تراجع إنتاج السمك ببومرداس سنة 2013 وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من سنة 2014 بشكل كبير، حيث انخفض لأدنى مستوياته، مما تسبّب في ندرة كبيرة في العرض، نجم عنها التهاب الأسعار. ولم تتجاوز الكمية المنتجة من السمك الأزرق والأبيض إلى غاية نهاية سنة 2013 ال7600 طن، حيث تراجعت بنحو 3600 طن أي بنسبة تتجاوز ال30 بالمائة مقارنة بسنة 2012، وانعكست هذه الندرة في الإنتاج سلبا على الأسعار حيث فاقت منذ شهر ديسمبر 2013 وإلى غاية اليوم كل التوقعات بتجاوز الكيلوغرام الواحد من منتوج السردين سقف ال500 دج لتصل إلى 600 دج في فترات متفاوتة من السنة لدى بائعي التجزئة وتتراوح بين 300 و400 دج عند بائعي الجملة بالموانئ. ورغم الصعوبة التي تلاقيها المصالح المعنية في تحديد هذه الظاهرة السلبية بدقة، إلا أن رئيس غرفة الصيد البحري، علي بوليسية، أرجع ذلك إلى جملة من العوامل أبرزها اضطراب الأحوال الجوية التي ميزت هذه السنة بطولها حيث حالت دون الخروج المكثف لسفن الصيد إلى عرض البحر حيث لم يتمكّن الصيادون بميناء دلس من الخروج، إلا لمدة 20 يوما مقابل ما يزيد عن 100 يوم في السنوات الماضية. كما تعود هذه الظاهرة، حسب المصدر، وعدد من الصيادين القدامى بميناء دلس إلى عوامل أخرى من بينها العراقيل الإدارية التي تحول دون حصول الصيادين على التراخيص الضرورية للصيد في الوقت المناسب وعدم توفر التجهيزات الضرورية للقيام بالإنتاج في أحسن الظروف. يضاف إلى أسباب التراجع في الإنتاج كذلك تصاعد وتيرة تلوث مياه البحر، بسبب التفريغ المباشرللفضلات ومختلف الملوثات من قنوات صرف المياه إلى جانب عوامل أخرى طبيعية، حيث صرح في هذا الصدد، أحد الصيادين القدامى بأنه تمر بعض السنوات تهجر فيها أسراب السمك السواحل لتعود إليها بعد سنوات. يذكر أن ساحل الولاية الممتد على طول 90 كلم من أعفير شرقا إلى بودواو البحري غربا يضم تسعة شواطئ رسو وثلاثة موانئ رئيسية بقدرة استيعاب لأسطول بحري يقدر ب409 وحدة. وينشط على امتداد هذا الساحل أكثر من 4.000 حرفي وصياد حيث يناهز عدد الصيادين المبحرين المسجلين ال3700 صياد والباقون هم عبارة عن حرفيين.