سجل عدد النداءات من أجل المطالبة بتقرير مصير الصحراء الغربية المحتلة تزايدا، خلال تدخلات المشاركين أمام لجنة الأممالمتحدة لتصفية الاستعمار بنيويورك. في اطار النقاش المخصص للمسألة الصحراوية بمقر الاممالمتحدة، اكد عدد كبير من المندوبين الذين يمثلون اغلبهم منظمات غير حكومية دولية والمجتمع المدني من عديد الدول على ضرورة ايجاد حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين يسمح بتقرير مصير شعب الصحراء الغربية. في هذا الصدد، اكد ممثل منظمة "واسترن صحراء هيومن رايتس ووتش"، كيربي غوكين، ان الاممالمتحدة تتحمّل مسؤولية انجاح مسار تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية الذي شرع فيه خلال انسحاب اسبانيا سنة 1975. كما اشار الى ان المسألة الصحراوية تتعلق اساسا بنزاع لتصفية الاستعمار تتطلب تنظيم استفتاء لتقرير المصير، كما اكدته محكمة العدل الدولية و عديد اللوائح السديدة للامم المتحدة. استفتاء تقرير المصير حق إنساني أساسي كما اعتبر غوكين انه لو كان هناك حق في تقرير المصير لما كان هناك اعتقالات و حالات تعذيب ولا اختطافات لمنضالي حقوق الانسان الصحراويين كما يمارسه المغرب. واضاف ان الجمعية العامة لها امكانية تصحيح استراتيجية الاممالمتحدة قبل ان يدعو المغرب الى التنظيم العاجل لاستفتاء حر حول تقرير المصير يشرف عليه ملاحظون دوليون. كما دعا المغرب الى اطلاق سراح السجناء السياسيين الصحراويين وإزالة الجدار الذي تمت اقامته في الصحراء الغربية مطالبا في ذات السياق بإجراء تحقيقات حول المقابر الجماعية التي تم اكتشافها مؤخرا والتي دفن فيها صحراويون من ضحايا الاعدامات. من جانبها، اعربت رئيسة مؤسسة "اندريية ديفانس فوروم"، سوزان شولت، عن اسفها لكون الاممالمتحدة لم تتمكن حتى الان من تنظيم استفتاء لتقرير المصير الذي سبق وان وعدت به الشعب الصحراوي. واضافت ان ذلك قد ادى الى استمرار انتهاكات حقوق الانسان ضد المواطنين الصحراويين تحت الاحتلال المغربي. كما اشارت الى المقابر الجماعية التي دفن فيها صحراويون راحوا ضحايا إعدامات بدون محاكمات على يد قوات الاحتلال المغربي. الإجماع على إدانة استغلال الموارد الطبيعية للصحراء الغربية من جانبه، تطرق ممثل "واسترن صحراء ريزورسز ووتش"، شارل ليبلينغ، الى مسألة الاستغلال المتواصل للموارد الطبيعية للصحراء الغربية من قبل المغرب مشيرا بشكل اساسي الى الفوسفات والصيد البحري والمنتجات الفلاحية ومناجم اخرى فضلا عن الرمال التي يتم تصديرها نحو جزر الكناري. واوضح المتحدث ان الشعب الصحراوي لم يعط موافقته على استغلال الموارد الطبيعية مطالبا لجنة تصفية الاستعمار بالتكفل بهذه المسألة وإشعار الجمعية العامة الاممية بها من اجل الحصول على رأي استشاري من محكمة العدل الدولية. اما ممثلة المنظمة الامريكية "مواطنو الولاياتالمتحدة من اجل الصحراء الغربية"، روبن كان، فقد نددت بغياب آلية "لحقوق الانسان" في بعثة المينورسو وهي البعثة الاممية الوحيدة التي لا يرخص لها بمراقبة وضعية حقوق الانسان.