عادت الكثير من العائلات الجزائرية الى استعمال الأنواع القديمة من الأثاث المنزلي، فرغم سحر الأثاث الجديد المستورد، إلا أن الكثير من الأسر، خاصة ربات البيوت، أصبحت تفضّل الأثاث القديم على العصري رغم تميزه بعدة موديلات. وقد يرجع ذلك لأسباب كثيرة منها نوعية الخشب، وهو ما كشف عنه بعض المواطنين ممن التقت بهم السياسي خلال تواجدها بأحد المحلات الخاصة ببيع الأثاث القديم بالقليعة. العائلات الجزائرية تعود إلى الأثاث القديم ونحن نجوب سوق مدينة القليعة، أكبر أسواق بيع الأثاث على مستوى الوسط الجزائري، أبهرنا جماله من غرف النوم وصالونات ومكاتب ومطابخ وغيرها من أنواع الأثاث المستعمل في جميع البيوت، إلا ان الملفت للانتباه هو إقبال الكثير من المواطنين على الأثاث القديم الذي يمتاز بنوعيته الجيّدة حيث لا تزال هذه الأخيرة تحافظ على مكانتها رغم اكتساح السوق العديد من الموديلات العصرية وهو ما لاحظناه خلال تواجدنا بالسوق. ولمعرفة اسباب تمسك العائلات الجزائرية بهذا النوع من الأثاث، يقول محمد، 55 سنة، بائع الأثاث على مستوى السوق، انه معروف عن الجزائريين ذوقهم الرفيع في اختيار ديكورات المنزل، فيقبلون على الموديلات الجديدة، إلا ان الإقبال في الفترة الأخيرة على النوعية القديمة زاد مقارنة بالفترات السابقة، مضيفا ان الكثير من زبائن المحل اشتروا قطع أثاث حديثة لكن نوعيتها رديئة رغم أسعارها المرتفعة هذا ما دفع الكثير من العائلات لأن تعود الى الأثاث القديم. وفي ذات السياق، يقول احمد، الذي وجدناه على مستوى احد المحلات، ان الخشب المستعمل في الأثاث القديم يعد صلبا ومتينا مقارنة بالموديلات الحديثة التي هي عبارة عن خشب رقيق كما ان سعره مناسب وفي متناول الجميع. ومن جهتها، تقول إيمان، ان جل أثاثها القديم لازال سليما وقد اشترت منذ أشهر خزانة لوضع الأواني ولكنها بعد أيام من استعمالها تحطّمت بعض أجزائها بسبب عدم قدرتها على حمل كمية معتبرة من الأواني ما دفعها الى إعادة شراء نوعية قديمة من خزائن المطبخ، وتضيف ان الأثاث المحلي لا يختلف كثيرا عن المستورد. وفي هذا الصدد، يضيف كريم انه رغم كثرة الأثاث المستورد وجماله الا ان اغلب الزبائن يفضّلون الصنع الجزائري بسبب متانته. نوعية الخشب من أسباب إقبال المواطنين عليه وفي ذات السياق، أكد معمر، أحد العمال بمعمل النجارة، انه بانتعاش السوق الوطنية بمختلف الأنواع من قطع الأثاث، عرفت تجارة الخشب نوعا من الركود لكن بعد فترة من ذلك، أصبح الكثير من الناس يبحثون على النوعية الجيّدة للخشب كما ان إنتاجنا المحلي أصبح هو الآخر يعرف التنوع في الشكل واللون ولا يوجد اختلاف كبير ما استرجع للأثاث القديم مكانته ولكن سوق الخشب، حسبما قاله لنا محدثنا، تتعرض أحيانا لندرة ونقص في هذه المادة مما يجعل سعر الخشب يرتفع. محلات بيع الأثاث المستعمل هي الأخرى تنتعش ومن جهة أخرى، فقد عرفت محلات بيع أنواع الأثاث القديم المستعمل هي الاخرى نشاطا كبيرا لعودة العائلات الجزائرية لهذا النوع من الأثاث، وهو ما أعرب عنه كمال، احد بائعي الأثاث المستعمل في رويسو، ان المحل يشهد في الفترة الأخيرة إقبالا كبيرا من طرف العائلات وهو ما استعاد للأثاث القديم بريقه بعد ان تخلت عنه بعض العائلات التي استبدلتها بالموديلات العصرية. وفي ذات السياق، يضيف محدثتنا انه قبل شهر جاءته إحدى السيدات كانت قد باعته طاولة خاصة بالمطبخ لتبدلها بأخرى جديدة لأنها غيرت ديكور مطبخها ولكنها عادت بعد فترة وجيزة تسأل عنها إن كانت لم تبع بعد لإعادة شرائها، كما يضيف صاحب المحل ان اهتمام بعض المواطنين بالمظهر على حساب النوعية دفع بالكثير من الأسر للتخلي عن الأثاث القديم.