تسعى العديد من الجمعيات الى التخفيف من معاناة فئات مختلفة في المجتمع وإدماجها، من خلال عدة نشاطات تقوم بها لفائدتها وهذا ما تعمل عليه جمعية الورود لترقية الفتاة بولاية المدية، والتي تعمل من خلال نشاطاتها المختلفة على تغيير واقع المرأة الجزائرية، خاصة الماكثة بالبيت، وللتعرف أكثر على عمل الجمعية، حاورت السياسي رئيستها، ليلى بن قرطبي، التي أكدت على ضرورة مشاركة المرأة في العمل التطوعي من أجل بناء الوطن وتغيير واقع أفراده. بداية، هلاّ عرفتنا بجمعية الورود لترقية الفتاة؟ - جمعية الورود هي جمعية حديثة النشأة، أخذت فكرتها من انشغالات البنات اللائي اكتشفن انه باستطاعتهن تنميق وتحسين والإبداع وتطوير الحرف التقليدية عن طريق الوسائل العصرية، كما تتيح المجال لكل البنات خاصة، والنساء عامة للترويج لكل ما هو مكبوت داخليا، وقد تأسّست في 6 أكتوبر 2011 على مستوى ولاية المدية وتضم الآن حوالي 150 منخرط، أغلبهم طلبة جامعيون. وماذا عن النشاطات التي تقومون بها؟ - تهتم الجمعية بكل ما يخص المرأة من مهن وحرف، فنحن لدينا نوادٍ مختلفة في الجمعية منها ما يعلمهن الخياطة ومنها الطبخ وصناعة الحلويات ومنها كذلك مختلف الصناعات التقليدية التي تحتاجها الفتاة والمرأة بصفة عامة في حياتها ويمكنها من خلالها ان توفر مصدر رزق لها، كما ان الجمعية تهتم بكل ما هو تقليدي بطريقة عصرية في ولاية المدية، حيث أننا نشارك في إحياء جميع المناسبات الوطنية ونشارك في مختلف التظاهرات والمعارض والصالونات التي تقام على المستوى الوطني، حيث نقوم خلالها بعرض مختلف نشاطات الجمعية وأعمال النسوة، بالإضافة الى أننا نمثّل ولاية المدية بعرض تقاليدها وعاداتها، مثلا نقوم كل سنة بإحياء عيد الخريف في المدية وهو تقليد دأبت المدينة على إحيائه بعرض ما تشتهر به هذه المدينة العريقة من مأكولات وألبسة. وهل لكم نشاطات أخرى تُذكر؟ - بالإضافة الى ما سبق ذكره، فإننا ننشط في المجال الخيري، التطوعي، حيث نقوم في كل مرة بحملات تحسيسية حول مختلف المخاطر التي تواجه الشباب والمجتمع وذلك بالتنسيق مع مديرية الأمن الولائي للمدية. كما نقوم كل رمضان بعملية ختان جماعي للأطفال المعوزين والأيتام على مستوى المنطقة ونقوم بتوزيع كسوة العيد على المحتاجين وقد قمنا هذه المرة بمسابقة حفظ القرآن الكريم لكبار السن حيث قمنا بتكريم الفائزات وتوزيع هدايا معتبرة تقديرا لجهودهم في الحفظ، وبالنسبة لفئة كبار السن، فإننا في كل مناسبة نقوم بزيارة دار العجزة وقضاء بعض الوقت معهم حتى يحسوا بالجو العائلي. وهل للجمعية مشاركات دولية؟ - نعم، كانت لدينا بعض المشاركات الدولية، آخرها كان في تونس الشقيقة من خلال توأمة خلال الصالون التونسي - الجزائري للصناعات التقليدية بمدينة سوسة الساحلية، حيث شاركت الجمعية بعدة تخصصات تشتهر بها المدينة من ألبسة وحلويات وتشكيلة من الأعمال الخزفية التي كانت من صنع الفنان التشكيلي محمد شنوفي. كما كانت لدينا مشاركة في لبنان في ملتقى وطني حول العمل التطوعي أين عرضنا تجربة الجمعية في هذا المجال ووقفنا على تجارب عديدة من دول مختلفة. إلى ما تهدفون من وراء هذه الأنشطة؟ - الهدف الأول هو مساعدة المرأة وعائلتها، خاصة الذين يعانون ظروفا معيشية صعبة، كما أننا نسعى الى توفير مناصب عمل تغنيها عن السؤال وتغيير واقع المرأة في ولاية المدية خاصة القاطنة في المناطق الريفية والنائية، كما نعمل على إحياء تراث هذه المدينة العريقة وإيصال صداه حتى خارج الوطن وإعادة عصرنته مع ما يتماشى ومتغيرات الحياة. من أين تتلقى الجمعية دعمها المالي؟ - في إطار دعم السلطات المحلية للجمعيات، فإننا نتحصل كل سنة على دعم مالي معتبر ولكنه لا يكفي لتغطية جميع النشاطات وهناك العديد من المحسنين الذين يحبون عمل الخير وما تقوم به الجمعية، فيدعموننا في مختلف الأنشطة والأعمال الخيرية التي نقوم بها. هل من مشاكل تواجهكم أثناء العمل؟ - الآن الجمعية بدون مقر وهو أكبر مشكلة تعرقل نشاطنا الآن، خاصة ونحن بصدد استقبال إخواننا التونسيين في إطار التوأمة التي قامت بها الجزائر مع تونس وذلك في الصالون الجزائري - التونسي حيث نأمل ان توفّر لنا السلطات مقرا في القريب العاجل. كما ان نقص الإمكانيات المادية تحد أحيانا من عملنا حيث ورغم ان العديد من الناس تدعمنا، إلا انه يبقى ناقصا بالنظر الى الأهداف والمشاريع التي نسعى الى تحقيقها. كيف ترون واقع المرأة من خلال العمل الجمعوي؟ - المرأة الجزائرية محبة للعمل وتريد ان تساهم في تغيير واقع شقيقتها، خاصة الماكثة في البيت، فهي دخلت كل المجالات بما فيها المجال التطوعي، الخيري، الذي أثبتت فيه جدارتها كون المرأة معروفة بعاطفتها وميولها لكل ما هو خيّر. كما ان الدولة الجزائرية فتحت لها أوسع الأبواب من أجل المضي قدما في العمل وتطويره والمساهمة مثلها مثل الرجل في بناء الوطن وتغيير واقعه وحاله. هل من مشاريع مستقبلية تحضّرون لها؟ - لقد قمنا، أول أمس، باختتام الحملة التحسيسية التي تم تنظيمها بغرض التحسيس بداء السكري و ضرورة الكشف المبكّر له من أجل تفادي آثاره الجانبية، ونحن الآن بصدد التحضير لمشروع بالتنسيق مع الحماية المدنية لولاية المدية، حيث سنطلق دورة تكوينية حول الإسعافات الأولية للمرأة الماكثة بالبيت، حتى تتفادى الأخطار المنزلية وتتعلم كيفية التصرف في الحالات المستعجلة داخل البيت. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - أشكر جريدة المشوار السياسي على هذا الحوار الذي أتاح لنا الفرصة من أجل التعريف بجمعيتنا وإيصالها للرأي العام، كما أشكر كل من يساهم في إنجاح الجمعية وأخص بالذكر منهم نوال ظريفي والدكتور يوسفي عبد القادر وبلكحل حسان ومحمد شنوفي، الذين يقدمون دائما الأفضل للجمعية، كما أتمنى لكم ولنا مزيدا من النجاح.