يعاني حي القصايرية بالدويرة من مشاكل جمة، أين يعيش سكانه في وضعية أقل ما يقال عنها أنها بدائية، فالمسالك المؤدية للمنطقة غير معبدة، شبكة الصرف الصحي غير صالحة لتصريف مياه الأمطار، ناهيك عن العديد من المرافق الغائبة سوءا التربوية أو الصحية وغيرها، وهو ما وقفت عليه السياسي عند زيارتها الميدانية لذات المنطقة التي تبدو وكأنها قرية نائية تشهد كثافة سكانية معتبرة، رغم بعدها عن وسط الدويرة بحوالي 03 كلم، ولم ندخل الحي إلا بعد انتهاجنا لمسالك ترابية وعرة وغير معبدة. وتزامنا مع هطول الأمطار المعتبرة خلال الفترة الأخيرة، جعل الحي يبدو وكأنه مستنقع للأوحال، ما تسبب في تصعيب حركة السير والتنقل للراجلين وأصحاب السيارات الذين احتاروا حول كيفية السير به أثناء خروجهم ودخولهم للمنطقة جراء كثرة البرك المائية والانزلاقات، وهي المعاناة التي يتكبدها خاصة فئة العمال والمتمدرسين، هؤلاء الذين يقاطعون الدراسة في أحيان كثيرة لبعد المؤسسات التعليمية عن مقر سكناهم، والتي تبعد بحوالي 03 كلم عن المجمع السكني، ضف إلى ذلك انعدام النقل المدرسي الذي عزل التلاميذ وجعلهم لا يصلون إلى مقاعد دراستهم إلا بشق الأنفس، حيث يقطعون مسافات طويلة سيرا على الأقدام وسط مخاطر حوادث السير. وللتذكير، فإن هذا الحي يفصله عن وسط المدينة طريق سيار يزيد في كل مرة من خوف أولياء التلاميذ عن فلذات كبدهم خاصة المتمدرسين بالطور الابتدائي والمتوسط لما يتربص بهم من مخاطر. وفي ذات السياق، طالب المواطنون بضرورة إنجاز مدرسة ومتوسطة على الأقل بالحي للحد من المشقة والمعاناة، حيث أكد أولياء التلاميذ أن قلقهم لا ينتهي في ظل تواجد الكلاب الضالة بكل الأرجاء جراء الانتشار الواسع للقمامات والنفايات المنزلية على طرفي الطرقات لإنعدام مفرغات عمومية منتظمة خاصة بها ولغياب عمال النظافة الذي يزورون المنطقة إلا نادرا. تسربات متواصلة للمياه دون تحرك المسؤولين لا تتوقف معاناة سكان حي القصايرية عند هذا الحد فقط، إذ وأثناء تواجدنا بالمنطقة عبّر لنا مواطنون ممن التقتهم السياسي عن امتعاضهم الشديد من السلطات المعنية والتي همشت الحي -على حد قولهم-فالقنوات الخاصة بنقل الماء الشروب غير مكتملة وبعضها محطم، ما نجم عنه تسربات عديدة للمياه من دون توقف في وقت لا تزال فيه منازل لم تصل هذه المادة الحيوية لحنفياتهم بسبب سوء الربط في شبكات توزيع المياه، كذلك الأمر بالنسبة لقنوات الصرف الصحي التي تشهد حالة تدهور كبيرة وبعضها مسدودة ولا تقوم بصرف المياه الناتجة عن المنازل كما ينبغي، ناهيك عن عدم استكمال الأشغال، حيث لا زالت الحفر التي حفرت بداعي الصيانة مكشوفة والأشغال متوقفة وغير مكتملة. خنازير وكلاب ضالة تهدّد السكان في ظل غياب الانارة من جهتهم أشار مواطنون إلى أن حيهم لم ينعم بشبكة الهاتف الثابت الذي يمكّنهم من استعمال الانترنت والتي من شأنها تسهيل الوظائف على الطلبة والعمل عند الموظفين، كما أن الإنارة العمومية منعدمة بالحي، حيث يغرق هذا الأخير في ظلام دامس بمجرد حلول الفترة المسائية، ما يفرض عليهم حظر التجوال نظرا للمخاطر المحدقة بهم سواء من المنحرفين أو الحيوانات الخطيرة كالخنازير والكلاب الضالة التي تسرح بالمكان. المحلات التجارية غائبة..! وفي سياق متصل، فقد أفاد المعنيون أن المحلات التجارية ومحلات بيع المواد الغذائية تغيب عن حي القصايرية، ما يزيد من مشقة السكان الذين يتنقلون إلى وسط مدينة الدويرة لإقتناء حاجياتهم من خضر وفواكه ومؤونة. ولعل المؤرق في الأمر هو اقتناء غاز البوتان الذي حوّل يومياتهم إلى جحيم حقيقي بسبب انعدام شبكات غاز المدينة الذي لم يصل إلى الحي والذي يعدّ مطلبا ملحا من طرف السكان الذين ناشدو السلطات المحلية بضرورة تزويد حيهم بغاز المدينة للحدّ من معاناتهم. إدراج قاعة علاج بالقصايرية... ضروري تنعدم بحي القصايرية أهم المرافق الضرورية التي يحتاجها المواطنون بحياتهم اليومية، ويأتي في مقدمتها النقل الذي أصبح هاجس السكان، بحيث ينعدم هذا الأخير فلا وجود لمحطة نقل أو حتى موقف يصلهم بالمدينة سوى ذلك الخط الذي يربط الدويرة بحي الرمضانية الذي يمر عبر المنطقة. ومن جهة أخرى، تنعدم بالحي قاعات العلاج والمراكز الصحية التي توفر عليهم عناء التنقل إلى غاية الدويرة لتلقي أبسط العلاجات، بحيث حدثنا مواطنون أن معاناتهم مستمرة منذ سنوات لإنعدام هذا المرفق الضروري خاصة في حالات طارئة التي تحتاج إلى المتابعة الفورية والاستعجالية. وإلى حين تحرك الجهات المعنية بالدويرة للنظر في وضعية حي القصايرية وانتشاله من العزلة المفروضة عليه، تبقى المعاناة مستمرة إلى أجل غير معلوم.