تقوم العديد من الجمعيات والمجموعات الخيرية على المستوى الوطني بعملية التحسيس في الكثير من المناسبات، حتى يتفادى المواطنون مختلف المخاطر التي تحدق بهم، ومن بين الجمعيات الحريصة على ذلك والتي تعمل على توعية الأفراد في المجتمع، جمعية الأمل للتوعية والرقي الاجتماعي ، وللتعرف عن قرب على أعمال هذه الجمعية ونشاطاتها، حاورت السياسي يونس بن نات، رئيس الجمعية، الذي أكد على ضرورة وأهمية التوعية في المجتمع. بداية، متى تأسّست جمعية الأمل للتوعية والرقي الاجتماعي ؟ - الجمعية ذات طابع اجتماعي، توعوي، تأسّست في جوان 2014 ببلدية كلافة بالشلف والهدف من تأسيسها هي الرقي بالمجتمع من خلال توعية المواطنين خاصة الشباب منهم بكل الأخطار الاجتماعية التي تحدق بهم، فنحن مجموعة شباب جمعنا حب الوطن والرغبة في بنائه وتطويره الى تكوين الجمعية ويصل عددنا الآن الى حوالي 34 عضوا دائما ويزيد العدد في مختلف النشاطات التي نقوم بها. فيما تتمثل الأنشطة التي تقومون بها؟ - يرتكز عملنا على الجانب التوعوي، التحسيسي، فقد قمنا بعدة حملات تحسيسية في مختلف المناسبات مثل اليوم العالمي لمكافحة المخدرات أين قمنا بتنظيم يوم مفتوح حول الظاهرة، بالإضافة الى تنظيم ملتقى خلال هذا اليوم وكان تحت إشراف أساتدة ومختصين وكان موضوع الملتقى حول نظرة القانون وحكم الشريعة في المخدرات كما نظمنا أياما تحسيسية حول الحمى القلاعية وكيفية الوقاية منها من خلال توزيع مطويات على المواطنين، كما قمنا بحملة تحسيسية خلال بدء الموسم الدراسي حول التنشئة بالأخلاق والتربية وكذا التسرب المدرسي من أجل التقليل من التسربات المدرسية التي تشهدها مؤسساتنا التربوية سنويا، وكان الملتقى من تنشيط أساتدة وأخصائيين نفسانيين. كما نقوم بالاحتفال بالمناسبات الوطنية والدينية، كما نظمنا حفلا بمناسبة عيد الثورة قمنا من خلاله بعدة أنشطة منها عرض فيلم وثائقي من إعداد بعض الأعضاء حول الثورة التحريرية ومشاركة مجاهدي المدينة فيها. هل هناك تجاوب من قبل المجتمع مع هذه الحملات؟ - في بداية العمل، كانت الاستجابة متواضعة حيث تغيب ثقافة العمل الخيري لدى الفرد الجزائري، لذلك واجهنا بعض الصعوبات أبسطها كانت تمزيق المطويات واللافتات التي كنا نلصقها على الجدران لكن إرادة شباب الجمعية كانت أقوى من ذلك وواصلنا العمل الى ان استطعنا، في غضون اشهر، ان نستقطب المئات من الشباب والمواطنين خلال الحملات التحسيسية وكذا خلال الأعمال التطوعية. على غرار العمل التوعوي، هل لديكم نشاطات أخرى؟ - نحن نركّز، بشكل كبير، على العمل التحسيسي، لكننا نقوم بنشاطات أخرى مثل زيارة المستشفيات خاصة في الأعياد وتقديم بعض الهدايا لهم من ألعاب بالنسبة لقسم الأطفال وزيارة لدور الطفولة المسعفة، كما نقوم بحملات تنظيف الساحات العمومية كما تقوم الجمعية بمساعدة الفئات المحتاجة وذلك حسب الإمكانيات المتوفرة لديها. وماذا عن نشاطاتكم المقبلة؟ - خلال الأسبوع المقبل، بحول الله، سيتعاون أعضاء الجمعية فيما بينهم ونقوم بتنظيف مقبرة البلدية وهذا النشاط يدخل ضمن الحملات التي تقوم بها الجمعية لخدمة الصالح العام حيث سنخصص يوما كاملا نقوم خلاله بعملية تنظيف وننزع الأعشاب الضارة من على القبور، كما سنقوم بعدها بتنظيم يوم تحسيسي حول المواطنة لفائدة الشباب خاصة، ويكون ذلك ككل مرة تحت إشراف دكاترة وأخصائيين لما للموضوع من أهمية باعتبار المواطنة أعلى درجات الوطنية. إلى ما تهدفون من وراء جل ما تقومون به؟ - بناء الوطن والرقي به يبدأ من خلال توعية أفراده على جميع الأصعدة، فهناك حكمة تقول الوقاية خير من العلاج ونحن نسعى الى التقليل من كل المظاهر والآفات والأخطار التي يمكنها ان تهلك المجتمع وتفتك به على المدى القريب والبعيد ومهما كانت حتى لا نتحمّل عواقبها، بالإضافة الى ان التوعية تكون خاصة بشباب هذا الوطن، فهم الركيزة الأساسية في المجتمع ونحن كشباب يكون التواصل بيننا أفضل وأسهل. من أين تتلقى الجمعية دعمها المالي؟ - منذ بداية التأسيس ونحن نعتمد على أنفسنا في كل ما يخص عمل الجمعية، أولها الدعم المادي حيث ان الأعضاء يدفعون من مالهم الخاص من أجل تسيير شؤون الجمعية، فلا السلطات المحلية ولا المحسنين يشاركوننا في الأمور المالية، وهو ما أصبح يشكّل عائقا للجمعية حيث أننا نملك الفكرة والإرادة إلا ان غياب الدعم المالي يحد من نشاطاتنا، بالإضافة الى البيروقراطية الإدارية التي تقف أمامنا في كل مرة. هل هناك آفاق تطمحون إليها؟ - لم يمر على تأسيس جمعيتنا سوى عام، لكن، الحمد لله، بدأت ثمرة أنشطتنا تظهر، رغم أننا لم نصل الى الهدف الأسمى الذي أسّسنا من أجله الجمعية وهو الرقي بالمجتمع، نحن في بداية الطريق ونأمل ان نوسّع أنشطتنا على المستوى الولائي وحتى الوطني، بإذن الله، لان العمل التوعوي جزء وأمر ضروري لا يستغنى عنه في بناء الوطن. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - أشكر جريدة المشوار السياسي على هذه الالتفاتة الإعلامية الطيبة، كما أتمنى ان يكون الجميع شريكا في العمل التوعوي وأشكر بدوري جميع الأعضاء على المجهودات التي يبذلونها في العمل.