تجمع الكشافة الإسلامية الجزائرية بين التربية والتعليم وبين الترفيه، حيث تقوم أفواجها الموزعة عبر أنحاء الوطن بنشاطات مختلفة، ومن بين الأفواج التي تحرص على تقديم تربية سليمة للأطفال وفق ديننا الإسلامي، فوج العقيد سي الحواس ببلدية برج الكيفان بالعاصمة، والذي استطاع، منذ 5 سنوات من التأسيس، أن يزرع البسمة في وجوه العديد من المحتاجين، خاصة الأطفال المرضى والمحتاجين، كما استطاع أن يرسم للعديد من الكشافين الناشطين بداية مستقبل مشرق حتى يكونوا فاعلين لأنفسهم ومجتمعهم، وللتعرف على النشاطات التي يقوم بها الفوج والبرنامج الذي يمشي وفقه، حاورت السياسي مسؤول الإعلام الخاص بالفوج، صيد مناد، الذي أكد على أن الفوج يولي اهتماما كبيرا للعمل الخيري. هلاّ ذكرتنا بتأسس فوج العقيد سي الحواس ؟ - فوج العقيد سي الحواس الناشط في بلدية برج الكيفان من بين الأفواج الكشفية التي تأسّست في 26 أفريل 2009 وهو ينتمي للكشافة الإسلامية الجزائرية، حيث ينقسم الى فرعين، الأول ينشط في حي سي إسماعيل والثاني في حي فايزي، يضم سنويا حوالي 110 كشاف منقسمين الى الوحدات الكشفية الثلاث، بالإضافة الى الزهرات ويؤطرهم عدد من القادة يعملون وفق برنامج سنوي يوفق بين النشاطات التربوية. وماذا عن نشاطاتكم الكشفية الأخيرة؟ - النشاطات التي نقوم بها متنوعة بين النشاطات الكشفية والتي تكون وفق ما تعمل عليه جميع الأفواج الكشفية في مختلف أنحاء الوطن، حيث نقوم بإحياء المناسبات الوطنية والدينية والمشاركة في الاحتفال بها كالاحتفال بعيدي الاستقلال و الثورة وذلك بعروض مختلفة ومسيرات في شوارع العاصمة. كما نقوم بنشاطات تربوية خاصة للكشافين كمشروع الطفل المسلم ويتمثل في تعويد الطفل الصغير على الصلاة في المسجد، كما نقوم برحلات ترفيهية مثل المخيمات الصيفية التي منها ما يكون تربويا ومنها ما يكون ترفيهيا، كما نقوم بتنظيم دورات في كرة القدم وذلك في مختلف المناسبات. أما الجانب الآخر، فهي نشاطات خيرية مثل الحملات التحسيسية حول مختلف الآفات والظواهر الاجتماعية وذلك بالتنسيق مع المؤسسات التربوية حيث يشاركوننا كذلك في حملات التنظيف والتي كان آخرها قبل أيام بمشاركة 230 طفل من المستوى الابتدائي، كما ننظّم من فترة لأخرى حملات التبرع بالدم لفائدة المرضى في المستشفيات، حيث استطعنا في آخر حملة قمنا بها جمع 80 كيسا من الدم، والحمد لله. أما النشاطات الخيرية، فإننا نقوم بمساعدة الفئات المحتاجة في المجتمع، فخلال شهر رمضان، قمنا بتوزيع قفة رمضان على العائلات المعوزة في المنطقة، كما قمنا بفتح مطعم الرحمة الذي قدّم وجبات للمحتاجين، بالإضافة الى توزيع وجبات ساخنة على عابري السبيل، كما قمنا ايضا بمبادرة ختان لفائدة الأطفال الأيتام وأطفال العائلات المحتاجة وقمنا خلال الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل بتوزيع كسوة العيد بهدف إدخال البسمة على وجوه الأطفال. وبخصوص مناسبة عيد الأضحى؟ - خلال عيد الأضحى، قمنا بزيارات ميدانية الى المستشفيات ودور العجزة أين قام الكشافون بقضاء وقت رائع الى جانب هذه الفئة المحرومة، كما قمنا بعدة نشاطات من أجل إدخال الفرحة الى قلوبهم منها توزيع أكياس بها هدايا حيث وزعنا في مستشفى مصطفى باشا 80 كيسا من الألعاب على الأطفال وهي المبادرة التي استحسنها العديد من المرضى وعمال المستشفى. إلى ما تهدفون من وراء جل هذه النشاطات التي تقومون بها؟ - يسعى الفوج من خلال هذه النشاطات الى تطبيق الأهداف التي أسّس من أجلها والتي تعمل على تكوين الطفل وتعليمه وفق الأخلاق والمبادئ التي نص عليها ديننا الحنيف، حتى يكون رجل المستقبل يعول عليه في إكمال مسيرة الشهداء في بناء الوطن ويكون صالحا لنفسه وينفع غيره ومجتمعه. هل كانت لديكم مشاركات في المحافل الدولية أو الوطنية؟ - بالنسبة للمشاركات، فإننا شاركنا في عدة نشاطات مع أفواج أخرى خارج العاصمة وذلك في عدة مناسبات، كما كانت لدينا مشاركات دولية في مخيم صيفي خاص بالكشافين في تونس الشقيقة، كما أننا الآن نعمل على أن نمثّل الكشافة الإسلامية الجزائرية في المحافل الدولية أحسن تمثيل. من أين يتلقى الفوج دعمه المالي؟ - المال الذي نسيّر به مختلف نشاطات الفوج يكون من مساهمات القادة الذين يبذلون المال والجهد لإنجاح مختلف النشاطات الخيرية التي نقوم بها دون ان ننسى مساهمات أهل الخير. هل من مشاكل تعيق عملكم؟ - المشكلة الأولى التي نعاني منها هي غياب المقر، فنحن ننشط في إحدى الابتدائيات ببرج الكيفان وفي بعض الأوقات تمنعنا مديرة المدرسة من ممارسة نشاطاتنا مما يعرقل أعمالنا وفي بعض الأحيان نضطر الى إلغاء بعض النشاطات لهذا السبب، كما أننا نعاني من نقص الدعم المالي الذي يبقى ناقصا بالنظر الى الظروف التي يعيشها الكثير من الناس الذين نعمل على مساعدتهم، بالإضافة الى مشكلة معنوية وهي غياب ثقافة العمل التطوعي والعمل الكشفي لدى العديد من الناس، خاصة بعض الأولياء. بصفتك قائدا ماذا يمكنك قوله لكشاف اليوم؟ - الكشافة مدرسة ورسالة تربوية هادفة، وبصفتي قائد فوج العقيد سي الحواس ، فأنني أعمل على غرس حب العمل الخيري بالدرجة الأولى لدى الأطفال، فمن خلال مختلف الأعمال التطوعية الخيرية التي قمنا بها، لاحظت حب الأطفال للعمل الخيري فهو يحسسهم بآلام الآخرين ومعاناتهم ويغرس فيهم حب الغير، كما انه يجمع بين رسم البسمة على وجوه المحتاجين ورفع الغبن عنهم وبين إرضاء الله، سبحانه وتعالى، فالكشافة تكوّن وتربي الأجيال. كلمة أخيرة نختم بها؟ - أشكر جريدة المشوار السياسي على هذه الالتفاتة الإعلامية الطيبة التي تعد دعما لنا من أجل المضي قدما في طريق العمل الخيري، كما تعد تحفيزا للأطفال الذين يبذلون جهدا كبيرا في مختلف النشاطات، خاصة وأنهم يقسمون وقتهم بين الدراسة والعمل الكشفي.