يستقطب نمط التكوين الموجّه لفائدة المرأة الماكثة في البيت شرائح كبيرة من العنصر النسوي الراغبات في الإلتحاق بمؤسسات التكوين المهني بولاية ورڤلة، من أجل اكتساب حرفة تمكّنهن من ولوج عالم الشغل وترقية أوضاعهن الاجتماعية، حسب مسؤولي قطاع التكوين والتعليم المهنيين. ويسجل القطاع إلتحاق في كل دورة تكوينية حوالي 2.000 مرأة بهذا النمط التكويني مما يدل على نجاح ونجاعة هذا النمط من التكوين ويعكس أيضا مدى وعي هذه الشريحة الاجتماعية بالدور المنوط بالأسرة المنتجة في تطوير الاقتصاد الوطني، وفقا لما صرح به مدير القطاع، محمد عبد الرزاق زكور، على هامش افتتاح فعاليات معرض التكوين المهني المقام بدار الثقافة مفدي زكرياء . وتمارس حاليا عديد النساء الماكثات في البيت وكذا المتربصات اللواتي يلتحقن بعديد التخصصات المتاحة لهن نشاطاتهن بعد الاستفادة من مختلف أشكال الدعم التي توفرها الدولة في إطار مختلف آليات التشغيل على غرار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب والوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر . وتسجل مشاركة واسعة لأنشطة متنوعة لنساء وشابات من مختلف الأعمار يزاولن تكوينهن ضمن نمط النساء الماكثات في البيت في أجنحة هذا المعرض خاصة في مجال الخياطة والطرز والنسيج التقليدي وصناعة الأفرشة والحلاقة وصناعة الحلويات التقليدية. وتعد الآنسة عائشة عسال، على سبيل المثال لا الحصر، واحدة من بين المتربصات اللواتي زاولن تكوينهن بمركز التكوين المهني مزوزي الشيخ ببلدية أنقوسة، 30 كلم عاصمة الولاية، في تخصص الخياطة والطرز لتتحصل على شهادة في الكفاءة المهنية مكّنتها من فتح ورشة في الخياطة بعد استفادتها من قرض ضمن جهاز الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب ومحل ذي طابع تجاري. وقد ساهم هذا النمط من التكوين خلال السنتين الأخيرتين في فتح آفاق واسعة أمام النساء الماكثات في البيت عبر هذه الولاية بما فيها المناطق البعيدة، كما أكدته أستاذة خياطة وطرز بذات المركز، صالحة بوعافية، التي تشرف على تكوين ما لا يقل عن 20 امرأة في تخصص الطرز. ويهدف هذا المعرض إلى تعريف الشباب من الجنسين بالإمتيازات التي يتيحها القطاع من أجل استقطابهم لتخصصات تتماشى مع مؤهلاتهم العلمية وميولهم وتشجيعهم على تعلم مهارات تمكنهم من اكتساب مهن وحرف تضمن مستقبلهم، حسبما ذكر المنظمون. وتضمنت هذه التظاهرة أنشطة وإنجازات عديد المتربصين والمتربصات الموزعين عبر 15 مركز للتكوين المهني و4 معاهد وطنية متخصصة، على غرار الطرز والخياطة والنسيج التقليدي والسلالة ورسكلة النفايات وتحويلها وتربية الحيوانات الصغيرة وكذا صيانة واستغلال أجهزة السمعي، البصري. وثمّن العديد من المشاركين من الجنسين في فعاليات هذا المعرض، على غرار فتيحة جميلة بداع، أستاذة بمركز التكوين المهني والتمهين سليماني محمد ببلدية عين البيضاء التي تقوم بتأهيل النساء الماكثات في البيت في حرفة السلالة الدور الذي يؤديه تكوين هذه الفئة وتأهيلها في إعادة أحياء مهن الأجداد كالسلالة وصناعة الزربية التقليدية والبرنوس وغيرها.