سطّرت الأفواج المنخرطة في الكشافة الإسلامية الجزائرية برنامجا ثريا يضم عدة نشاطات تنوعت بين ما هو تربوي وترفيهي وتطوعي، خاصة في موسم الصيف، ومن بين هذه الأفواج، نذكر فوج 8 ماي المتواجد بسطيف، ولمعرفة نشاطاته وأهدافه، حاورت السياسي سمير فوزي البكري، قائد الفوج، الذي أكد على أهمية العمل الكشفي الميداني، خاصة التطوعي منه. بداية، هلاّ عرفتمونا بفوج 8 ماي الكشفي؟ - تأسّس فوج 8 ماي 1945 في سنة 2008 من طرف قادت وشباب كانوا منخرطين في فوج سيتيفيس الكشفي الذي يعد الفوج الأم، فاختار فوج 8 ماي شق طريقه بعيدا عن الفوج الأم بنشاطات كشفية متعدّدة، يتكون الفوج من 10 قادة و2 قائدات و25 كشافا و13 زهرات. أما مرحلة المتقدم، فتضم 20 منخرطا و15 جوالة ويتميز الفوج عن غيره باحتوائه على 2 طباخين يرافقونهم في الرحلات الصيفية، خاصة في المخيمات، التي نقوم بتنظيمها خارج مدينة سطيف. لماذا سمي الفوج بهذه التسمية؟ - كانت تسمية الفوج تمجيدا لشهداء مجزرة 8 ماي 1954 وذلك لرد الإعتبار، ولو بالقليل، على تقديمهم الحرية لنا. وماذا عن النشاطات التي تقومون بها؟ - نشاطاتنا ذات طابع تربوي وتعليمي لأعضاء الفوج ولكافة شباب سطيف، نقوم بنشاطات تثقيفية لتنمية ثقافة الفرد ونشاطات اجتماعية، منها حملات توعوية ضد الآفات الاجتماعية، التي أصبحت تشكّل خطرا على الشباب، فانتشار آفة التدخين والمخدرات باتت تشكّل رعبا وسط الفئة الشبابية، ففي كل موسم صيف، يسطّر فوج 8 ماي برنامجا ترفيهيا من رحلات سياحية إلى مناطق أثرية وبحرية وأيضا مخيمات صيفية على شاطىء البحر لفائدة أعضاء الفوج ومحتاجي بلدية سطيف. أما بنسبة للأعياد الوطنية التي نحن على مقربة منها، فنقوم باحتفالات على مستوى البلدية في عيد الاستقلال و1 نوفمبر، أما بخصوص شهر رمضان، فقد كانت لنا وقفة تطوعية بعدة برامج متنوعة حيث قمنا بتنظيم مطاعم الإفطار بالتنسيق مع فوجين آخرين بالبلدية، فكنا نجهز وجبات محمولة ونوزعها في الطريق العام على عابري السبيل، كما قمنا أيضا بتوزيع حوالي 300 وجبة يوميا طيلة شهر رمضان الفضيل، وبخصوص عيد الفطر، فقد قمنا بتوزيع كسوة العيد على أيتام المنطقة. أما البرنامج المهم الذي سطّرناه، فهو برنامج يوم عيد الأضحى حيث يقوم أعضاء الفوج بجمع اللحوم وجلود الأضحية في صبيحة العيد ويأتون بها إلى المقر، لنقوم بتقسيمها بالتعادل وتوزيعها على محتاجي المنطقة، أما الجلود فنقوم ببيعها لمصنع الجلود والمال المجمّع نوزعه أيضا لفائدة المحتاجين والأيتام. إلى ما تهدفون من وراء جل هذه النشاطات؟ - نهدف إلى خدمة المجتمع وتربية نشء صالح ينفع نفسه وغيره، فهدفنا خيري وتطوعي حيث نسعى لنشر العمل الخيري بين الشباب وتعلّم مد يد العون للمحتاج بدون مقابل. ما تقييمكم لهذه الأعمال مقارنة بالسنوات الماضية؟ - هذا العام كانت قليلة جدا بالنسبة للسنوات الماضية بسبب ظروف مادية، لكن نطمح، إن شاء الله، تقديم الأحسن وذلك لتنمية العمل التضامني وإعادة البسمة على وجوه اليتامى والمساكين. ما مصدر دعم الفوج؟ - المصدر الأولي من القادة، فالمخيمات وأيضا الشباب المنخرطون، نقوم بجمع كل ما نقدر عليه، يعني مصدر ذاتي، وتأتينا مساعدات أيضا من المحسنين والتجار المعروفين بسطيف، فمازال كاين الخير . كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - أشكر جريدة المشوار السياسي على اهتمامها بالحركة الكشفية والنشاطات المقدّمة من طرفها، وعبر منبركم، أوجّه نداء إلى السلطات المعنية والبلديات لإعادة الإعتبار للأفواج الكشفية حتى نتمكّن من بلوغ الأهداف المسطّرة، من خلال تكويننا للأفواج ولمساعدة أكبر عدد ممكن من المحتاجين، قصد تنمية العمل الخيري والتضامني في المجتمع.