بعد الانشغالات التي طرحها مواطنون بلدية حمام ملوان السياحية، والواقعة بأعالي سلسلة الأطلس البليدي، استقبلنا رئيس البلدية ليرد على الانشغالات المطروحة من خلال الحوار الذي خص به السياسي، كما تحدث عن بعض المشاريع المسطرة للسنة الجارية. مع بداية فصلي الصيف والربيع تستعد بلدية حمام ملوان لحركة سياحية كثيفة، كيف تتعاملون مع هذا الإقبال السياحي؟ الأمور تهيأ على أقصى تقدير، وبكل الإمكانيات المتاحة والبسيطة من خلال إدراج عمليات التهيئة بتزفيت الطريق الرئيسي وطلاء الأرصفة والواجهات، كما أن مصالح البلدية قامت بتجنيد شباب المنطقة وتوزيعهم عبر الأماكن التي يقصدها السياح، حيث عملت مصالحها على منحهم تصريحا لبناء أكواخ على أطراف الوادي، وتهيئة مواقف السيارات لحراستها، كما أطلقت البلدية حملة تنظيف واسعة شملت المدينة كلها من أجل استقبال السائح في أحسن الظروف وعلى أكمل وجه. هل ترى أن حمام ملوان أصبحت قادرة على أن تصنف كمركز سياحي بالدرجة الأولى في الجزائر؟ بالطبع لا، بصفتي الرجل الأول على رأس البلدية، أقول أننا لازلنا متأخرين جدا وبعيدين كل البعد عن هذا التصنيف، سيما وأن المركز يفتقر لأدنى سبل الحياة والرفاهية، فبما أننا لم نستطع إيجاد حلول لمشاكلنا المحلية، من خلال توفير الإمكانيات اللازمة للمواطن العادي في حمام ملوان بتلبية كل المرافق الضرورية التي من شأنها إخراجه من العزلة والتهميش، وتحسين ظروفه المعيشية اليومية، فكيف لنا أن نوفر للسائح والزائر رفاهية وخدمات بهذه الضخامة. في رأيك إلى من ترجع سبب تأخر إحياء السياحة بالمنطقة؟ السبب يرجع إلى عدم تظافر الجهود، وعدم وجود عمل متكافئ لمختلف المديريات على غرار مديرية الشباب والرياضة، النقل، التربية والأشغال العمومية وغيره، وهو ما حال دون التوفيق في إحياء السياحة بالمدينة، لأن البلدية لا تملك ميزانية خاصة بها، حتى تساعدها على إنجاز أي مشروع دون موافقة من الولاية، والتي تكون عن طريق المديريات المذكورة سابقا. الكثير من السياح والزوار يشكون نقائص في المراكز الترفيهية مثل النوادي والمقاهي ومطاعم من الدرجة الأولى، ماردكم ؟ لقد سطرت مصالح البلدية مخططا يتعلق بمشروع كفيل بإخراج المنطقة من هذا المشكل الذي تعاني منه، ويتمثل في هدم الحي القصديري وكل المحلات القديمة المحيطة بجانبه، لأجل استغلال المساحة الشاغرة لبناء محلات جديدة تباع كل ما يخص الأمور السياحية مثل الأواني الفخارية التقليدية، وكذا إنشاء عدد من المقاهي والنوادي الترفيهية وحدائق التسلية على ضفاف وادي حمام ملوان تكون بمقاييس دولية، من أجل الترفيه عن الأطفال والعائلات، لكن المخطط مازال مجمدا ولم يلق لحد الآن من يتكفل بالمشروع. هل الميزانية الممنوحة للبلدية كفيلة بانجاز المشاريع المذكورة سابقا للنهوض بالسياحة، وانتشال المواطن من العزلة والتهميش؟ ميزانية 2011 وصلت إلى حوالي 30 مليار سنتيم، شملت عدد من المشاريع السطحية على غرار تهيئة طريق حي البرج الذي تكلف مليار سنتيم، كذلك تعبيد طريق حمام ملوان والمقطع الأزرق والذي يكلف هو الآخر 4 ملايير و500 مليون سنتيم، كما خصص جزء منها لتهيئة وإنجاز قنوات صرف الصحي والتي وصلت تكلفتها إلى 4 ملايير سنتيم، كما شملت ميزانية 2011 بناء جسر بتكلفة وصلت إلى 20 مليار سنتيم، وهناك مشروعين للتهيئة الأولى حضارية والأخرى سياحية. ماهو مصير الأحياء القصديرية الواقعة بوسط المدينة، هل من كوطة جديدة لفائدة المواطنين؟ في الحقيقة أحياء بلدية حمام ملوان عانت الكثير من التهميش خاصة من جانب السكن، وأنا شخصيا كنت واقفا على هذا المشكل الكبير، لأن البلدية لها طابع غير قابل للتوسع العمراني على اعتبار أنها معروفة بطابعها الجبلي، فهي مدينة سياحية وفقط، لهذا تم اقتراح مشروع إخراج وترحيل السكان من وسط المدينة، حيث تجسد المشروع على أرض الواقع، وقمنا بإنجاز مايقارب 400 مسكن بالحي الجديد، وسيتم ترحيل قاطنو الحي القصديري الواقع بوسط المدينة، وكذا حي البرج والذي هو عبارة عن محتشد يفتقر إلى أدنى سبل ومعايير الحياة الكريمة، حيث يحتوي على مرحاض جماعي، وكل ذلك سيكون عقب الانتخابات التشريعية مباشرة. اشتكى أغلب الشباب من مشكل البطالة، وانعدام المرافق الثقافية والترفيهية ؟ هذا المشكل نهايته قريبة، لأنه هناك مشروع و برنامج مسطر لهؤلاء الشباب، الذي سيستفيدون من محلات تجارية ببلدية حمام ملوان، التي تتكفل البلدية بتوزيعها وتحديد نشاطات هذه المحلات، بحيث لا تخرج عن المجال السياحي، كما سيكون هناك مركز للتكوين المهني تدرس فيه التخصصات التي تعنى بالمجال السياحي، مثل الفندقة الصناعة التقليدية، تزيين الحدائق وغيرها، حيث بدأنا في أولى الإجراءات المتمثلة في مراسلة مديرية التكوين المهني. إلى أي مدى وصلت أشغال تهيئة الطرق الولائية، وتوسيع جسر المقرونات ؟ فيما يخص هذا الأمر، الأشغال جارية به على قدم وساق، فلقد تم تخصيص ميزانية قدرت ب27 مليار من أجل توسيع جسر المقرونات، حيث أن المشروع كان في الأول عبارة عن نفق يمتد على مسافة 2 كلم، لكن الدراسات التي أجريت أسفرت عن وجود تصدعات حالت دون تحقيقه وتجسيده على أرض الواقع، غير أن أشغال توسيعه جارية في الوقت الراهن، وسيكون جاهزا مع حلول فصل الصيف. أما إذا تحدثنا على الطرق الفرعية والولائية فأنا أعترف أن بلدية حمام ملوان تعاني من النقص الكبير في شبكة الطرقات، الأمر الذي جعلنا نثابر من أجل حل المشكل، حيث تقدمنا بمشروعين لشق طريق يربط بين حمام ملوان وبوينان، وهو الطريق الذي أصبح جاهزا للاستعمال منذ مدة، أما فيما يخص الطرق الفرعية فهناك طريق الحمام، حي البرج والمقطع الأزرق . بالنسبة للنقص المسجل بقطاع النقل، ماهو الحل الذي تقترحونه بعدما أصبح مشكلا يؤرق المواطن؟ مشكل النقل أرقنا كلنا، حيث تقدمت شخصيا لمديرية النقل بالبليدة وراسلتهم عدة مرات لكن لاحياة لمن تنادي، كما نظمت عمليات تحسيسية حول كيفية ربط بلدية سياحية بالنقل، لكن لم أجد من يسمعني، كما تقدمت بطلبات إلى بعض المستثمرين من أجل الاستثمار في قطاع النقل من خلال توفير خطوط تربط منطقتي حمام ملوان مباشرة ببوقرة والبليدة وكذا تعزيزه بحافلات تليق بمستوى السياحة، لكن لم أجد المساعدة، وأضيف لك شيء مهم في هذه النقطة، حيث أن هناك بعض أصحاب الحافلات من تم منحهم خطوط تربط الحمام ببوقرة فيسارعون إلى تغييرها، فهل ستتحمل سلطات البلدية المسؤولية لوحدها. اشتكى التلاميذ من نقص النقل المدرسي، وهو الوضع الذي أرهقهم، هل من إضافات في عدد الحافلات مستقبلا؟ أدرجنا النقل المدرسي بتوفير ثلاث حافلات، مثلنا مثل باقي البلديات في الجمهورية، حيث تقل هذه الحافلات التلاميذ في الفترة الصباحية، من وسط المدينة إلى بوقرة نحو مؤسساتهم التربوية، لتعود مساء لإرجاعهم إلى منازلهم، وهو ما نقدر عليه لحد الساعة من أجل التخفيف من معاناة التلاميذ .