مع حلول السنة الجديدة يأمل الكثير من الناس أن تكون أيام هذه السنة خير ونجاحات وغيرها من الأمنيات الأخرى، غير أن العديد من الأفراد يعيشون على وقع التشاؤم في الحياة والذي يعتبر أهم مصدر للأفكار السلبية التي يرى من خلالها الإنسان المتشائم الحياة كلها شر يجعله يعيش في جو من الترقب والخوف والتوتر، ليسيطر بذلك الشعور السلبي على الأشياء التي تدور من حوله أو حتى التمسك بالأمور السلبية وإهمال الأمور الإيجابية، وهذا بالرغم من التغيرات الحاصلة في مختلف الأوساط المحيطة به وقد يعود هذا لبعض المشاكل والاعتقادات السائدة لدى الكثير من الناس في حين يبقى البعض الآخر يسير حياته على الوقائع الماضية دون تفاؤل، أين يجد هؤلاء نفسهم يكبرون دون أن يشعروا بالحاجة إلى المقاومة أو الإبداع أوالكدح والنظر الى الحياة المستقبلية التي قد تكون مصدر خير في الحياة وفي هذا الصدد ارتات السياسي التقرب من المختصين النفسانيين والاجتماعين من أجل توضيح وتقريب هذه الفكرة اكثر وقد بادر الأخصائيين بتقديم جملة من النصائح لصالح الفرد والمجتمع. نفسانيون ينصحون بالتقييم الإيجابي للذات وفي ظل انتشار نظرة التشاؤم في الأوساط الاجتماعية التي أعاقت تطور العديد من المجتمعات تقول المختصة في علم النفس شباكي عائشة أنه يجب على الإنسان أن يكون قنوعا بمكتسباته وأن يتفاءل ويجب أن تكون لديه نظرة أمل حتى يستطيع أن يبلغ هدفه المرجو وعلى أي فرد يريد تحقيق أهدافه والوصول إلى مبتغاه المنشود أن يترك كل القلق والتوتر الذي قد يصيبه وأخذ القرار الصحيح للتخلص من كل المواقف السلبية التي توجد في حياته وعلى الإنسان أن يتحلى بالشجاعة اللسانية حتى يتجاوز كل الصدامات والعوائق التي تجعل منه ضحية تدفع به للتراجع إلى الوراء دون تحقيق ذاته في كل المجالات التي تخص حياته الشخصية ، ومن جانب آخر يضيف المختص النفساني رزقي رشيد : قائلا أن قضية التفاؤل مرتبطة بدرجة أولى بشخصية الفرد لأن هناك شخصية انبساطية وهي متفائلة ولها علاقة اجتماعية كبيرة مع المحيط الاجتماعي، وهناك شخصية انطوائية تتميز بانطواء الذات وهذه الشخصية ليس لها تواصل مع المجتمع ولها نقص فيما يعرف بالتفاؤل والحديث عن النظرة التفاؤلية يؤدي بنا للحديث عن التفاؤل الواقعي واللاواقعي، فبالنسبة للأمر الأول يكون وفق معطيات الشخص وإمكانياته في رفع التحدي وفق متطلبات الواقع، أما الآخر فيميز الشخصية الاندفاعية التي لا تقدر الخطر في الحياة والصدمة تكون عندما يكون عدم توافق بين الطموح والإنجاز وفي هذا الاتجاه يوجه المختص في علم النفس نصيحة مفادها على كل فرد في المجتمع أن يعرف إمكانياته وفي مختلف المجالات لأن التفاؤل يجب أن يتوافق والقدرات الشخصية للإنسان وعلى أي شخص تجنب الأفكار السلبية وتغييرها بنظرة إيجابية وعلى الإنسان أن يقيم شخصيته تقييم ايجابي وأن يرفع التحدي لمواجهة صعوبة الحياة وفق طاقاته الشخصية . اجتماعيون: الإيمان والسعادة هما الطاقة التي تدفعنا للتفاؤل وعلى وقع الأفكار السلبية وغياب التفاؤل الواقعي يقول الأستاذ بوسعادة رشيد المختص في علم الاجتماع إن التفاؤل هو نعمة من نعم الله وصفة من صفات المسلم وعلى الإنسان أن يحمد الله على ما أعطاه لان من تفاءل خيرا يجده لذا فمن أراد بلوغ العلا وركوب سفينة التقدم ما عليه سوى التفاؤل والمضي قدما وعن غياب الثقافة التفاؤلية في اوساط العديد من الأسر الجزائرية يقول أستاذ علم الإجتماع حنطابلي أن الثقافة التفاؤلية تعني أن المجتمع لديه نظرة ايجابية على فهم الأحداث وهذا بالرغم من الظروف القاسية التي قد تعيق عمل الفرد فإذا كانت هناك منطقية في سير الوقائع يكون تفاؤل، فالمستوى الوحيد الذي يمكن للفرد أن يستمد منه تفاؤله هو البعد الروحي والديني فمهما كانت الأمور مأساوية فعلى الفرد العمل لتحقيق سعادته لان السعادة هي التي تجعل الفرد يكتسب نظرة تفاؤل وإذا تعذر تحقيقها تكون له نظرة تشاؤم فعلى الفرد أن يترك نفسه أمام أمر الواقع ومواجهة هذا التشاؤم والعمل من اجل بلوغ اكبر قدر ممكن من السعادة التي هي أساس التفاؤل في وسطنا الاجتماعي فالمتفائل في حياته يكون غالبا ناجحا ومنتجا في حياته، ويضيف أستاذ علم الإجتماع أن نظرة الفرد تكون متوازنة لأنه يرى الإيجابيات ويرى السلبيات ويذكر كل منهما في المكان و التوقيت المناسبين لكي لا يشيع جو الإحباط بهدف الإصلاح والتغيير الإيجابي وتكون نظرة تفاؤلية في الوسط الاجتماعي ويبقى الإيمان هو الطاقة الروحية التي تحررنا من الأفكار السلبية والله يقول {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} فالسيطرة على الأفكار السلبية لابد أن تنبع من نفس وإرادة الإنسان بحد ذاته.