تعد الحروق من أهم الأخطار المنزلية التي تترصد أطفالنا بسبب الإهمال الأسري، فرغم حملات التوعية والتحسيس من مختلف الحوادث المنزلية، إلا أنها لا تزال تتسبّب في وقوع أضرار جسيمة تتمثل عموما في حروق مختلفة النوع والدرجة، لتبقى الوقاية منها ضرورية في الوقت الذي يجب فيه على الفرد تعلم تقنيات الإسعاف الأولية التي من شأنها أن تنقذ المصاب من مضاعفات خطيرة، وهو ما أكده العديد من المختصين. مختصون: الإهمال الأسري من أحد أسباب الحوادث يتعرض الكثير من الأطفال لحوادث منزلية مختلفة حيث يعتبر الإهمال أو عدم المراقبة الأسرية واحدا من أهم الأسباب التي تزيد من خطورة تعرض الأطفال لمثل هذه الحوادث وهو ما أكدته المختصة في طب الأطفال الدكتور إبراهيمي، حيث يصل إلى قسم الاستعجالات عدة حالات يوميا تعاني من الحروق بمختلف أشكالها والتسمم بمواد التنظيف وغيرها من الحوادث التي تصيب الأطفال نتيجة الإهمال أو قلة وعي الوالدين أو غيرها من العوامل الأخرى، وتمتلئ قاعات الاستعجالات في المستشفيات يوميا بعدد كبير من الأطفال الذين تعرضوا بشكل أو بآخر لحوادث منزلية جعلت أولياءهم يهرعون إلى الاستنجاد بأقسام الاستعجالات، فمنهم من ابتلع مواد خطيرة كمواد التنظيف وغيرها من المواد الأخرى، والنتيجة واحدة أن تعرض الأطفال لحوادث منزلية خطر يومي يترصد الأطفال رغم الحذر الذي تتوخاه أغلب الأمهات. إلا أن الأطفال بحبهم الكبير للاكتشاف وفضولهم الزائد، يعرضون أنفسهم لأخطار جمّة بالإضافة إلى تهاون بعض الأمهات وترك أبنائهم على مقربة من مواد وأماكن خطيرة، لتضيف في ذات السياق محدثتنا، أن أغلب الحوادث المنزلية التي تقع في محيط المنزل تأتي نتيجة الإهمال وعدم المراقبة المستمرة للأطفال، فلو تحلى الأولياء بقليل من الحذر والحيطة، لجنّبوا أبناءهم حوادث خطيرة مثل التي نراها يوميا وهو ما يبرهن ان أغلب الحوادث التي يتعرض لها الأطفال في مجتمعنا تكون نتيجة الإهمال غير المتعمّد من الأولياء وعدم مراقبة أبنائهم بصورة كبيرة، خاصة خلال فترة العطل المدرسية التي تزداد فيها نسبة تعرض الأطفال للحوادث بشكل كبير خاصة في محيط المنزل. الحوادث المنزلية سبب إصابة حوالي 50 بالمائة بحروق ومن جهته، كشف المختص نور الدين. ب ، أحد المختصين في الجراحة بأحد العيادات الخاصة ان حوالي 50 بالمائة من الأطفال المحروقين سببه الإهمال في المنزل بالإضافة الى هذا، فإن الحالات التي تم تسجيلها تبرز من جديد مدى خطورة الطابونة وغيرها من اللوازم المنزلية والمواد الكيميائية التي كانت ولازالت السبب الرئيسي في أغلب الحوادث التي تصيب الأطفال وتتسبّب لهم في حروق خطيرة نتيجة أو الإهمال أو الغفلة، كما سبق ذكره. كما أن تزايد مخاطر الإصابة بالحوادث المنزلية حاليا بات يفرض على الأسر الجزائرية توعية جميع أفرادها بخطورة المواد الكيميائية الموجودة بالمنزل وغيرها من الأمور التي تشكّل خطرا على صحة أطفالنا، وذلك بتكثيف الحملات التوعوية، خاصة فيما يتعلق بأهمية عدم دخول المناطق المرشوشة بالمبيدات وبعض مواد التنظيف إلا بعد فترة. وتتعدّد الحوادث المنزلية لتشمل مختلف الحروق الناتجة عن تناول المواد الكيميائية بسبب وجودها في قارورات غير مخصصة لها أو توفرها في مكان قريب من متناول الأطفال، فكم من طفل تعرض لحروق بسبب قارورة روح الملح وغيرها من المواد الكيمائية، فلذا على الأولياء أخذ الحيطة والحذر لتفادي هذه الحوادث التي يمكن أن تكون مميتة في أغلب الأحيان.