تحركت فعاليات المجتمع المدني، والعديد من المختصين وأولياء التلاميذ عبر كامل التراب الوطني، بعد أيام فقط من إطلاق تقنية الجيل الثالث حيّز الخدمة، لدعوة المتعاملين الثلاثة والحكومة من أن تضع بعين الاعتبار المخاطر التي قد تنجر عن استخدام هذه التقنية الجديدة للهاتف النقال، وأكدت أنه بالرغم من الإيجابيات التي يحملها الجيل الثالث إلا أنه لابد من توفير برمجيات لكبح الدخول إلى المواقع غير الأخلاقية والتي تدعوا إلى العنصرية، من أجل حماية الفرد والمجتمع من أي ظواهر سلبية قد تنجر عن استخدامات هذه التكنولوجيا الجديدة والتي ستسمح بالتدفق السريع للأنترنت وكذلك المعلومات، وتتيح الفرصة للإبحار في فضاء الأنترنت عبر الهاتف الجوال، بعدما أكدت العديد من الإحصائيات أن 82 بالمئة من مستخدمي الأنترنت في الجزائر يزورون المواقع الإباحية؟. * قرّار يدعو سلطة الضبط لإلزام المتعاملين بوضع برمجيات لكبح هذه المواقع دعا يونس قرار المستشار السابق في وزارة البريد، والمتخصص في تكنولوجيات الإعلام والاتصال أمس المتعاملين الثلاثة على غرار «موبيليس» و«نجمة» (أريدو)، جيزي، من أجل وضع برامج تقنية خاصة وأن الجزائريين على بعد أيام فقط من إطلاق خدماتهم الجيل الثالث، وهذا لحجب المواقع التي قد تهدد أخلاق الشباب والأطفال، وطالب يونس قرار سلطة الضبط من أجل وضع شروط جديدة على المتعاملين حتى يأخذوا بعين الاعتبار هذا الأمر الذي قد يهدد المجتمع الجزائري خاصة الأطفال والشباب أكثر من أن تفتح له الفرصة لكي يبحر في عالم التكنولوجيا في الفضاءات التي تفيد. وأشار المتحدث خلال اتصال ل«السياسي» أمس، في نفس السياق أن هذا الأمر يعتبر تحديا كبيرا أمام المتعاملين الثلاثة، وهم مدركين لهذا الخطر، مستبعدا في نفس الوقت أن تدخل هذه البرامج الكابحة لهذه المواقع غير الأخلاقية في المجتمع الجزائري مع بداية استعمال الجيل الثالث، واعتبر الأمر متاحا خاصة مع التكنولوجيا التي وفرت مثل هذه البرمجيات لوضع حد أمام مثل هذه المواقع غير الأخلاقية، وفي نفس السياق، قال قرار أنه حتى في الدول الغربية على غرار ألمانيا، منعت برامج خاصة في الهاتف النقال من الدخول لهذه المواقع التي تفسد الشباب والأطفال الألمان، وهو نفس الشيء الذي استعملته العديد من الدول، ودعا نفس المتحدث الأسرة الجزائرية والعلماء والأساتذة في المدارس من أجل تكثيف نصائحهم للأطفال والشباب من أجل الاستعمال المفيد لهذه التكنولوجيا التي تحمل إيجابيات مختلفة إلا أنها تحمس السلبيات في بعض المواضع وتهدد كيان المجتمع الجزائري. وتوقع قرّار أن لا يقوم المتعاملون الثلاثة بوضع برمجيات لهكذا وضعية مع إطلاق الجيل الثالث، لكنه اعتبره تحديا كبيرا أمامهم من أجل الاهتمام بالموضوع لوضع حد لمثل هذه المواقع غير الأخلاقية والعنصرية وغيرها من الفضاءات التي تهدم ولا تبني الفرد. * جمعيات المجتمع المدني تدق ناقوس الخطر ومن جهتها دعت العديد من جمعيات المجتمع المدني والأولياء، عبر كامل التراب الوطني المتعاملين الثلاثة والدولة، من