تهتم العديد من الجمعيات الناشطة في إطار العمل الجمعوي بمساعدة ومساندة العائلات المعوزة وذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها من الفئات والشرائح المهمّشة من المجتمع، إلا أن تلك التي تهتم بواقع الأم والطفل وواقع المرأة جد قليلة، ومن بين الجمعيات التي اختارت منهجها الإهتمام بكل ما له علاقة بالأم والمرأة والطفل، جمعية البيت السعيد الناشطة على مستوى إقليم ولاية البليدة، وللتعرف أكثر على الجمعية ونشاطاتها المتنوعة، حاورت السياسي رئيسة الجمعية، سعيدة الطاهر، التي أكدت على أهمية سعادة الأسرة، لأنها ضمان استمرار الحياة. * بداية، هلاّ عرفتنا بجمعية البيت السعيد ؟ - الجمعية الاجتماعية البيت السعيد لرعاية الطفولة وحماية المرأة، هي من بين الجمعيات الناشطة في إطار عمل المجتمع المدني، تأسّست في شهر أكتوبر 2013، تنشط في بلدية بني مراد بولاية البليدة، وهي جمعية خيرية ذات طابع اجتماعي، ثقافي، تهتم بصفة خاصة بالطفل والأم والمرأة بصفة عامة، لأن سعادة الأسرة هي ضمان لاستمرار للحياة، وعليه، فنحن نسعى لتحقيق أكبر قدر ممكن من السعادة في المجتمع من خلال جل النشاطات المتنوعة التي نقوم بها على مستوى الجمعية من طرف أعضائها الناشطين. * فيما تتمثل النشاطات التي تقومون بها؟ - تقوم جمعيتنا بعدة نشاطات متنوعة لخدمة الفرد والمجتمع في ولاية البليدة، ومن بين الأنشطة التي نقوم بها، تعليم الخياطة والطرز والحلويات ومختلف الأشغال اليدوية والحرف التقليدية التي تقوم بها النساء الماكثات بالبيت. أما بالنسبة للأطفال، فإننا نقوم بتقديم دروس الدعم لهم في مختلف المواد والأطوار الدراسية، كما أننا نقوم بمتابعتهم نفسيا من خلال إجراء مقابلات عيادية نفسية خاصة بمرضى الأرطفونيا، خاصة الأطفال الذين يعانون من مشاكل عائلية والتفكك الأسري وأخذهم في رحلات ترفيهية استكشافية. أما بالنسبة للمرأة، فإن الجمعية تتكفل بها نفسيا وكذا اجتماعيا من خلال جلسات نفسية للنساء اللواتي تعانين من ضغط أسري ومشاكل وكذا استشارات قانونية وكلهن مسجلات في الجمعية، وتقوم الجمعية بأيام تحسيسية وندوات وإحياء مختلف المناسبات الدينية والوطنية مثل عيد الاستقلال والمولد النبوي الشريف وغيرها من الأعياد. * على غرار هذه النشاطات، هل من نشاطات أخرى تذكر؟ - إن النشاطات سالفة الذكر تكون خاصة بالمسجلين على مستوى الجمعية، على غرار ذلك، فإننا نخصص، ضمن ميزانيتنا المحدودة، نشاطات خيرية لفائدة العائلات المعوزة، كما نقوم بتنظيم زيارات للمستشفيات وتقديم هدايا للمرضى خاصة الأطفال، والوقوف على متطلباتهم ومساعدتهم قدر الإمكان، وذلك وفق متطلبات وإمكانيات الجمعية. * باعتباركم تهتمون بالحرف والصناعات، هل كانت لديكم مشاركات في المعارض؟ - بالطبع، كانت لدينا مشاركات في عدة معارض ومن بينها مشاركتنا في معرض الكتاب والصناعة الحرفية، حيث قمنا بتكريم جل الأعضاء الذين قاموا بإنجاح هذا المعرض وتكريم بعض الأطفال المشاركين في المعرض. * ما هو مصدر الإعانات المتحصل عليها لمزاولة جل هذه النشاطات؟ - تعتمد الجمعية على اشتركات الأعضاء الذين يبذلون قصارى جهدهم من أجل رسم البسمة على وجوه المحتاجين رغم قلة الإمكانيات وشحها، بالإضافة الى تبرعات المحسنين ممن يهمهم العمل الخيري والتطوعي في ولاية البليدة. * هل من مشاكل تحد من عملكم؟ - في الحقيقة، فإن نقص الدعم هو أكبر عائق تواجهه الجمعية مقارنة بحاجة العائلات المعوزة والفئات المحرومة في المجتمع، فهناك من تمنعهم عزتهم وكرامة نفسهم من مد اليد للسؤال، لذلك نسعى لتقديم المساعدة على أوسع نطاق، بالإضافة الى بعض العراقيل الإدارية التي تتعمدها بعض الإدارات باعتبارنا جمعية فتية وحديثة النشأة. * وماذا عن مشاريعكم المستقبلية؟ - ونحن مقبلون على شهر رمضان المعظم، الذي يعد شهرا للرحمة والغفران، قررنا توسيع عملنا الخيري من خلال تجسيد مشروع توزيع قفة رمضان للمحتاجين وتنظيم ختان جماعي، إن شاء الله، في أواخر الشهر الكريم. ونسعى، بالتنسيق مع جمعية الأمل و الأطلس البليدي الى تنظيم زواج جماعي. * كلمة أخيرة؟ - في الأخير، لا يسعني إلا أن أشكر جريدة المشوار السياسي ، التي تعد أول جريدة فسحت للجمعيات الخيرية المجال للتعريف بنشاطاتها وأعمالها، فالعمل الخيري يحتاج الى دعم سواء كان ماديا او معنويا، فهو يعتبر دافعا للمضي قدما نحو الأفضل.