تهتم العديد من الجمعيات من خلال جملة النشاطات التي تقوم بها بفئة الشباب لضمان تكوينهم ومساعدتهم في جميع مجالات الحياة، وهو ما تسعى إليه جمعية الصحة لسيدي الهواري الناشطة بولاية وهران والتي تأسّست من أجل خدمة الشباب في المنطقة ومساعدتهم على تخطي مشاكل الحياة وتحدي الظروف الاجتماعية التي تحبط من عزيمتهم وإرادتهم. وقد استطاعت الجمعية، منذ تأسيسها، تكوين المئات من الشباب وإدماجهم في الحياة المهنية وللتعرف أكثر على نشاطات هذه الأخيرة، حاورت السياسي بريكسي كمال، رئيس الجمعية، الذي أكد على ضرورة تكوين الشباب وإدماجهم في الحياة المهنية. بداية، متى تأسّست جمعية الصحة لسيدي الهواري ؟ - جمعية الصحة من بين الجمعيات التي توجه نشاطها بصفة خاصة الى الشباب وهي جمعية ذات طابع اجتماعي، ثقافي تسعى الى توجيه الشباب الى ممارسة المواطنة. ومن أهدافها: - المحافظة على الثرات المادي وغير المادي وذلك بإحياء الإشعاع الثقافي لحي سيدي الهواري العريق وتكوين وإدماج الشباب المهمّش في عالم الشغل عن طريق مدرسة الورشة. فيما تتمثل النشاطات التي تقومون بها؟ - تقوم الجمعية بتكوين الشباب في مختلف المجالات والحرف من خلال مدرسة خاصة بالجمعية، كما أشرت سابقا، مثل الحرف القديمة، النحت على الحجر، الحدادة، اللباس التقليدي وغيرها من الحرف، بالإضافة الى العمل على توفير مناصب شغل للشباب المتكون حيث تكون لهم متابعة خاصة أثناء التكوين وبعده. كما نقوم بعدة معارض لإحياء الصناعات التقليدية والقيام بنشاطات ثقافية في المؤسسات التعليمية مثل الثانويات والجامعات او في الساحات العمومية والتي نذكر منها معرض الصناعة الجهوية الذي دام ثلاثة أيام واستقطب العديد من الزوار حيث زاره أكثر من 200 شاب وهو موجه خصيصا لفئة الشباب، كما تسعى الجمعية الى الحفاظ على المناطق الأثرية وترميمها كما هو الحال بالنسبة لمقر الجمعية، حيث يعود بناؤه الى سنة 1708 م وقد استطاعت الجمعية ترميمه وتحويله الى مركز أثري جميل. وقد قمنا كذلك بإطلاق قافلة تعرف بالحضارة الجزائرية سواء كانت عربية او إغريقية او أمازيغية او إسلامية تجوب أنحاء الوطن، بالإضافة الى نشاطات متعلقة بالرسم والموسيقى. وماذا عن نشاطاتكم الاجتماعية؟ - عندنا نشاطات أخرى موجهة للمجتمع المدني تتمثل في التوعية والتحسيس في مجال الصحة حيث نقوم بالتنسيق مع عدة مؤسسات بتنظيم حملات تحسيسية من مختلف الأمراض مثل تلك الناجمة عن التدخين والأمراض المتنقلة من خلال الجنس وكذا الآفات والظواهر الاجتماعية كالعنف والقيام بنشاطات متعلقة بحماية البيئة ونظافتها مثل حملات التنظيف والتشجير، بالإضافة الى نشاطات متعلقة بمساعدة الشباب في الحياة الاجتماعية. إلى ما تهدفون من وراء جل هذه الأنشطة؟ - نهدف من خلال هذه الأعمال الى زرع ثقافة التنمية المستدامة وتوعية الشباب حتى يكونوا صالحين في المجتمع لأنهم أساسه، بالإضافة الى مساعدتهم على ولوج عالم الشغل وتحدي ظروفهم الاجتماعية وتوفير إرادة قوية لديهم حتى يكونوا أنفسهم ويبنوا مستقبلهم. من أين تتلقى الجمعية دعمها المالي؟ - بالنسبة للدعم، فإنه يكون حسب نوع المشروع ومجاله، فكل مشروع له ممول خاص، فنحن نحضّر ملفا خاصا به ونقدمه للمديرية الخاصة به وهي تقوم بمساعدتنا، بالإضافة الى المساهمات الفردية لأعضاء الجمعية الذين يحرصون على إنجاح الجمعية وتحقيق الأهداف المسطّرة. هل هناك مشاكل تواجهكم في عملكم الجمعوي؟ - ليس لدينا مشاكل محدّدة بل هناك بعض العراقيل التي قد نواجهنا أحيانا مثل غياب الوعي لدى الكثيرين بضرورة العمل الجمعوي، بالإضافة الى نقص الدعم المالي أحيانا، لاننا نهدف الى مساعدة أكبر عدد من الشباب وتكوينهم حتى لا يضيعوا في متاهات لا مخرج منها. وهل من مشاريع مستقبلية تحضّرون لها؟ - الآن نحن بصدد مشروع تكوين 100 منشط اجتماعي من فئة الشباب، كما اننا في بداية الدخول التكويني للمدرسة الخاصة بالجمعية وهناك نشاطات سنقوم بها، بحول اللّه، تعالى. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - نشكر جريدة المشوار السياسي على هذه الإلتفاتة الإعلامية التي تعتبر دعما للجمعية، كما أشكر بدوري كل القائمين عليها الذين يبذلون قصارى جهدهم من أجل خدمة الشباب والوطن.