تهتم الكشافة الإسلامية الجزائرية بالعمل التطوعي الخيري، الذي تهدف من خلاله إلى مد يد العون ومساعدة المحتاجين في المجتمع ويظهر ذلك من خلال جملة النشاطات التي تسعى اليها الأفواج الكشفية التابعة لها والتي من بينها فوج الشيخ بيوض بولاية غرداية، الذي استطاع، منذ تأسيسه، أن يحقّق مجموعة من الأهداف. وللتعرف أكثر على هذا الفوج، حاورت السياسي صالح عقونة، القائد العام للفوج، الذي أكد على ضرورة تفعيل العمل الكشفي والخيري في المجتمع. كيف كانت بداية فوج الشيخ بيوض ؟ - الفوج هو من بين الأفواج المنبثقة عن فوج الإخلاص بولاية غرداية، تأسّس في 1962 ونظرا للاكتظاظ فيه، انبثقت منه خمسة أفواج من بينها فوج الشيخ بيوض الذي تأسّس سنة 1995 ويضم الآن 130 كشاف يؤطرهم ثلاثون قائدا ويعملون وفق برنامج سنوي يهتم بالأمور التربوية والاجتماعية للفتية. وماذا عن النشاطات التي تقومون بها؟ - يقوم الفوج بعدة نشاطات تدخل ضمن النشاطات الخاصة بالحركة الكشفية التي تتمثل في المشاركة في الاحتفالات الوطنية خلال مختلف المناسبات الوطنية والدينية، من خلال نشاطات ثقافية مثل عيدي الاستقلال والثورة وإحياء ليلة القدر المباركة والاحتفال باليوم العالمي للطفل، حيث نقوم في كل مرة بتنظيم احتفالات ونشاطات ترفيهية يقوم بها المهرج وبهلوانيون للترفيه عن الأطفال، خاصة الأيتام والمعوزين، حتى نزرع البسمة في وجوههم. كما اننا نقوم بحملات تنظيف وتشجير للأحياء السكنية عبر المنطقة، بالإضافة الى حملات التحسيس حول مختلف الآفات الاجتماعية مثل التدخين والمخدرات وآثارها التي تعود بالضرر على الفرد والمجتمع، كما اننا نقوم بخرجات تدخل ضمن النشاطات الكشفية الخاصة مثل المخيمات التي تكون في العطل، خاصة عطلة الصيف، والتي كان آخرها الى ولاية سكيكدة. وتهدف هذه المخيمات الى زيادة الوعي لدى الأطفال وتعريفهم ببلادهم ووجوب الإعتماد على النفس، كما اننا نقوم بنشاطات أسبوعية ثقافية ورياضية. هل يقوم الفوج بنشاطات خيرية؟ - العمل الخيري، التطوعي من أولوياتنا حيث نساهم في مساعدة الغير ورفع الغبن عنهم وفق إمكانياتنا من بينها التويزة وهي المساعدة في مختلف الأنشطة التطوعية، مثلا إذا أراد شخص محتاج بناء منزله او ترميمه، يقوم أعضاء الفوج بمساعدته خلال العمل كما أننا نشارك في جني الزيتون ومساعدة الفلاحين في ذلك، على غرار النشاطات الرمضانية التي نقوم بها بهدف مساعدة المحتاجين وذلك من خلال توزيع الوجبات وتحضيرها في موائد الرحمة. احتفلنا مؤخرا بعيد الأضحى، فماذا قمتم بخصوص هذه المناسبة؟ - بخصوص عيد الأضحى المبارك، قمنا بجمع مبلغ مالي معتبر استطعنا من خلاله شراء ثلاثة أضاحي قمنا بذبحها وتوزيعها على العائلات المحتاجة والمعوزة في المنطقة، بالإضافة الى زيارات للمرضى في المستشفيات بغية مشاركة المرضى فرحة العيد. إلى ما تهدفون من وراء جل هذه النشاطات؟ - الهدف الأول الذي نعمل على تحقيقه هو تكوين جيل يتحمّل المسؤولية وينظر الى الحياة بنظرة تفاؤلية وأمل، عكس ما نراه اليوم في شبابنا، بالإضافة الى أننا نعمل على مساعدة الفئات المهمّشة والمحرومة في المجتمع وتقوية روح المحبة والتعاون بين الأطفال حتى يساهموا جميعا في بناء الوطن. من أين يتلقى الفوج دعمه المالي؟ - بالنسبة للدعم، فإننا نوفره من اشتراكات الأعضاء الذين يبذلون جهدا ماليا وبدنيا في تسيير الفوج حيث يتعاونون يدا بيد في إنجاح المشاريع والنشاطات المطروحة ولا نتلقى اي دعم من قبل السلطات المحلية، حيث كانت، في وقت سابق، تساعدنا في التنقل خلال المخيمات، أما الآن، فقد انقطعت مساعداتها الموجهة لنا ولجل الأفواج الكشفية في غرداية. هل من مشاكل تواجهكم أثناء العمل؟ - المشكلة التي تؤثر على عملنا هي نقص الدعم المالي الذي يبقى هاجسا يحد من نشاطاتنا وأعمالنا الخيرية، حيث اننا نضطر الى توقيف بعض المشاريع بسبب نقص الإمكانيات. بصفتك قائدا، هل من كلمة توجّهها لكشاف اليوم؟ - نحن نردّد دائما الكشاف نافع ويساعد غيره ، لذلك نعمل على ان ننشىء علاقات جيّدة بين الفتية الكشافين، كما أتمنى ان ينتفع كل كشاف من الحركة الكشفية، لأنها مدرسة تربي وتهذب ومن انتهل من مبادئها وأخلاقها ضمن الطريق السليم للمستقبل. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - أشكر جريدة المشوار السياسي على هذه الإلتفاتة الإعلامية التي تعد دعما للفوج وللحركة الكشفية للمضي قدما نحو المساهمة في بناء الوطن، كما أشكر كل القائمين على الفوج من قادة وكشافين على المجهودات المبذولة التي نسعى من خلالها الى تطوير الحركة الكشفية.