يبدو أن الكيان الصهيوني لم يرق له تأهل الجزائر ولم يتمالك نفسه، بحيث بدأ في قصف غزة ليلة الثلاثاء المنصرمة، وذلك عقب خروج الغزاويين للشوارع للإحتفال بتأهل محاربي الصحراء إلى المونديال البرازيلي. يعود إرباك وذهول الكيان الصهيوني بتمثيل الجزائر الوحيد للعرب في كأس العالم القادمة إلى حساسية الصهاينة من الثقل السياسي والدبلوماسي للدولة الجزائرية في العالم العربي والدولي خاصة بعد سقوط أنظمة موالية لها على غرار النظام المصري لحسني مبارك. فباتت ما يسمى بهتانا بإسرائيل متخوفة من الدور المتنامي للجزائر على الصعيد العالمي والإقليمي وتأثيرها على مجريات الأحداث في المنطقة بما لا يخدم أجندتها الخاصة على المستوي الإقليمي. الكيان الصهيوني لم يغفر للغزاويين أول أمس مشاركتهم فرحة الجزائر، وكما ينظر بعين الرعب لهتافات أنصار الخضر على مدرجات ملعب تشاكر بالبليدة، المساندة للشعب الفلسطيني وتتصاعد أصوات المشجعين الجزائريين المنددة ببني صهيون والمساندة للقضية الفلسطينية، وهو ما أفقد الصهاينة صوابهم فأقدموا مرة أخرى على ارتكاب جريمة نكراء في حق سكان غزة، بعد قصفهم بثمانية غارات جوية خلال خروجهم للشوارع للإحتفال بفوز الخضر وتأهل الجزائر للمونديال، وذلك استجابة لنداء القلب الصادر من إخوانهم الجزائريين من البليدة الحاضنين لقضيتهم العادلة وهو ما ترجمه أيضا التواجد الكثيف للرايات الفلسطينية بمدرجات تشاكر وما هذا إلا دليل تعلق الجزائريين بقضية العرب والمسلمين الأولى. وبالعودة إلى تفاصيل الاعتداء أكدت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة، أن الطائرات الصهيونية أغارت على موقع تدريب تابع لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي شمال القطاع، فيما دمرت مزرعتَي دواجن بمدينة خان يونس جنوبا، وقصفت أيضاً النفق الذي اكتشفته شرق خانونس، وكشفت حكومة هنية بأن الطائرات الحربية الصهيونية، قصفت بيتا ليلة الثلاثاء وصبيحة الأربعاء، بصواريخ على أهداف بشمال وجنوب قطاع غزة، دون وقوع إصابات. حيث كان سكان غزة، سباقون ليلة الثلاثاء، في مشاركة الخضر أفراح التأهل لمونديال البرازيل، بالرغم من ألوان المعاناة التي تلقي بظلالها على الغزاويين، كما سائر الفلسطينيين، إلاّ أنهم خرجوا عن بِكرة أبيهم معربين عن فرح غامر بنجاح المحاربين في كسب معركة المونديال، لكن حالَ القصف الصهيوني دون ذلك ولم يترك الغزاويين يكملون فرحتهم بعد أن باغتتهم الطائرات الحربية الصهيونية بغارات. وهو ما خلف أضرارا مادية كبيرة بمنازل المواطنين، جراء قصف موقع التدريب التابع لسرايا القدس، لكن دون وقوع إصابات. ورغم هذا الاعتداء الذي تسبب في انقطاع التيار الكهربائي على سكان غزة في محاولة يائسة من الكيان الصهيوني لإضفاء العتمة والظلمة، إلا أن انتصار الخضر وتأهل الجزائر للمونديال وتمثيلها الوحيد للعرب أنار بهجة قلوبهم رغما عن أنف الصهاينة التي كانت تريد ألا يكون للعرب وللمسلمين موطن قدم لكي لا يروجوا للقضية الفلسطينية في محفل دولي كبير يتابعه أكثر من 5 ملايير شخص.