تحتفل الشرطة اليوم بعيدها ال52 منذ تأسيسها وعبر أكثر من نصف قرن أثبتت مصالح الأمن الوطني تميزها وريادتها إقليميا وقاريا، ويعرف الجهاز تطورا كبيرا على كل المستويات خاصة ما تعلق منه بالسياسة الجوارية المتبعة التي تمكنت من تحقيق أهدافها، كما أن الإعتماد على أحدث التقنيات جعلها تخطو خطوات هامة في اتجاه فك خيوط أي نوع من الجرائم، وهو ما يظهر من خلال اختيار الدول الإفريقية استقبال الجزائر لمقر منظمة القارية للشرطة أفري بول ، عرف جهاز الشرطة تطورا كبيرا تظهر نتائجه بشكل جلي في تواجد عناصره الميداني من جهة، وازدياد الطلب الإقليمي والقاري على الإستفادة من تجربة المديرية العامة للأمن الوطني في العديد من المجالات الأمنية، هذا التميز يبرز من خلال مرافقة عناصر الشرطة ليوميات المواطن بسياسة جوارية حققت نتائج إيجابية، وتحسن مستمر في الخدمات الأمنية المقدمة، كما عرف منتسبي جهاز الشرطة تقدما في الجانب الإجتماعي من خلال جملة من التدابير التي كان قد أقرها اللواء عبد الغني هامل المدير العام للامن الوطني لتكفل بكل انشغالات عناصر الشرطة ومتقاعدي الجهاز، بداية من القانون الخاص وصولا إلى انشغالات السكن، وقد تأسست المديرية العامة للأمن الوطني، بمرسوم في الثاني والعشرين جويلية من سنة1962، وسلمت المهام لأول مدير عام للأمن الوطني من طرف مندوب النظام العمومي في الهيئة المؤقتة، المنشأة وفقا لاتفاقيات إفيان والمنصبة غداة وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962 بالمنطقة المسماة بالصخرة السوداء( ببومرداس). ومن أولويات المهام المنوطة بالمديرية الجديدة آنذاك، هي ملء الفراغ المتروك عقب الرحيل الجماعي لجميع موظفي الشرطة الفرنسية، الذين كانوا يمثلون الأغلبية الساحقة المكونة للشرطة آنذاك.وقد شكلت العناصر الجزائرية المتبقية من هذه الشرطة النواة الأولى للشرطة الجزائرية، بعد أن انضم إليهم في تلك الفترة إطارات قدموا من تونس والمغرب وكان عددهم لا يتجاوز المئة، كما التحقت بهم مجموعة أخرى من الشبان برتبة محافظ شرطة عددهم ثلاثين بعثت بهم جبهة التحرير الوطني إلى أكاديمية الشرطة بالقاهرة خلال السنتين الأخيرتين للثورة التحريرية، وكانت مساهمتهم حاسمة في التكوين آنذاك. ويشرف وزير الدولة، وزير الداخلية والجماعات المحلية، الطيب بلعيز، رفقة اللواء عبد الغني هامل، المدير العام للأمن الوطني، اليوم بالمدرسة العليا للشرطة –علي تونسي- بشاطوناف –الجزائر- على مراسيم الحفل الرسمي لإحياء الذكرى ال52 لعيد الشرطة الجزائرية، بحضور عدد من أعضاء الحكومة، شخصيات سامية في الدولة وممثلين عن المجتمع المدني والأسرة الإعلامية. خلال هذا الحفل، سيتم ترقية عدد من إطارات ومستخدمي الشرطة إلى رتب عليا –من مراقب شرطة إلى حافظ شرطة- إلى جانب تكريم مدراء عامون سابقون للأمن الوطني، موظفوا شرطة المحالين على التقاعد وكذا مجموعة من الطلبة، أبناء موظفي الشرطة، الناجحين في شهادة الباكالوريا، بتقدير جيد جدا، كما سيتم الاحتفال بهذه المناسبة عبر كامل التراب الوطني.