ينقسم عمل الكشافة الإسلامية الجزائرية بين النشاطات الترفيهية التي تشغل وقت الفتى في ما يعود عليه بالمنفعة وبين الأعمال الخيرية التي تساعد من خلالها الفئات المحرومة والمهمّشة في المجتمع والتي تخصها بمساعدات مالية وعينية، كما تحرص الكشافة على عملية التوعية التحسيس من كل ما يضر المجتمع خاصة فئة الشباب التي تعد الركيزة الأساسية لبناء المجتمع وهذا ما يعمل عليه فوج العلامة عبد الحميد بن باديس ، الذي ينشط على مستوى شرشال بولاية تيبازة، وللتعرف عن قرب على ما يقوم به الفوج من أعمال جعلته مميزا عن غيره من أفواج المنطقة، حاورت السياسي القائد سعدي عبد القادر، الذي أكد لنا على دور الكشافة وضرورة مساهمتها في خدمة وتطوير الوطن. متى تأسّس فوج عبد الحميد بن باديس الكشفي؟ - يعود تأسيس الفوج الى سنة 1962 أي قبل الاستقلال وقد تأسّس على يد الشيخ صحراوي محمد الطاهر وهو أحد أعلام مدينة شرشال، ويلتحق بالفوج سنويا العديد من الأطفال، ففي آخر إحصاء يتعلق بالسنة الماضية، وصلنا الى حوالي 70 منخرطا يؤطرهم 7 قادة. ويحوي الفوج فرقة نحاسية وفرقة صوتية وفرقة تختص بالمسرح، زيادة على هذا، فإنه يضم فرعا خيريا تحت اسم خير شرشال وينضوي الفوج تحت لواء الكشافة الإسلامية الجزائرية. وماذا عن النشاطات التي تقومون بها؟ - أعضاء الفوج يقومون بعدة نشاطات متنوعة ومختلفة متعلقة بالحركة الكشفية وتدخل ضمن البرنامج السنوي للفوج، منها المشاركة في إحياء المناسبات الوطنية والدينية مثل عيد الاستقلال وعيد الثورة وذلك من خلال استعراضات بمشاركة الفرقة النحاسية والفرقة الصوتية للفوج وإحياء مناسبات مختلفة مثل عيد الطفل والقيام بعدة نشاطات ترفيهية خاصة بالأطفال في الساحة الكبرى لشرشال ومشاركة أطفال المنطقة في هذه النشاطات، والقيام بحملات تنظيف على مستوى أحياء و شواطئ شرشال وعمليات تشجير للمحافظة على البيئة والمحيط خاصة ان المنطقة سياحية تحتاج الى عناية واهتمام، إضافة الى الخرجات السياحية، الترفيهية والمخيمات الصيفية التي تهدف الى تكوين الطفل وتحسيسه بروح المسؤولية. وفي إطار الاتفاقية التي أبرمتها الكشافة الإسلامية مع مديرية السجون، فإننا نخصص لهم نشاطات ترفيهية توعوية، منها المسابقات للتخفيف عنهم وقد لاقينا تجاوبا كبيرا من قبلهم حتى ان هناك من غادر المؤسسة العقابية والتحق بالفوج. وهل من نشاطات أخرى تُذكر؟ - كما أشرت سابقا، فإن الفوج يحوي على فرع خاص بالعمل الخيري وهو خير شرشال الذي ينشط في مجال مساعدة المحتاجين والفئات المحرومة في الولاية، فمن بين النشاطات التي نقوم بها، هي الختان الجماعي لفائدة الأيتام وأطفال العائلات المحتاجة كل ليلة قدر في رمضان وكل مولد نبوي شريف، حيث قمنا خلال شهر رمضان هذه السنة بعملية ختان جماعي شملت 25 طفلا، ونقدم مساعدات للأسر المحتاجة مثل مائدة الإفطار الجماعي لفائدة المحتاجين وعابري السبيل و قفة رمضان، كسوة العيد ولحم العيد، حيث يقوم الفتية بجمع اللحوم وتوزيعها على المحتاجين، وفي حال توفر إمكانيات أكثر، نوزع الأضاحي كاملة وهذا ما نعمل على تنفيذه منذ تأسيس الفوج، بغية المساهمة في العمل الخيري والتطوعي الذي ينفعنا وينفع غيرنا الى يوم الدين. العمل التحسيسي التوعوي من أولويات الفوج، فهل من تفاصيل أكثر؟ - نقوم كل مرة بتنظيم حملات تحسيسية توعوية في المدينة حول مختلف الآفات والظواهر الاجتماعية مثل التدخين والمخدرات بالمشاركة مع مختلف المديريات في شرشال وخاصة بالتنسيق مع مديرية الأمن، كما أننا نقصد المتوسطات والثانويات لتحسيس التلاميذ، خاصة المراهقين، حول مخاطر هذه الآفات التي باتت تنخر كيان المجتمع. هل للفوج مشاركات خارج المنطقة؟ - نحن نقوم بتوأمة مع العديد من الأفواج الكشفية خارج الولاية والتي نهدف من خلالها الى تبادل الخبرات بين مختلف الأفواج، وقد كانت لنا مشاركة في عدة حملات تحسيسية ومشاركة خلال مهرجان الأنشودة الذي أقيم بمدينة سطيف بمشاركة فرقة فوج عبد الحميد بن باديس الصوتية. ونحن الآن نعمل على ان تكون لدينا مشاركات دولية، إن شاء الله، لتحقيق الأهداف السامية والعالية للكشافة الإسلامية الجزائرية. إلى ما تهدفون من وراء جل هذه الأنشطة؟ - الهدف من وراء أعمالنا هو توعية الشباب الجزائري حول مختلف الأخطار المحيطة به، كما نسعى الى تكوين الطفل من 15 سنة فأقل والعناية به حتى يصبح قادرا على تحمّل مسؤولية نفسه وأسرته والمساهمة في بناء وطنه، فطفل اليوم هو رجل المستقبل. كما أننا نهدف من وراء الأعمال الخيرية الى مساعدة المحتاجين والتخفيف عنهم وتعزيز روح التعاون والتآخي بين أفراد المجتمع وفق ما أمرنا به ديننا الحنيف. من أين يتلقى الفوج دعمه المالي؟ - يتلقى الفوج دعما من قبل السلطات البلدية في إطار الدعم السنوي الموجّه لفائدة الجمعيات الخيرية والأفواج الكشفية، كما ان هناك من المحسنين من يقومون بدعمنا خلال مختلف النشاطات الخيرية التي نقوم بها ونعتمد بقدر أكبر على مساهمات الأعضاء المنخرطين في الفوج. هل هناك مشاكل تواجهكم أثناء تأدية عملكم؟ - المشكلة الأكبر التي نواجهها هي نقص الإمكانيات المالية، حيث ان الدعم الذي تمنحه لنا الدولة لا يكفي لتسيير الفوج خاصة الفرق التي تحتاج لاهتمام وعناية كما ان هناك دعم المحسنين، إلا انه قليل مقارنة بالاحتياجات الكبيرة للناس في المنطقة. بصفتك قائدا، هل من كلمة توجّهها لكشاف اليوم؟ - لقد ساهمت الكشافة الإسلامية في تحرير الوطن من الاستعمار الفرنسي الغاشم ووقفت الى جانب الشعب، ودورها اليوم لا يختلف عن ذلك الوقت، فعلى الكشاف ان يتحلى بالأخلاق الحسنة ليكون قدوة في المجتمع وأن يرفع التحدي لبناء الوطن والمساهمة في تطويره، فالكشافة مدرسة وتربية قبل ان تكون نشاطات وترفيه. هل من كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - أشكر جريدة المشوار السياسي على هذه الإلتفاتة الإعلامية التي فتحت لنا المجال للتعريف بنشاطات فوج عبد الحميد بن باديس ، وأتمنى لكم التوفيق في أعمالكم ومزيدا من التألق، إن شاء اللّه.