بعدما كان وادي بوسعادة معلما سياحيا وقبلة لآلاف السياح سنويا خاصة بتوسط طاحونة «فيريرو» التي أعطته منظرا خلابا يسحر الزائر ويتمنى زيارة المكان مرة أخرى، غير أن التغييرات السلبية التي طالته بفعل الطبيعة وأيدي الإنسان حول هذا المعلم السياحي إلى كارثة بيئية تهدد العديد من سكان المنطقة بعدما تحول إلى مصب للقاذورات والنفايات. الزائر للوادي يقف على حجم الكارثة بعد تحوله إلى مصب لقاذورات الصرف الصحي وقبلة للمنحرفين حيث يحدث هذا على مراى المسؤوليين المعنيين الذين يكتفون بالحلول الترقيعية في كل مرة لإصلاح التصدعات التي تصيب القنوات الرئيسية للصرف الصحي الخاصة بحي سيدي سليمان، حيث باتت مختلف انواع القاذورات تصب في ذات الوادي الوضع الذي يبات يهدد البيئة والصحة العمومية خاصة على السكان القاطنين على ضفافه على مستوى حي الكادات، اسطيح، الهضبة والدشرة القبلية ومما زاد الأمر خطورة على صحة المستهلك هي استعمال مياه الوادي لسقي عشرات الهكتارات من الأراضي الفلاحية المحاذية لحافته الأمر الذي أدى إلى مخاوف المواطنين فضلا عن خطورة استهلاكهم لخضروات مسقية بالمياه القذرة، وما تشكله من مخاطر جمة ويبدو أن الأمر معقد ويحتاج لتدخل أكثر من مسؤول أمام تزايد تدهور حالة الواد يوم بعد يوم حول منطقة الطريق السياحي وخصوصا طاحونة فيريرو إلى منطقة مفتوحة على الروائح الكريهة والمياه القذرة، ورغم سعي السلطات في كل مرة لحل هذا المشكل وسعيا لتجسيد مشاريع مقترحة حسب الأولويات حفاظا على صحة المواطن واستفادة الوادي من اشغال اعادة التهيئة إلا أن الحلول الراهنة تبقى غير كافية في نظر المواطنين ما سيتدعي التحرك العاجل لانقاذ هذا الموقع السياحي الهام بعدما كان مقصدا لأبناء المنطقة في فصل الصيف الحار مستقطبا الآلاف من الزوار سنويا أصبح وكرا للكلاب المتشردة التي تهدد امن وسلامة المواطن ما يستدعي تدخل الهيئات المحلية لاتخاذ إجراءات ردعية بغية إنقاذ ما تبقى من هذا المعلم السياحي والتصدي لكل من تسول له نفسه المساس بالصحة العمومية.