المجاهد مسعود توابتي أحد المحكوم عليهم بالإعدام إبان الثورة التحريرية المجيدة من طرف المستعمر الفرنسي، ولد في سنة 1937 بحسين داي، شارك في العمل الثوري وهو ابن ال18 عشر ربيعا، ليتواصل نضاله إلى ما بعد الاستقلال وإلى يومنا الحالي بما أنه إختار تلقين العمل الكشفي للأجيال الصاعدة، تلك المهمة النبيلة التي تساهم في تكوين النشء وتلقينه حب الوطن. وعلى هامش ندوة صحفية نظمتها جمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية، سرد المجاهد توابتي جانبا من حياته الجهادية التي وصفها بالحثيثة غير أنه تحفظ عن تفاصيل الكثير من الأحداث التي يجهلها إلى الآن حتى أفراد عائلته. ولد بحسين داي ثم إرتحل إلى بولوغين بأعالي العاصمة وعمره ثلاثة أشهر، وفي سنوات 1948.1949، إنضم إلى فوج "الوداد" بالكشافة الإسلامية الجزائرية لبولوغين حاليا، ثم تقلد عديد المسؤوليات إلى أن إنضم إلى العمل الثوري وعمره 18 عشر سنة، بعد أن إعتبره واجبا وطنيا مقدسا، وخلال الثورة التحريرية صقل تكوينه السياسي والعسكري المسجل في برامج المنظمة بطويل المدى. مشاركاته الأولى في الثورة التحريرية المجيدة كانت تقتضي جمع المال، الأدوية وغيرها من المعدات والمؤونات الأخرى سيما وأن الثورة كانت تحشد المكونين في جوانب كثيرة على غرار الجانب، السياسي، العسكري، الإسعاف، الطبخ، وغيرها من المجالات الأخرى. إنخرط في بداية عمله الثوري في القصبة ثم بولوغين المنطقة التي ترعرع فيها إهتم بجمع المال، الأدوية، البوصلات ومعدات أخرى وكان في كل مرة يتم فيها القبض على رفقاء دربه يعيش رعبا إلى أن يحين دوره، فينتظر في منزله وهو على أهبة الإستعداد ليلتحق بهم، عاش مدة تقارب الشهر في كر وفر وخوف من المصير المجهول بما أن المجاهد يسبل نفسه متوجسا من اليوم الموالي، واصل مهام جمع المؤونة لثلاثة أشهر إلى غاية حادثة إضراب 8 ماي حين وقع رفقاء دربه في قبضة المستعمر وهي المرحلة الصعبة التي مني بها في فترة إحتكام قبضة سيطرة العسكري "ماسو" مسؤول الشرطة الفرنسية الذي صرح بتحطيمه للأفلان جبهة التحرير الوطني بالعاصمة، إلى أن إتصلت به جماعة كريم رابح المنحدرة من الولاية الثالثة بشأن إنضمامه إلى نشاطها الثوري غير أنه رفض مواصلة مهامه الثورية الأولى، فاشترط عمليات ثورية لمواصلة عمله الثوري، قيام المجاهد مسعود توابتي بعمليات ثورية إقتادته إلى دهاليز سجن سركاجي وتجرع سيطرة المستعمر الفرنسي إلى أن نجح في الهروب من السجن رفقة زملائه الثوريين حينما قرروا حفر حفرة بعمق 10 أمتار مكنتهم من الهرب من السجن للوقوف في وجه القوى الفرنسية التي إستهدفت قتل النساء العاملات. وفور نيل الجزائر للحرية والاستقلال، رفض المجاهد توابتي الإنخراط في التشكيلات السياسية لما بعد الاستقلال فقرر تبني العمل الكشفي مجددا خصوصا وأنه يؤمن بالتكشيف وتكوين الأجيال طويل المدى، معتبرا أن نضاله في الثورة هو جهاد أصغر في حين أن الجهاد الأكبر هو مابعد الثورة فترأس جمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية.