علمت المشوار السياسي من مصدر متابع لقطب تنسيقية التغيير من أجل الانتقال الديمقراطي ، أن حرباً باردة قد تكون اندلعت بين أبرز الشخصيات الوطنية المنضمّة إلى هذا القطب، من أجل ترؤّسه أو زعامته، ويقول نفس المصدر أن كل من رئيس الحكومة السابق مولود حمروش، وعلي بن فليس وعبد الرزاق مقري، بدأ كل واحد -على حياد- بحشد أصوات وأحزاب من أجل الظفر برئاسة هذا القطب، حيث بدأت الكَولسة في الاجتماع الأخير. ويقول المصدر أن مولود حمروش يكون قد كسب تأييد بعض القيادات من الحزب المنحل وشخصيات أخرى والتي ترفض ترؤّس مقري لهذا القطب، أما بالنسبة لمقري فقد بدأ هو الأخير العمل في الكواليس لأجل ترؤس هذا القطب، وحسب مصدرنا يكون قد ربط تحالفا خفيا مع جاب الله وجيلالي سفيان وبن بيتور وبعض الأحزاب المجهرية المنضمّة إلى هذا القطب، نفس الشيء بالنسبة لعلي بن فليس المرشح السابق للرئاسيات، والذي مني بهزيمة ثقيلة في الاستحقاقات السابقة، والذي يكون قد بدأ هو الآخر اتصالات وراء الستار تحضيرا لتزعمه لتنسيقية التغيير من أجل الديمقراطية ، وحسب المصدر يكون بن فليس قد نال نوعا من التزكية من طرف الأرسيدي وبعض الحركات غير المؤسّسة. وفي نفس اتجاه ما أوردته مصادرنا، طل محسن بلعباس الأمين العام للأرسيدي عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك لينتقد في العديد من النقاط، فحوى الندوة الوطنية الأولى، موضحا وجود تكتلات داخل القطب تدافع كل منها عن مصالح تتوافق مع مصالحها وتخدم جهة على حساب أخرى، ويبدو أن محسن بلعباس بدوره يريد الدخول على الخط لعله يظفر بقيادة هذه التنسيقية أو فرض جناحه داخل هذا القطب. ويبدو أن القطب الذي يدّعي البحث عن التغيير الديمقراطي لا يستطيع هو نفسه أن يجسده داخل صرح سياسي احترف المقاطعة حتى على مطالبه. وللإشارة، فإن كل المشاركين في هذا القطب كانت من أهم مطالبهم الأساسية تعديل الدستور، وحينما كان لهم ذلك من خلال الإصلاحات التي أعلنها الرئيس بوتفليقة رفضوا الدعوة التي وجهت لهم من أجل المشاركة في إنشاء دستور توافقي، ويقول متتبعون أن كل قيادات هذا القطب تقريبا مدركة تماما أنها لا تزن شيئا على الأرض ولا امتدادا جماهيريا لها، لأنها شاركت في الحكم لزمن طويل ولم ترنا ما تقوله اليوم، بل بالعكس هاهي الجزائر اليوم سائرة قدما نحو التقدم والحداثة على جميع المستويات ومختلف الأصعدة، وهذا ما يلمسه المواطن يوميا على أرض الواقع. ويقول المتتبعون أن الشخصيات الوطنية المشاركة لا يهمها إلا التموقع ومحاولة الرجوع عن طريق الضغط والمعارضة من أجل المعارضة فقط، بعد أن فشلت في الصندوق، ويبدو أن الحرب التي تكون قد اندلعت بين حمروش وبن فليس ومقري هي أكبر دليل على أن أغلب المنضمين لهذا القطب يبحثون على التموقع والمصالح الشخصية، بعيدين كل البعد عن انشغالات المواطن البسيط وتطلعات الشعب.