أشادت العديد من التقارير العسكرية الغربية في السنوات الأخيرة، على قدرات الجيش الجزائري في أداء مهامه، والاحترافية التي يتميز بها بالمقارنة مع مختلف جيوش المنطقة سواء في شمال إفريقيا أو على مستوى القارة الإفريقية ككل، وكان أخرها تقرير للمعهد الأمريكي للدفاع الاستراتيجي والاستعلام، الذي أكد على أن الجزائر هي البلد الوحيد في إفريقيا القادر على مواجهة الإرهاب، وتأتي هذه المكانة التي يتبوأ فيها الجيش الجزائري المرتبة الأولى بعد سنوات من الخبرة القتالية التي اكتسبها سواء ضد المستعمر الفرنسي والحلف الأطلسي، باعتباره سليل جيش التحرير الوطني أثناء الثورة، وبعد نجاحه على جميع الأصعدة في كسب رهان كل التحديات التي واجهته بعد الاستقلال، وكان قادرا على تأمين الحدود وكسر شوكة الإرهاب الذي حاول أن ينغص استقرار الجزائر. بن جانة: «مكانة الجيش في تفوقه على الإرهاب وقدرته على حماية الحدود»
ارجع العقيد السابق في الجيش الوطني الشعبي، عمر بن جانة، تفوق الجيش الجزائري على مستوى جميع جيوش إفريقيا، إلى عدة أسباب جعلت الجزائر تتبوأ مراكز متقدمة عسكريا ضمن أقوى جيوش العالم، وهذا راجع حسبه إلى عدة عوامل، من بينها أنه استطاع أن يكسر شوكة الجماعات الإرهابية التي حاولت زعزعة استقرار الجزائر لعقود من الزمن، فضلا عن نجاحه على محافظته على التأهب العالي والاستعداد للدفاع عن الحدود الجغرافية للجزائر منذ الاستقلال. وأوضح العقيد السابق الجزائري، معلقا على التقرير الأمريكي، الذي وضع الجيش الجزائري في المرتبة الأولى في إفريقيا بعد الجيش المصري من حيث ميزانية التسليح وكذلك الصناعات العسكرية، أن الجيش الجزائري، لم يكن ليتبوأ هذه المكانة دون أن يمر بعدة عوامل جعلته يصبح أكثر احترافية من غيره من جيوش المنطقة، حيث قال بأن تمكنه من مواجهة مختلف التحديات العسكرية على غرار قدرته على كسر شوكة الجماعات الإرهابية خلال عشرية سوداء حاولت أن تضرب استقرار الجزائر، وعرج المتحدث إلى السبب الثاني الذي أعطى القدرة للجيش الجزائري لكي يكون أقوى جيش في شمال إفريقيا بل وفي إفريقيا كلها، وهو محافظته على سوق واحدة للسلاح ورغم أنه حاليا اتجهت الجزائر إلى تنوع مصادر شرائها للسلاح إلا أنها حافظت على المصدر الرئيسي لسوق السلاح والتكنولوجيا المتطورة وهي روسيا، وقال بن جانة أن هذا الأمر يضفي أكثر استقرارا للجيوش في العالم، كما يعطيها القوة اللازمة والاستمرارية ومواجهة كل التحديات التي قد تواجهها والتي استطاع الجيش الجزائري تخطيها بفضل الاحتراف الذي تتميز بها المؤسسة العسكرية الجزائرية. وعن خبرته الميدانية في مكافحة الإرهاب قال بن جانة، أن المناعة التي اكتسبها الجيش الجزائري في هذا الإطار، أعطته القدرة على مواجهة كل التحديات. الجزائر الوحيدة القادرة على مواجهة الإرهاب في إفريقيا تقلد الجيش الجزائري المرتبة الأولى، من حيث ميزانية التسليح والصناعة العسكرية، متبوعا بالجيش المصري الذي احتل المركز الثاني، فيما تبوأ الجيش المغربي الرتبة الثالثة، ضمن مجموع جيوش شمال إفريقيا، وفق ما أورده تقرير حديث للمعهد الأمريكي للدفاع الاستراتيجي والاستعلام صدر خلال الأيام الأخيرة، حيث قال التقرير الأمريكي، أن الجيش الجزائري ينتزع لأول مرة الصدارة من نظيره المصري الذي دأب على احتلال الرتبة الأولى طيلة سنوات خلت، حيث اكتفى بالمركز الثاني، وبعده الجيش المغربي، ثم جيوش كل من تونس وليبيا وموريتانيا، وقال المصدر أن الأفضلية التي حصل عليها الجيش الجزائري لعصرنة المعدات والتجهيزات الدفاعية التي يمتلكها خاصة من أجل مواجهة المخاطر الأمنية في الساحل الإفريقي، والتي تهدد أمن حدود البلاد، وأيضا إلى الأهمية التي تمنحها الحكومة الجزائرية إلى الصناعة العسكرية في مجال الدفاع، ويتوقع التقرير ذاته أن ترتفع نفقات الجزائر في المجال العسكري، في غضون السنوات الأربع القادمة، لتبلغ نسبة نمو تقدر ب6 بالمئة سنة 2017، عازيا هذا الارتفاع المضطرد إلى حالة عدم الاستقرار التي تشهدها دول المنطقة، والتي نجم عنها من بروز لمجموعات إرهابية جديدة، وتبقى الجزائر الدولة الوحيدة بالمنطقة التي تملك الإمكانيات لمواجهة هذا التهديد.