الجبهة الوطنية الجزائرية «الأفانا» هو من سيفوز في الاستحقاقات القادمة، إن شاء اللّه.