يضطر الكثير من السائقين هروبا من الإزدحام المروري الخانق بالطرق الرئيسية، إلى سلك طرق ثانوية مستعملين سرعة جنونية تهدّد حياة الأطفال، ما أرغم العديد من الأولياء إلى وضع ممهلات عشوائية أمام منازلهم درءا للخطر الذي قد يتعرض له أبناؤهم. وفي سياق متصل، أكد احد المواطنين، أن أصحاب السيارات أضحوا يسلكون الطرقات الثانوية فرارا من الازدحام الشديد لحركة المرور، مما يسبّب حوادث المرور نتيجة السرعة المفرطة، مضيفا أن هذه الممهلات وضعت من اجل التقليل من السرعة. وأضاف المتحدث انه شخصيا لاحظ على مستوى الحي الذي يقطن فيه ببلدية بوزريعة أصحاب السيارات وهم يعانون لساعات طوال من ازدحام حركة المرور على محور بوزريعة - شوفالي بالعاصمة وهو ما يدفعهم إلى سلك الطرق الثانوية. وبالمقابل، يرى مواطن آخر أن الأمر ينعكس سلبا على حياة المارة، سيما مع السائقين الذي لا يتحلون بأدنى مسؤولية، مستعملين سرعة جنونية في سبيل استدراك تأخرهم دون مراعاة التهديد الذي يشكّلونه على الراجلين، خاصة الأطفال في مثل هذه المسالك الضيقة. بينما اعتبر مواطن آخر، لجوء بعض الأولياء لوضع ممهلات أمام منازلهم وفي الأحياء الضيقة أمرا مشروعا بنظره، لما لها من تأثير إيجابي وإلزام السائقين المتهورين بالتمهل حفاظا على أرواح الأبرياء. وتجدر الإشارة إلى أن الاختناق المروري قد يولّد ضغطا نفسيا واجتماعيا على السائقين، سيما أولئك الذين تعتبر القيادة مصدر رزقهم الوحيد، في ظل الطوابير اللامتناهية من السيارات عبر الطرقات الرئيسية، وفي هذا الشأن، تساءل الأستاذ في علم النفس الاجتماعي، الدكتور مزيان، إن كانت الممهلات المرورية حقّقت أهدافها وإن كانت قدّمت النتائج المرجوة، ليجيب بالنفي، مستدلا بإحصائيات حوادث المرور التي تبرز عكس الهدف المرجو من وضع الممهلات. وتأسف المتحدث من كون ظاهرة الإفراط في السرعة عولجت بطريقة غير علمية سيما وان حوادث المرور والنرفزة يعتبران نتاج نفسية السائق وتنشئته التي تبقى من مهمة الأخصائيين الأكاديميين خاصة وانه من سمات السائق الجزائري التوتر والضغط النفسي منذ خروجه من البيت صباحا. وشدّد الأستاذ في علم النفس الاجتماعي على ضرورة التحلي بالشجاعة والذهاب إلى الظاهرة مباشرة، لان الجزائري أضحى اليوم يجد طريقة للهروب من الممهلات ويتجه نحو جهة أخرى لان الممهلات تنطبق عليها القاعدة الجزائرية كل ممنوع مرغوب. ورغم وضع مئات الممهلات لحماية أطفالنا وأفراد عائلتنا من حوادث المرور، تبقى الجزائر في طليعة الدول الأكثر تسجيلا لحوادث المرور في العالم، فإلى متى تبقى طرقاتنا مشانق تزهق فيها الأرواح يوميا؟.