تعمل الجمعيات الخيرية بكل ما أوتيت من قوة على ضمان استمرارية العمل التطوعي ليس فقط في المناسبات الدينية والوطنية والعالمية، بل السعي من أجل تطوير وتحسين النشاطات في مجالات مختلفة وجعلها تمشي على وتيرة منتظمة و فاعلة في المجتمع، ولعل من بين هذه الجمعيات التي تحرص على تحقيق ذلك الجمعية الجزائرية للشباب المثقف بولاية وهران، وللتعرف أكثر عن نشاطات وأهداف هذه الأخيرة حاورت السياسي رئيس المكتب الولائي للجمعية محمد بلعون والذي أكد على أهمية العمل الخيري ووجوب القضاء على المناسباتية التي قد تنقص من قيمة هذا العمل الذي هو في حاجة إليه العديد من العائلات المعوزة. بداية، هلاّ عرفتنا بالجمعية الجزائرية للشباب المثقف؟ هي جمعية وطنية تأسست في فيفري 1995 تم تأسيسها من قبل أشخاص كانوا منخرطين في العمل الكشفي وهم أصحاب ذوو خبرة في العمل التطوعي من أسجل إحياء كل ما هو ثقافي، تضامني، اجتماعي، وغيرها، بالعلم أن كثافة ولاية وهران كبيرة جدا ونسبة الشباب بها حسب الإحصائيات الأخيرة يمثل 80 في المئة من سكانها، لذا سعينا على استغلال طاقاتهم في العمل الخيري، ويصل عدد المشاركين فيها إلى أكثر من 250 شاب. فيما تتمثل النشاطات التي تقومون بها؟ إن النشاطات التي نقوم بها عديدة ومتنوعة وتشمل كل الجوانب الثقافية والاجتماعية والترفيهية والتضامنية، مثل مشروع إدماج سجناء الأحداث اقل من 12 سنة، وسطرنا لهم أكثر من نشاط داخل المؤسسة العقابية مثل مسابقات دينية كمسابقة فارس القران ، وصلاة التراويح جماعية معهم، كما قمنا بتنظيم ندوة فكرية داخل السجن بتاريخ بمناسبة إحياء ذكرى غزوة بدر، كما قمنا ايضا بتنظيم مائدة إفطار جماعي لهؤلاء المتواجدين بذات المؤسسة، وعلى غرار هذا قمنا بتنظيم دورات وهذا بالتنسيق مع عدة نوادي تابعة للجمعية، والتي من بينها النادي التربوي المسمى ب دار الأرقم الكائن بحي شعبي الذي يعرف نقص كبير في العمل التطوعي لذلك اخترناه للقيام بنشاطات تربوية للمتمدرسين وغير المتمدرسين مثل التربية المدنية و تنمية روح المواطنة لدى الأطفال، وأيضا النشاطات الأخرى التي نقوم بها منها توزيع الوجبات الساخنة على عابري السبيل وهي حملة بدأت منذ 13 نوفمبر 2013 إلى غاية الشهر المنصرم وكان لها صدى كبير من جانب وسائل الإعلام والسلطات المحلية، بالإضافة الى ذلك نقوم بتنظيم زيارات ميدانية منتظمة و أخرى أسبوعية لزيارة دور العجزة والمستشفيات مثل المؤسسة الإستشفائية المتخصصة في أمراض السرطان بوهران، ودار الطفولة المسعفة بنين ، وعلى غرار هذه النشاطات توجد نشاطات أخرى في الجانب الثقافي إذ يقوم النادي الفني المسرحي بفرقته كريستال المتكونة من ألف طالب الذين قدموا الكثير من العروض الشباني، والفرقة الإنشادية التي تضم فرقة الراب الملتزم الذي يعنى بتوصيل رسائل وطنية هادفة، وهناك أيضا نادي الفنون التشكيلية، بالإضافة إلى هذه النشاطات نقوم بخرجات ترفيهية مثل زيارت شباب الجمعية الى ولاية تلمسان. وماذا عن الحملات التحسيسية التي تنظمونها؟ أعضاء الجمعية هم متبرعين منتظمين إذ كل أسبوع نتبرع بالدم ونقوم بحملات تحسيسية عندها في الأحياء الجامعية ووسط المدينة و غيرها لتحسيس الشباب بضرورة التبرع بالدم، كما شاركنا في حملة الانتخابات من اجل توعية المواطنين بواجب أداء الانتخاب. وهناك حملة الإنسان وهو مشروع خيري لتهذيب الأخلاق في المجتمع، لنشر القيم والأخلاق مثل قيمة التسامح المحدد القيام بها في شهر رمضان المبارك المقبل، وقيمة التعايش، قيمة السلام، وفي 5 ديسمبر قيمة التطوع لنشر قيمة العمل الخيري لدى شباب وهران. ونحن مقبلين على شهر رمضان، ما هي تحضيراتكم لهذا الشهر؟ ومع اقتراب شهر رمضان عملت الجمعية على تسطير برنامج خاص بهذا الشهر، حيث سنقوم بتوزيع قفة الخير على أكثر من 500 أسرة معوزة واليتامى والمعوزين، وكما سبق وذكرت سنقوم بإجراء مسابقة فرسان القرآن في طبعتها الثانية، وأيضا تنظيم حملة كسوة العيد والتي نهدف من خلالها إلى رسم البسمة في وجوه هؤلاء المحتاجين. ما مصدر الإعانات المتحصل عليها؟ إن قوة الجمعية تكمن من خلال استقلالها المادي، لذلك نسعى دائما لإنجاح نشاطاتنا في الاعتماد على أنفسنا من خلال اشتراكات أعضاء الجمعية وعلاقاتنا التي تتقدم بمساعدتنا، كما لا يمكن إنكار مساعدات المحسنين لنا. إلى ما تهدفون من وراء جل هذه النشاطات؟ هدفنا هو تأدية واجبنا اتجاه الوطن، والعمل على تحقيق شعارنا وهو رؤية جديدة للعمل الخيري والتطوعي والسعي لجعله منظم وأهم هدف هو تغيير النظرة السلبية الموجهة لشباب وهران، وإيصال النظرة الحقيقة له إذ يعتبر شباب فعال وإيجابي ويحب العمل التطوعي والابتعاد عن المناسباتية في العمل الخيري. ما تقييمكم للعمل الجمعوي؟ العمل الجمعوي لايزال يفتقد لاحترافية وفعالية أكثر، إذ تسيطر على نشاطاته المناسباتية، على سبيل المثال في عيد المرأة الكل يكرم المرأة في عيد المرأة، لكن جمعيتنا تكرمها في عيد المرأة وأيضا في باقي أيام السنة من خلال تنظيمنا للعديد من الزيارات لدور العجزة وتقديم بعض الهدايا الرمزية لهم وهذا في سبيل تكريمها على مدار السنة، وهذا بهدف كما سبق ذكره للقضاء على المناسبتية في العمل التطوعي التي تنقص من قيمته، وعلينا العمل على القيام بدراسات قاعدية وميدانية عن طريق لجان ومسؤولين وخبراء لتنظيم وتطوير العمل الخيري وهذا نظرا لأهميته في وسطنا الاجتماعي. كلمة أخيرة نختم بها الحوار؟ في الأخير، أتقدم بالشكر ليومية (السياسي) على هذه الالتفاتة الإعلامية، وأوجه نداء إلى الشباب للأخذ بيد الجزائر إلى بر الأمان عن طريق العمل التطوعي وتطوير المجتمع المدني.