أجل أخذ هذه النقطة بعين الاعتبار حتى يستفيد المجتمع الجزائري من هذه التكنولوجيا والتقنية الجديدة بعيدا عن الأخطار التي تترتب عنها. وقالت مختلف الجمعيات خلال بيانات حصلت «السياسي» على نسخة منها، أنه يتوجب على سلطة الضبط وكذلك المتعاملين الثلاثة أن يدركوا المخاطر التي قد تهدد أطفالنا وأبناءنا جراء إطلاق الجيل الثالث للهاتف النقال، وأكدت على ضرورة وضع برمجيات تقنية لكبح أي تعامل مع مواقع تضر الشباب والأطفال أكثر مما تنفع، واستدلت جميعات المجتمع المدني بالعديد من التقارير التي حملت معلومات خطيرة عن مستخدمي الأنترنت في الجزائر، حيث أكدت أن 82 بالمئة من المستخدمين يتابعون المواقع الإباحية ما جعل الجزائر تحتل المرتبة الخامسة على صعيد «الإدمان الإباحي» في الوطن العربي، حيث كشفت أرقام الإحصائيات الدورية التي يقدمها موقع «أليكسا» المختص في عرض الأرقام والمعطيات المتعلقة بالإقبال على مختلف المواقع على الشبكة العنكبوتية، أن نسبة المدمنين على المواقع الإباحية عبر الأنترنت في الجزائر بلغت 82 بالمئة من المجموع العام لمستخدمي الشبكة العالمية، وقالت الجمعيات أن هذا الرقم مخيف في ظل الشبكة العنكبوتية، فما بال دخول الجيل الثالث للهاتف محل الخدمة على بعد أيام، داعين إلى الحيطة والحذر من الاستعمالات السلبية للتكنولوجيا التي أصبحت تهدد المجتمع الجزائري . * أحزاب سيّست الجيل الثالث ونسيت خطورته على المجتمع من المفارقات والتناقضات التي وقعت فيها العديد من الأحزاب السياسية على الساحة الوطنية بعد إعلان الوزارة الوصية تأخير إطلاق تقنية الجيل الثالث قبل أيام، أنها استغلت الفرصة واتجهت إلى تسييس التأخر على أنه مستهدف من أجل الرئاسيات المقبلة، عوض أن تتجه إلى المجتمع للتحذير من بعض السلبيات التي قد تحدثها هذه التقنية الجديدة على المستوى الاجتماعي للأبناء الشباب، باعتبار أن هذه التقنية ستتيح لهم الفرصة للدخول إلى عالم «النت» عن طريق الهاتف النقال، حيث يرى العديد من المتتبعين أن العديد من الأحزاب تسيّس أي شيء حتى غير قابل للتسييس لأنه ليس لها برامج حقيقية بل لها مصالح وأهداف شخصية ضيقة أكثر من اهتمامها بالمجتمع والفرد الذي يقتصر على الانتخابات فقط. * أولياء التلاميذ يحذرون من الجيل الثالث أكدت من جهتها جميلة خيار، نائبة رئيس فدرالية جمعية أولياء التلاميذ، أن الجيل الثالث للهاتف النقال له آثار سلبية على التلاميذ خاصة من ناحية المواقع المتاحة وفي ظل غياب الرقابة من طرف الأولياء. حيث أوضحت خيار، في اتصال ل«السياسي» أن الجيل الثالث للهاتف النقال له جوانب إيجابية ومفيدة في حالة الاستعمال الصحيح، ويتجلى ذلك من خلال البحوث والتعليم والتمدرس وغيرها، إلا أن هذا لا يمنع من وجود جوانب وآثار سلبية خاصة على التلاميذ والأطفال باعتبارهم غير بالغين وغير واعين، وأضافت ذات المتحدثة تقول، أنه من المفروض أن يتم توجيه الجيل الثالث للهاتف النقال للبالغين دون الأطفال، منوهة أن هذا الأخير يعد بمثابة الهلاك بالنسبة للتلاميذ خاصة فيما يتعلق بالاستخدام الحر للانترنت في ظل عدم خضوعهم للمراقبة عند استعماله، ومن جهة أخرى، وجهت خيار نداء للأولياء بعدم السماح لأبنائهم باستعمال الهاتف النقال من الجيل الثالث أو بإخضاعهم للمراقبة الدقيقة في حال استعماله. * قسوم يدعو لاتخاذ تدابير وقائية أكد قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أن إقبال الجزائر على تقنية الجيل الثالث للهاتف النقال أمر مفروض يضعها أمام مهمة كبيرة لحماية النشء من سلبيات هذه التقنية الجديدة، مشيدا خلال اتصال ل«السياسي» بمبدأ «الوقاية خير من العلاج» وإعتبر المتحدث أن مواكبة هذا التطور يعني اتخاذ إجراءات وقائية تمكننا من حماية أنفسنا وتحصينها في ظل العواقب المحتملة التي قد تنجر عن إطلاق هذه الصيغة. * ناشطة جمعوية: «علينا التحضير لإطلاق الجيل الثالث عبر حملات توعوية» وطالبت عائشة بن شلبي رئيسة جمعية ترقية الفتاة بجسر قسنطينة خلال اتصال ل«السياسي» أمس، السلطات المعنية بالتحضير لإطلاق تقنية الجيل الثالث للهاتف النقال عبر حملات تحسيسية توعوية تمكن الأسر الجزائرية من التعرف عن قرب على الجوانب الإيجابية والسلبية لهذه الآفة وتطرقت الناشطة الجمعوية إلى سلبيات الأنترنت والهاتف النقال التي مست المجتمع الجزائري في وقت سابق ما يستوجب حسب ذات المتحدثة تكثيف الحملات التوعوية لتجنيب المجتمع الجزائري من سلبيات هذه التقنية الجديدة. * عرعار يدعو إلى تعزيز الوقاية في المجتمع الجزائري من جانبه اعتبر عبد الرحمان عرعار رئيس الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل «ندى» خلال اتصال ل«السياسي» أن إطلاق الجزائر لتقنية الجيل الثالث للهاتف النقال ضرورة، وأكد المتحدث أن لكل وسائل التكنولوجيا جوانب إيجابية، كما أن لهذه الأخيرة انعكاسات سلبية في كل أصقاع العالم وعلّل بالقول «التخوف من هذه التقنية إلى متى؟» وفي ذات الإطار أكد المتحدث أن الجزائر تفتقر إلى آليات وقائية لحماية المجتمع من سلبيات هذه التقنية، وطالب عرعار بتعزيز الوقاية في المجتمع الجزائري فور إطلاق تقنية الجيل الثالث للهاتف النقال. * حنطابلي متخوف من فقدان القيم الاجتماعية الجزائرية أفاد الدكتور يوسف حنطابلي مختص في علم الاجتماع أن تخوف بعض المختصين وفعاليات المجتمع المدني من سلبيات الجيل الثالث للهاتف النقال مبني على تجربة وملاحظة، مشيرا إلى أن المجتمع الجزائري رغم تطوره من حيث التقنية والتطور إلا أنه لازال محافظا على قيم إجتماعية محافظة هي في الحقيقة مواساة لنفسه على أنه لايزال محافظا على قيمه ولكن في الواقع هو يشعر بتهديد طال هذه القيم، وأكد المتحدث أن إقبال الجزائري على تقنية الجيل الثالث للهاتف النقال ليس حاجة حضارية وهو سبب عدم إستعدادنا لهذه التقنية الجديدة، مؤكدا خلال اتصال ل«السياسي» أن إستعمال هذه التقنية من طرف البلدان المتطورة كان لحاجة علمية، حضارية وثقافية عكس ما يحدث في المجتمع الجزائري لأن الغالبية ستستخدم هذه التقنية في التظاهر والتمظهر حسب المختص في علم الاجتماع.