تعرف محلات بيع الأثاث في الفترة الأخيرة المتزامنة وعودة موجة الأعراس وانطلاق عملية الترحيل الكبرى التي عرفتها العديد من الأحياء انتعاشا كبيرا، وهو ما لاحظته السياسي خلال جولة قادتها إلى العديد من هذه المحلات. محلات بيع المفروشات تلقى اهتماما من قبل المرحّلين الجدد يشهد سوق الأثاث والمفروشات المنزلية إقبالا كبيرا من قبل المواطنين بغية شراء قطع أثاث جديدة لتزيين شققهم الحديثة، وفي جولة قادت السياسي إلى بعض المحلات والأسواق الخاصة ببيع الأثاث والتي شدّ انتباهنا فيها الإقبال الكبير من طرف الزبائن على السلع المعروضة في هذه المحلات، كانت وجهتنا نحو بلدية القليعة، التابعة لولاية تيبازة، والمعروفة بمحلاتها التي تعرض أنواعا مختلفة لقطع الأثاث المحلية والمستورة، حيث باتت تستقطب أعدادا كبيرة من داخل وخارج الولاية وخاصة من سكان العاصمة، رغم بُعد المسافة نوعا ما، قصدنا أحد المحلات التجارية الذي تميزت بعرض شتى أنواع الأثاث المصنوع محليا وكذا المستورد، التقينا بحميد الذي كان برفقة زوجته وهما بصدد اختيار أرائك لمنزلهما الجديد حيث يقول انهما قدما من بلدية الكاليتوس بالعاصمة وهما من بين المستفيدين من عملية الترحيل التي مسّت حيهم القصديري، ليضيف انه فضّل وزوجته المجيء الى سوق القليعة عن باقي الأسواق والمحلات بعدما سمع بالشهرة التي تعرفها هذه المنطقة بسبب ان الأسعار منخفضة نسبيا مقارنة بأماكن أخرى، وقد قصدا المحل من أجل تجهيز منزلهما بعدما قاما بالتخلص من نصف الأثاث القديم الذي كانا يستعملانه في بيتهما القصديري، كونه لا يليق بشقة لطالما حلما بها. ومن جهتهم، المقبلون على الزواج ساهموا في انتعاش المبيعات، حيث وزيادة على أصحاب العائلات المرحّلة، التقينا ايضا ببعض الشباب المقبلين على الزواج وهم بصدد اختيار إحدى الغرف المعروضة، ومن بينهم، حدثنا أيمن الذي لم يبق عن حفل زفافه سوى 15 يوما ما اضطره للبحث عن غرفة نوم مناسبة تتلاءم وظروفه المادية، أما بدر الدين، الذي قام باصطحاب خطيبته ليقوما معا باختيار غرفة نوم، فيقول انه بدأ رحلة البحث منذ أزيد من شهر والتي جاب فيها العديد من المحلات ليجد اليوم مبتغاه بالقليعة، رغم الأسعار المرتفعة. ..وارتفاع الأسعار يثير استياء البعض منهم ووسط الإنتعاش الكبير الذي تشهده العديد من محلات بيع الاثاث وغيرها من الأجهزة المنزلية، تذمر بعض المواطنين، خاصة أصحاب الدخل المحدود، من ارتفاع الأسعار وهو ما أعربت عنه خولة التي لم تكون راضية عن الأسعار والتي اعتبرتها جد مرتفعة، فتقول انها تحصلت على سكن جديد مؤخرا بعدما تم ترحيلها، حيث تقول ان عملية تجهيز مسكن جديد وتأثيثه من جديد يعتبر عملية صعبة من الناحية المادية، كون الأمر يكلف مصاريف باهضة، لان الامر لا يقتصر فقط على الأثاث بل يمتد للأجهزة الكهرومنزلية التي تعد من الأولويات من حيث الاستعمال، ما أثقل كاهل العديد من الأسر، وقد شاطرها الطيب الرأي بالقول انه قدم لشراء خزانة صغيرة ليجمع فيها ملابسه وملابس عائلته المشتتة منذ رحيله الى مسكنه الجديد، ليفاجأ بعدما وجد ثمن الخزانة الواحدة قد وصل الى 7 ملايين سنتيم ما أثار استياءه الشديد. التجار: الأسعار تختلف حسب النوعية.. لكنها في متناول الجميع ونحن نتجول بين هذه المحلات، تقربنا من بعض التجار ليؤكد لنا محند في هذا الصدد ان عدد الزبائن ارتفع في الأشهر الماضية الأخيرة بصورة ملحوظة، ليضيف إبراهيم، وهو صاحب محل لبيع الأثاث بالقليعة، ان محله عرف، منذ بداية عملية الترحيل، إقبالا ملفتا من قبل العائلات المرحّلة لشراء أثاث جديدة لمنازلهم، ليضيف ان الخزائن وغرف النوم من أكثر قطع الأثاث شراء من طرف الزبائن، أما بالنسبة للأسعار المطروحة، فيقول محدثنا ان الأسعار تعتبر معقولة خاصة بالنسبة للأثاث المصنوع في الجزائر، أما الأثاث المستورد، فأسعاره تعتبر باهضه نوعا ما وليست في متناول الجميع، فمثلا سعر غرفة نوم كاملة مصنوعة محليا يتراوح بين 10 الى 15 مليون سنتيم، أما المستوردة، فثمنها ما بين 25 مليون سنتيم ويصل حتى 30 مليون سنتيم حسب نوعية الخشب المستعمل في صنعها، أما سعر سرير خشبي لمكان واحد، فهو يتجاوز المليون سنتيم، وعن سبب هذا الإرتفاع، ردّ إبراهيم بالقول بأن أسعار الأثاث المحلي جد معقولة مقارنة بالمستوردة والتي يقول ان التجار يشترونها من مصدرها بأثمان مرتفعة ما يجعل نسبة أرباحهم ضعيفة عند إعادة بيعها.