حذر أبو عبد الله غلام الله، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، من بعض الأفكار الدخيلة، التي تمس الاستقرار الفكري والديني ووحدة الأمة الجزائرية، منوها إلى وجود أيادٍ من الخارج تبحث من خلال أفكارها على موطئ قدم ويد في المسجد بهدف الهيمنة على تركيبة المجتمع الجزائري. ودعا غلام الله في الكلمة التي ألقاها أمس، خلال اللقاء الوطني لمفتشي ومعتمدي الولايات، بدار الإمام بالجزائر العاصمة، جل بيوت الله المتربعة على مستوى القطر الوطني، إلى ضرورة لعب دورها بشكل فعال مردفا بالقول لابد أن تكون لمساجدنا كلمة واحدة نافعة ورابطة للأمة الجزائرية ودور في التقارب والتوافق والانسجام من أجل فكر واحد ومنهج واحد وهو القرآن الكريم والسنة النبوية ، مضيفا هناك صراع بين الأفكار ومفاهيم الدين، ولكي تحيا الجزائر في استقرار لابد من التشبث بما فسره علماء الجزائر من خلال القرآن والسنة ، خصوصا وأن العلماء يختلفون من منطقة إلى أخرى، على غرار علماء المشرق وعلماء إفريقيا وغيرهم فلكل منهم أفكاره لكن لا يمكن فرض هذه الأخيرة على المجتمع الجزائري، كما حذر وزير الشؤون الدينية والأوقاف من اللائكية التي قال بتعدد ألوانها عن طريق التيارات التي أوهنت المجتمعات الإسلامية ولحد الساعة تعاني من هذه الأفكار وتريد أن توجد في المجتمع الجزائري من خلال المؤسسة الروحية الدينية المتمثلة في المسجد أو من خلال رواد من المصلين . من جهة أخرى، أوضح غلام الله أن هذا اللقاء جاء من أجل البحث عن ماهية هذه الأفكار التي تريد أن تفرض نفسها بنفسها في بيوت الله، ولهذا يجب البحث عن الحلول من خلال المسجد ، مشددا على ضرورة عدم تسييس الدين باعتبار أن السياسة التي تلبس الدين حسبه هي تشتيت للصفوف وزرع للفتنة وخلق عدم الانسجام، بالإضافة إلى تدارس السبل الكفيلة للتصدي للتيارات الخارجية والأفكار الدخيلة علينا، والتي تهدد تماسك المجتمع الجزائري كالتنصير التشيع والتكفير، والتي تغلغلت للمساجد وحاولت بعض الأطراف جعلها مكانا للفرقة وهي في الأصل عنصر للجمع بين المسلمين . وفي هذا الصدد أشار عيسى ميقاري أن التيارات الفكرية الدخيلة على المجتمع الجزائري هي خطر عليه خصوصا التشيع والسلفية، مسترسلا نحن ضد التشيع الذي يمس بوحدة المجتمع من خلال زرع الطائفية التي تجعل الدين مشكلا وتختزل الهويات ما يؤدي إلى تفجير البلد ، وحذر ذات المتحدث من الفكر الشيعي الذي يقوم باللعب على المشاعر، مؤكدا على وجود التشيع في البلاد، منتقدا بعض المؤسسات الإعلامية التي قال أنها تتناول هذا الفكر الدخيل بطريقة فجة، داعيا إلى الوحدة المذهبية التي أشار أنها تحمي المجتمع الجزائري. من جهته أكد المفتش العام بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، أن المفتشين سيتعرفون خلال هذين اليومين على هذه الحركات الدخيلة من جانبها النظري والعلمي ومحاولة معرفة ملامحها وطريقة التعرف عليها حينما تتغلغل إلى المساجد، وإيجاد طرق تحصين المجتمع من مثل هذه الأفكار.